أتاني صديقي والهم يعلو محياه
وغصة في عينه تحكي عن ما بلاه
تقول لي أن للفراق ألم وأن في البعد معاناة
تحدث إلي وأفصح عن مكنونات قلبك أيها الصديق
لعلي اخفف عليك وابعد عنك هذا الضيق
لقد تركتنا وذهبت من دون رجعة
فارقتنا وهي تعلم اننا لا نقوى على فراقها
حاولنا جميعا بكل الطرق أن نبقي عليها .. ولكنها لم ترد البقاء
وكيف لها أن تبقى وهي تعلم أن لديها حياة أخرى لتعيشها
هيا أفضل من هذه الحياة بكثير
كيف تبقى وهيا تعلم أنها ذاهبة لترى ما لم ولن تراه هنا أبدا ً
اشتقت إليها وهيا لم تفارقنا منذ وقت طويل
اشتقت إليها والاشتياق في حقها قليل
أليس الشوق قليلا في حق من عاشت معي منذ نعومة أظافري وحتى استقامة عودي
أليس الشوق قليلا على من أرضعتني الحليب وأطعمتني الطعام حتى أصبحت شابا ً يافعا ً
كيف لا اشتاق لمن لعبت معها كما لم العب مع سواها
كيف أنسى تلك الضحكات البريئة حين كنا نلعب سويا ً بألعابي الطفولية
أو حين كنا نأخذ الألوان فنرسم أجمل وأغرب اللوحات
اشتقت لمن لم ترضى يوما ً أن تتركني اذهب إلى مدرستي من غير غذاء
أو من غير لبس نظيف جميل أتفاخر به أمام الأصدقاء
اشتقت لمن ساندتني في مرضي وأحضرت ليا الدواء
اشتقت إلى من وفرت لي سبل الراحة وجعلتني أعيش في هناء
اشتقت إليها كثيرا ً ... فاجمعني بها يا مجيب الدعاء
توقف هنا صديقي وصمت قليلا ً ليتدارك دمعة شارفت على النزول
رفع عينه إلى السماء وجال بنظره بين النجوم
ثم قال بصوت حزين
وداعا خادمتي المخلصة
...
عـجـبـنـي / لـذا تـم لـطشــه ..
للـجـمـيـع كـل الـود وفـائـق الاحـتـرام