يرتبط الاسترخاء مع بالموسيقى بصورة وثيقة وذلك عن طريق ايقاف الشرود الذهني ومساعدة التفكير على الثبات ثم الوصول الى الهدوء الداخلي. فالاحساس بالصوت مثلا يؤدي الى توتر (تأثيرات نفسية – جسمية) يتبعها عودة الى التوازن او الحل، وان ادراك الوقت يتأثر بقيمة التواترات الخطية، فالموسيقى البطيئة تطيل احساسنا بالوقت، لانه سيكون للذاكرة المزيد من الوقت لتجربة (التوتر والحل) لذا فان وقت الساعة يضطرب والشخص يفقد حقيقة خط الزمن لاوقات متزايدة تساعده على خفض القلق والخوف والالم.
ففي حالة الاسترخاء الناتج عن سماع الموسيقى تساعد هذه الموسيقى على التحرك من خلال ستة حالات من الوعي هي:
1- حالة اليقظة الطبيعية Normal waking
2- العتبة الحسية الممتدة Expanded Sensory Threshold
3- احلام اليقظة Day Dreaming
4- الغشية Trance
5- حالات التامل Meditative states
6- البهجة او الفرح والاسترخاء Rapture and Relaxation
وخلال الاسترخاء تدرك الموسيقى اولا في حالة اليقظة الطبيعية، وباستمرار الاسترخاء تقل العتبات الحسية وبعدها يمكن للفرد ان يتحرك باتجاه احلام اليقظة ثم الغشية والتامل وصولا الى حالة البهجة اعتمادا على الانغماس في الموسيقى.
ان اختيار الموسيقى الملائمة يعد عملا مهما، ويجب اختيارها هادئة وملطفة للمزاج وذلك لان الموسيقى الهادئة تنتج استجابة منخفضة الايض (hypometabolic) والتي توصف بانها علاقة للاسترخاء وتؤدي الى تاثير في الانظمة التلقائية (autonomic) المناعية (immune) والهرمونية (pndocrine)و الموصلات العصبية ( heuropeptide) ومن ثم تنتج استجابة نفسية مثل انخفاض القلق والخوف.
ويفضل اختيار موسيقى بدون كلمات وذلك لان الجزء الايسر من الدماغ (التحليلي) يميل الى الانتباه الى الرسائل ومعاينتها اكثر من السماح بالتركيز والتحليق مع الموسيقى.
ومعظم المختارات الموسيقية تعتمد على (التوتر والتفريغ tension – release ) وهذا النوع من الموسيقى مصممة من اجل خلق احساس من الترقب متبوع باحساس من التفريغ، والاحساس بالترقب وهذه تسمى الموسيقى المنهجية التي تكون مثيرة للمشاعر والاخيلة.
ويساعد التامل (meditation) الكثيرين على مواجهة القلق العام غير الواضح السبب
ويلجأ المرء في الغالب الى استخدام الموسيقى لاستثارة الحالة التأملية، المتبوعة بالمزيد من الاسترخاء لان الموسيقى تؤثر في حالة الوعي وتولد نغمات مستمرة ورنينية وهذا يحفز مراكز الطاقة المختلفة في الجسم وبالتالي تولد حالة تاملية عميقة تؤدي الى الشعور بالاسترخاء.
وتشير الدراسات الى ان حالة التامل تختلف عن النوم واليقظة العادية وان الجسم يكون في حالة استرخاء عميق خلال وقت التامل بينما يبقى الفكر نشطا، وعند ملاحظة تخطيط الدماغ الكهربائي (E.E.G) للإفراد المتأملين نجد ان موجات الدماغ تميل الى نمط الفا (Alpha) بتردد (8-12 دورة/ الثانية) وهذا يدل على الاسترخاء لان الجسم بالكامل يهتز بتردد اساسي غير مسموع بحوالي (8 دورات / ثانية) وهذا عندما يكون الجسم مسترخيا، كما ان ظهور نمط الفا (Alpha) يعكس حالات ازالة التوتر وبالتالي الراحة.
وقد تطورت انواع الموسيقى لتسمح للجسم – العقل (body-mind) باختيار أي نوع من الاستجابة لكي يعمل بكفاءة اعلى. هذا النوع من الموسيقى يدعى: تأملي (Meditative) غير تقليدي (Nontraditional) او موسيقى العصر الجديد (New age) ولهذه الموسيقى مواصفات مميزة هي:-
1-مصممة لتتجاوز الذوق الشخصي.
2- لايوجد فيها تطور تناغمي، والذي تعلمنا اشتراطيا ان نستجيب له.
3- لا تحتاج الى التحليل الفكري او التداخل العاطفي.
4- انها لغة اهتزازية (Vibration Language) والتي تساعد الجسم- العقل (body-mind) على تنغيم نفسه مع رنينه الخاص به.
5- انها تميل الى الانطلاق بصورة لانهائية لتستخدم بوصفة واسطة للاسترخاء(Relaxation) واحتواء الذات (Self-absorption)، والتأمل الذاتي (Contemplation).
ويعد الايقاع واحدا من الجوانب المهمة للموسيقى، اذ يسهل عملية الاسترخاء، وقد بين الباحثون ان ضربات القلب تتاثر بالمؤثر الايقاعي الخارجي، وذكر كل من برادي(brady) ولبورسكي (luborski) وكرون (kron) وبروان (Broun) ان الاصغاء الى الايقاعات الموسيقية السريعة يسبب حدوث الاصغاء الذي يترتب عليه حدوث سرعة في معدل ضربات القلب، وهذا المعدل يتراجع الى المعدل الطبيعي عند الاصغاء الى موسيقى ذات ايقاع موسيقى ابطأ.
وقد وجد باحثان اخران هما: اوستراندر(Ostrander) وشرويدر(schroeder) بان موسيقى الباروك البطيئة قللت من ضغط الدم المرتفع وبطات موجات الدماغ.
ويرى هندامث (Hindamith) انه اذ كانت ذبذبات اللحن متطابقة مع ايقاعات ضربات القلب، فاننا نشعر بان الموسيقى تتقدم دون ان تسبب لنـا أي تهيج او انزعاج او اثارة، واما اذا تحولت سرعة الذبابات للمقياس الايقاعي (Metric-temporal) في النغمة اللحنية (متعجلة او متباطئة) فانها تنحرف عن الايقاع السوي لضربات القلب، فاذا كانت ابطا من ضربات القلب تشعرنا وتثير فينا امزجة هادئة، واذا كانت الوحدات الايقاعية للحن معجلة او سريعة بالنسبة الى ضربات القلب فانها تبعث الامزجة الخاصة بعدم الرضا.