الحقوق الفكرية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ به من شرور أعمالنا وسيئاتها قال تعالى في محكم التنزيل
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }(18) سورة ق ونصلى على الرحمة المهداة للعالمين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
نلاحظ بين الفينة والأخرى مقالات وطرح تذيل بقلم العضو صراحة أو تذيل بنص من نزف قلمي أو ما يشير بأي حال من الأحوال أن الموضوع للعضو نفسه وما يزيد الأمر ألما إنك تجده يضع على جانب ذلك تاريخ ليجزم أن الطرح من بنات ونتاج فكره .
وعندما تتابع الموضوع تجده لكاتب معروف أو مغمور أو تجده من ضمن مقالات أحد الكتاب والذين خصصت لهم المجلات أو الصحف أعمدة ثابتة ومع ذلك تجد هذا ( السارق) وفي وضح النهار ينسب هذا المقال له دون مراعاة للحقوق الفكرية والأدبية وقبل كل ذلك للحقوق الإسلامية .
ومن جهة ثانية كثرت في عالم المنتديات النقل وهو ما يعرف (( بالنسخ )) و (( اللصق)) وفي ظل ثواني أصبح للناقل موضوعا يحسب ضمن مشاركاته وليس في ذلك عيبا طالما أن المنقول ذو فائدة ويمكن الاتعاظ به ومنه والاستفادة من طرحه.
ولكن ما يحز في النفس ويؤلمها إن الناقل لا يشير إلى ذلك لا من قريب أو بعيد وما يزيد الطين بله أن الأعضاء ومن خلال ردودهم يهنئون الناقل على الطرح وهو يتجاوب معهم من خلال رده واهما نفسه وغيره بان الطرح له.
وما يثير الاستغراب أن الناقل لا يكلف نفسه عناء التدقيق في المقال فتجده وبكل أمانة ينقل الموضوع بأخطائه الإملائية وأخطائه العقدية بل وربما فلتات الكاتب من كلمات قد تناسب منتدى أو بلاد الكاتب وتتعارض مع فكرنا وأدبنا وأعرافنا مع أنه بقليل من القرأة يصل إلى كل هذه الملاحظات ( فيتصرف ) فيها بما يتناسب مع المنتدى المقيد به أو بما يتناسب مع الفكر والعرف والعقيدة .
وأنني أرى في الحالتين امتهان واستخفاف بعقول الأعضاء ومشاعرهم وتعدي على فكرهم واعتداء على حقوقهم الفكرية والأدبية .
يقول احد الأدباء ومن تعرض ( لسرقة ) طرحه :
"بإمكاننا أن نعزي هذه الجريمة إلى خلل نفسي في ذات السارق، والذي عادة ما يشعر بالضمور والانزواء والتهميش، وليس لديه ثقة بما يمكن أن يخطه يراعه على وجه الورق..فيلجأ إن كان ماكرا إلى السطو على أي عمل أدبي يصادفه على شبكة الإنترنت، يتسم بالجودة، ويقوم بالتعديل عليه بطريقة لا تخل بالفكرة و(الإيقاع) -إن كان العمل شعريا- ويعمل عقله بجهد مضنٍ في وهب هذا المسخ الذي لا أم له عنوانا مختلفا، ويذيل النص باسمه..ثم يمطر المواقع ووسائل النشر الرقمية بنسخ منه..وهو بذلك يعتبر نفسه مبدعا..
وقد يجرؤ هذا الماكر أيضا على اقتحام عالم الصحف والدوريات المطبوعة، والتي يستحيل عليها أن تكتشف أمر السرقة..
ولكن المصادفات تلعب دورا هاما في كشف السارق، فحظه التعس قد يوقعه بقارئ متذوق محترف، يمكن أن يقرأ الأصل والمسخ معا في فترة متقاربة، ويسلط الضوء على هذه الجريمة.."
وسؤالي هنا ماذا سيجني هذا المعتدي من خلال نقله لموضوع أو مقال أو خاطرة أو أبيات شعر ليست له ثم يذيلها باسمه وهو في الغالب شخصية غير معروفة تختبي خلف اسم مستعار ؟
وأي ذنب تقترفه أيدينا من جراء نقل مخالف للعقيدة بدون علم وضعه كاتبة بخبث لينال من عقيدتنا أو وضعه جاهل بلا علم من خلال سمعه أو بدون التثبت من صحته نشاركه في الإثم والإضلال وقد نغيب أو نخرج من عالم ألنت والمنتديات ويظل طرحنا يقرأ ويقتدى به ويتعلم منه . فيكون بمثابة سيئة جارية له والله المستعان .
من هنا أحبتي أهيب بالجميع ونفسي إلى تقوى الله في السر والعلن وفي جميع أمور حياتنا ومعاملاتنا وألا ننساق خلف ضعاف النفوس ونقتدي بمن لايقتدى بهم ولنتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.) وبالقياس المسألة تطبق على ما ينقل من طرح وأخبار مغلوطة وكاذبة فتسري بين الناس بسرعة الضوء وتأكل في عقولهم كالهشيم . ونكون نحن بجهلنا وسهونا قد ساهمنا مع من أراد ذلك بمكره وسوء نيته بل وشاركناه الإثم والذنب والعياذ بالله.
فالنحذر ولننتبه إلى ذلك ولنعلم أن إحترام قلم الكاتب لا يأتي إلا من إحترامه نفسه وإحترام إي عضو أو عضوه لا يكون إلا بمكانته وجودة طرحه سواء بنصه أو بتصرفه أو بما يطرح من فكر ومقال ينفع الناس ويحثهم على الخير وللخير .
اسأل الله الهادية للجميع وأدعوه بقوله تعالى :(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) الآية
محبكم في الله جميل
24/8/1429هـ