[align=center]
[fot1]×?°الصوم والراحة النفسيّة ×?°[/fot1]
الصوم يحقق التوازن بين النوازع و الضمير
و اكتمال الصحة النفسية
د. طاهر شلتوت
استشاري الطب النفسي
ولأن الصوم يرتبط بشهر الروحانيات والعبادة فإنه
ولا بد يؤثر على الحالة النفسية عند المسلم
ويقول الدكتور طاهر شلتوت استشاري الطب
النفسي إن الحالة النفسية لدى
الصائم يحددها بالأساس توجهه نحو شهر رمضان
واستعداد المسلم لاستقبال هذا الشهر وتحديد خطة
عمل وبرنامج يومي للاستفادة منه روحياً وجسدياً
فإذا تقبل المسلم فكرة الصوم بأنها تطهير للنفس
والجسد من الخبائث والضغائن وخلق حالة من السمو
الروحي للإنسان، فسيكون الصوم إيجابياً بالنسبة له
ونجد الصائم قد روض نفسه بالصوم لتحسين سلوكياته
وتحسين علاقته بالخالق عز وجل والإقبال على
العبادات والطاعات، كالصلاة وقراءة القرآن، وفعل
الخيرات والابتعاد عن معاصي القلب واللسان والجوارح.
ويشير د. طاهر شلتوت إلى أن الصوم يخلق لدى
المسلم حالة نفسية تجعله مستعداً لأن يتخلى عن
نوازعه ورغباته، حيث يصون حواسه عن الإنشغال
بما يثيرها من متع الدنيا، ومن ثم تخف قوة النوازع
وتأثيراتها عليه، مقابل زيادة قوة الضمير وتأثيره
في نفس الصائم، بما يجعل محصلة ذلك المزيد
من الفضيلة والالتزام الأخلاقي والسلوكي فتنضبط
معادلة الذات والضمير في قالب واحد.
ويضيف د. شلتوت : أنه كلما التزم الصائم بالضوابط
النفسية التي يحددها الصوم ولكن عن اقتناع داخلي
ورغبة حقيقية في التحول إلى الأفضل، سهل عليه
الوصول إلى الحالة التوافقية بين الذات والضمير
وهو ما يسمى في علم النفس (تمام الصحة النفسية)
باعتبار أن الذات هي محصلة لقوتين تتنازعان وهما:
النوازع والضمير، والصوم يساهم في تحكم الذات
بنوازعها النفسية ورغباتها، ويعدل هذه النوازع
إلى ما ينادي به الضمير فيحدث التوافق المطلوب.
ويفسر الدكتور طاهر شلتوت التأثير النفسي الذي
يحدثه الصوم قائلاً : الضمير يوجد تشريحياً في أعلى
مكان بالمخ والذي يسمى (القشرة المخية)، وهي
التي تتحكم في كافة أجزاء ومراكز عمل المخ، أما
النوازع فهي الطبقة الموجودة تحت هذه القشرة
ومن ثم فإن كل ما يساهم في تقوية القشرة المخية
(الضمير) فهو يؤدي في نفس الوقت إلى التحكم
في النوازع وضبطها، وهذا هو فضل الصوم والعبادات
الأخرى التي يؤديها المسلم فهي تكافح المراكز
الموجودة أسفل القشرة المخية، وتزيد من
قوة هذه القشرة (الضمير).
وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه الصوم في دفع الصائم
للإقلاع عن التدخين، يقول د. شلتوت: التدخين كبقية
العادات التي إذا داوم الشخص على القيام بها، ازدادت
ترسخاً في نفسه، وزاد انجذابه إليها، ودور الطب
النفسي تحديد برامج علاجية سلوكية تساعد من يتوقف
عن التدخين للتكيف مع هذا الوضع الجديد، وهذا هو
نفس الدور الذي يلعبه الصوم لأنه يعيد تكييف برنامج
حياة المدخن فيمنعه من عادة الإمساك بالسيجارة طوال
فترة النهار، ويعيد برمجة سلوكه بشكل جديد فيخلصه
من التدخين، ويضيف د.شلتوت أن المهم لنجاح التوقف
عن التدخين وجود الإرادة لدى المدخن للحفاظ
على استمرارية التوقف عن التدخين، واستثمار
فرصة الصوم لنجاحه في ذلك،،
مما قرات فأعجبني ،،،،
[/align]