مقال...
للكاتب:عبده خال
زل الطرب
أية خريجة جامعية لن تجد عملا بمجرد تخرجها، وسوف (تخلل) شهادتها لسنوات طويلة قبل أن تجد عملا حكومياً أو خاصاً.
وفي ظل هذه (العطالة) أو (البطالة) سنجد أن القطاع الخاص او الحكومي يستغل حاجة هؤلاء الخريجات (طبعا والخريجين) للعمل براتب متواضع جدا لايتجاوز 1500 ريال خاصة المدارس الخاصة التي وجدت في هذا الوضع ميدانا تجاريا لاستغلال هؤلاء الخريجات.
وأذكر أنه قبل عدة سنوات اكتشفت الرئاسة العامة لتعليم البنات (قبل أن تنضم لوزارة التربية والتعليم) اكتشفت أن احدى المعلمات تعمل (طقاقة) فجنت الرئاسة، وتحركت كل اجهزتها للتنديد بهذه المعلمة التي لم تحترم سمو وجلال وظيفتها لكونها عملت (طقاقة) في الافراح، ولم يشفع لتلك المعلمة عذرها ان دخلها كمعلمة لا يفي باحتياجاتها الاسرية.. المهم ان تلك المعلمة فصلت.
وبالامس نشرت «عكاظ» أن جامعيات (وفي تخصصات مختلفة) يتحولن في ظل ندرة الوظائف النسائية الى طقاقات!
وتقول إحداهن أن دخلها اليومي (كطقاقة) مع الفرقة التي تعمل بها يصل مع (النقوط) 1500 ريال واحيانا نحصل على (نقطة) عبارة عن جنيهات ذهب يصل سعر الجنيه الواحد 950 ريالا!.
وأخرى تقول ان دخلها وصل في الليلة الواحدة 2000 ريال فضلا عن النقوط حيث يصل نصيب الواحدة منا في بعض الأحيان إلى 400 ريال.
هذا التوجه لدى خريجات جامعات درسن لسنوات طويلة، وصرفت عليهن الدولة أموالا باهظة، ألم يثر أية جهة لأن تنتفض كما انتفضت الرئاسة العامة لتعليم البنات في قضية المعلمة الطقاقة.
بمعنى آخر أليس هناك جهة ما تخشى على تسلل الكفاءات الوطنية التي تم اعدادها من أجل المساهمة في التنمية لأن تعمل أعمالا يمكن لمن لايحمل أية شهادة القيام بها.
بمعنى ثالث وأخير، ما هي الخطط من تخريج الخريجين والخريجات إذا كان مصيرهم خارج بنية التنمية.
وثمة نقطة اخرى يجب التوطئة لها كي لا افهم خطأ من (الطقاقات) او سواهن، أنا لا أعترض على عمل (الطقاقة) ولكن اعتراضي على اهدار طاقة بشرية تم تاهيلها لأن تدرج في العملية التنموية ثم يكون مصيرها حمل الطار والصياح على طريقة: (زل الطرب يا موجع الطار بالكف).
وهذا قد يقودنا لأن نسل خيطا رفيعاً لنقول إن ثمة خطراً كبيراً يجعل من لايجد مكانه المناسب وفق مؤهلاته لأن يبحث عن أية وسيلة ليمتهنها مقابل أن يعيش.
والسؤال الكبير: إلى متى تفرخ الجامعات خريجين وخريجات ولايجدون اعمالا تتناسب مع مؤهلاتهم.؟
أعجبني مضمونه وأحببت نقله لكم....
لكم مني كل الاحترام والتقدير....