كما أن التعلم التعاوني يتميز عن العمل في مجموعات صغيرة بخمس مميزات، وهي كالتالي:
1 – يعتمد أفراد المجموعة في التعلم التعاوني على بعضهم البعض بإيجابية أثناء التعلم.
2 – بالرغم من أن العمل يتم كمجموعة، إلا أن كل فرد يساءل عن عمله كفرد وكعضو في المجموعة.
3 – أن يساعد الطلاب كل منهم الآخر ويؤازره ويشجعه على التعلم.
4 – السلوك التعاوني بين أفراد المجموعة هو سلوك مقصود يعلمه لهم المعلم من خلال توزيعهم داخل المجموعة ومسئوليات كل فرد في داء المهمة أو النشاط، والمناقشة والحوار مع بعضهم ومساعدتهم لبعضهم البعض.
5 – يلاحظ أفراد المجموعة- أثناء العمل في المجموعة التعاونية- سلوك بعضهم البعض ويتناقشون حول سلوك ودور كل منهم في المجموعة في تحقيق إنجاز المهمة، ويضعون معاً خطة لتحسين أدائهم. (10- 263، 264( (16- 105، 106)
أسباب إهدار فرص الإفادة من قوة عمل المجموعات في المدارس:
1 – عدم وضوح العناصر التي تجعل عمل المجموعات عملاً ناجحاً، فمعظم المربين لا يعرفون الفرق بين مجموعات التعلم التعاوني ومجموعات العمل التقليدي.
2 – إن أنماط العزلة المعتادة التي توجدها البنية التنظيمية تجعل المربين ميالين إلى الاعتقاد بأن ذلك العمل المعزول هو النظام الطبيعي للعالم وإن التركيز على مثل هذه الأنماط القاصرة قد أعمى المربين عن إدراك أن الشخص بمفرده لا يستطيع أن يني عمارة أو يحقق الاستقلال لأمة أو يبتكر حاسباً آلياً عملاقاً.
3 – إن معظم الأفراد في مجتمعنا يقاومون بشكل شخصي التغير الذي يتطلب منهم تجاوز الأدوار والمسئولية الفردية فنحن كمربين لا نتحمل بسهولة مسئولية أداء زملائنا كما أننا لا نسمح لأحد الطلاب أن يتحمل مسئولية تعلم طالب آخر.
4 – إن هناك مجازفة في استخدام المجموعات لإثراء التعلم وتحسينه فليست كل المجموعات ناجحة في عملها. ومعظم الكبار مروا بخبرات شخصية سيئة أثناء عملهم ضمن لجان أو مجموعات أو جمعيات غير فاعلة ولذا فإن التعقيد في عمل المجموعات يسبب قلقاً لدى المربين بشأن ما إذا كانوا قادرين على استخدام المجموعات بشكل فاعل أم لا وعندما يقارن العديد من المربين يختارون الطريقة الأسلم ويتمسكون بالطريقة الانعزالية/ الفردية الحالية.
5 – إن استخدام المجموعات التعليمية التعاونية يتطلب من التربويين تطبيق ما هو معروف عن المجموعات الفاعلة بطريقة منضبطة ومثل هذا العمل المنضبط ربما يولد رهبة توهن كفرعية بالنسبة للعديد من المربيين. (12-25)
* وتذكر الدكتورة سناء محمد سليمان (2005م) بالاتفاق مع حسن حسين زيتون (2003م) أن التعلم التعاوني له بعض الصعوبات التي تواجهه وتتحكم في نجاح التعلم التعاوني عوامل كثيرة يجب أخذها في الحسبان ومن أهم هذه العوامل:
العوامل التي تساعد على نجاح التعلم التعاوني:
1 – الانضباط الصيفي:
إن المناخ الصيفي الذي يسوده الانضباط يساعد على نجاح التعلم التعاوني أما الصفوف التي ينعدم فيها الانضباط فإنها تعميق عمل المجموعات التعاونية الأمر الذي يتطلب من المعلم تطبيق الأساليب المتعددة لضبط النظام الصيني.
2 – توافر الزمن الكافي لإنجاز دروس التعلم التعاوني:
تحتاج دروس التعلم التعاوني إلى وقت أكبر من تلك التي تحتاجها الدروس المطبق فيها الطرق التقليدية "المحاضرة الشرح الشفوي" لذا ينبغي تخطيط الجداول الدراسية جيداً لمراعاة ذلك كأن يدرس الدرس الواحد في أكثر من حصة متتالية.
3 – حجم الغرفة الصفية وتنظيمها:
إن حجم الغرفة يجب أن يكون مناسباً فإذا كانت صغيرة ومكتظة بالطلاب ويصعب عليهم تحريك مقاعدهم فإنها قد تقيد حركة المعلم وتنقله بين المجموعات لملاحظة ما تقوم به من أعمال لذا يجب أن يبحث المعلم عن غرفة متسعة في المدرسة ليطبق فيها دروس التعلم التعاوني إن تيسر له ذلك.
4 – عدد طلاب الصف:
إذا كان عدد الطلاب كبيراً فإن تقسيمهم إلى مجموعات يؤدي إلى وجود مجموعات عديدة قد تؤثر على عملية ضبط المعلم للصف. ومتابعة أعمالهم وتقديم المشورة لمن يحتاج لذا في حالة وجود هذا العدد الكبير من الطلاب يمكن قيام أكثر من معلم بالتدريس للصف الواحد من خلال أسلوب التدريس الفريقي.
5 – شعور التلاميذ بالاعتماد الذاتي والالتزام في العمل:
إن شعور التلاميذ بإمكانية قيامهم بالمهام أو الأعمال معتمدين على أنفسهم وكان لديهم التزام بالعمل التعاوني وكانت دافعيتهم للعمل عالية فإن التعلم التعاوني سيكون ناجحاً وينبغي أن يحفزهم المعلم باستمرار ليعتمدوا على أنفسهم ويعززهم إيجابياً.
إضافة إلى العوامل السابقة فإن هناك عدد من القواعد الأساسية والنشاطات الاجتماعية التي يعتبر توفرها عاملاً مهماً في نجاح التعلم التعاوني هي وجود أصوات هادئة، توزيع الأدوار، البقاء في المجموعة المشاركة، التعاون، محاولة التفكير، الإصغاء النشط للآخرين وطلب مساعدة الآخرين في المجموعة، الرجوع للمعلم فقط عند عدم فهم أعضاء المجموعة المهام المطلوبة منهم، وإلصاق القواعد الأساسية على مقاعد المجموعة أو أمام الصف، والتعزيز والتشجيع باستمرار من قبل المعلم والطمأنينة ووضوح الأهداف والتقويم المستمر.
(16- 111، 112) (10- 264: 266)
يرى حسن زيتون (2003م) نقلاً عن جابر عبد الحميد بالاتفاق مع سناء سليمان (2005م) أن:
مؤشرات ومقومات نجاح التعلم التعاوني:
من أهم مقومات نجاح هذه البرامج ووسائل التطبيق:
1 – أن تقوم المؤسسة التعليمية بتصميم مناهجها التعليمية بطريقة تكون أكثر استجابة لاحتياجات قطاعات التنمية الوطنية في التخصصات المختلفة.
2 – أن يكون هناك تخطيط سابق لجميع فترات أو فصول العمل بكافة التخصصات، وهو أمر يتطلب من المؤسسة التعليمية أن تقوم: بحصر المؤسسات والشركات الأهلية والأجهزة والمؤسسات الحكومية التي لديها الرغبة في المشاركة ببرامج التعلم التعاوني.
3 – أن يتاح للطلبة فرصة اختيار الوظيفة المناسبة لهم من بين الوظائف التي تتيحها الشركات والمصانع بما يتلاءم مع تخصصاتها.
4 – أن يتم تعيين الطلبة في مواقع وظيفية ذات صلة وثيقة بالمنهج التعليمي أو التدريبي.
5 – أن يتم إشراك أكبر عدد ممكن من أرباب العمل في البرنامج التعاوني الواحد، حيث وجد في جامعة واترلو الكندية أن الطلاب يكسبون خبرة أفضل إذا عملوا عند المزيد من أرباب العمل المشاركين.
6 – أن يعطي الطلاب المتعاونون مكافآت مقطوعة نظير عملهم في الشركات والمؤسسات والوكالات الحكومية.
7 – أن تبدأ الجامعة بتجربة التعليم التعاوني في تخصص معين، وفي حالة نجاح التجربة وتجاوز الصعوبات والعقبات، يمكن إضافة تخصصات أخرى.
8 – أن يسبق فترات أو فصول العمل بفترة زمنية مناسبة حضور الطلبة لبرنامج توجيهي (تحضيري) إجباري في مجال تهيئة الطلاب وإعدادهم لحصول العمل.
وللحكم على مدى نجاح أسلوب العمل التعاوني في مجموعات، والعمل ضمن فريق واحد. هناك بعض المعايير والمؤشرات التي تساعد في ذلك وهي:
- الوقوف على حال أفراد المجموعة الكلية (معرفة مستويات جميع أفراد الصف).
- التمهيد المناسب- المحدد- لموضوع الدرس.
- تحديد حجم كل مجموعة.
- تشكيل المجموعات بسهولة ويسر وسرعة.
- تحديد نشاط كل مجموعة.
- تحديد زمن تنفيذ النشاط المراد تنفيذه.
- اختيار مقرر لكل مجموعة بحيث يتم تبادل هذا الدور من نشاط آخر.
- توضيح المطلوب من النشاط بدقة قبل البدء بالعمل (قبل التنفيذ).
- إثارة دافعية أفراد المجموعة للمشاركة الفاعلة أثناء تنفيذ النشاط.
- التجوال بين المجموعات والجلوس معهم أثناء تنفيذ النشاط، للتأكد خلال طرح الأسئلة المناسبة.
- الانتهاء من النشاط في الزمن المحدد.
- مناقشة أعمال المجموعات أمام الجميع للاستفادة منها.
- عرض الإجابات الصحيحة أمام التلاميذ بهدف تصويب الأخطاء وتقديم التغذية الراجعة اللازمة. (16- 112: 114)
التكنولوجيا الحديثة لها دور كبير في الارتقاء بمستوى التعلم الأساسي إذا ما ارتبطت ببعض أساليب التدريس الحديثة والمنبثقة من واقع بيئة التعلم والتعليم داخل أسوار البيئة المدرسية. ومن ثم ترى الدكتورة سناء سليمان (2005م) أن الحاسب الآلي ضرورة أساسية في الارتقاء بمستوى القدرات التعلمية والتعليمية ومن ثم ضرورة أن يشجع الحاسب الآلي التعلم التعاوني بطبيعته- حيث أن الحاسب يقدم بيئة تعليمية مختلفة بحد ذاتها يتوافر الصورة والصوت والفيديو إلى جانب توافر التغذية الراجعة المباشرة- الأمر الذي يجعلها أداة تعليمية مميزة.
فوجود أكثر من طالب للعمل على الحاسب يساعد على تشجيع المناقشات الفكرية ويسمح بتفهم أعمق للمبادئ والمفاهيم، كما أنه يقلل من القلق والتوتر الذي يصاحب العمل على الحاسب وتعلمه.
وذكر كل من سكاكتر وفجنانو (Schacter & Fagnano- 1999) أن تعلم الطلبة ضمن بيئة غنية للحاسبات له أثر إيجابي على زيادة التحصيل الأكاديمي، وبناء اتجاه جيد نحو العلم والتعلم.
كما كان لأسلوب التعلم التعاوني الأثر الجيد في تعزيز الاتجاه الإيجابي نحو الحاسب الآلي في جميع المحاور التي شملت (الرأي والوعي والقلق) حيث ظهر تغير كبير بالنسبة للمجموعتين- التجريبية والضابطة- فقد كان هناك زيادة في المتوسطات مقارنة بمتوسط الدرجة عند بداية الفصل الدراسي لكلا المجموعتين.
إلا أن مجموعة التعلم التعاوني تمتعت برأي إيجابي أفضل بالنسبة للحاسب الآلي مقارنة بمجموعة التعلم التقليدي، كذلك كان هناك تغيير ملحوظ بالنسبة للقلق من الحاسب
والذي لوحظ تدنيه لدى كلا المجموعتين من بداية الفصل الدراسي إلى نهايته، إلا أن التغيير كان أكبر لصالح مجموعة التعلم التعاوني.
أما بالنسبة للوعي بأهمية الحاسب الآلي فعلى الرغم من أن المتوسطات في بداية الفصل الدراسي كانت جيدة مما يدل على أن هناك وعياً كافياً بين الطالبات بأهمية الحاسب الآلي..
إلا إن الزيادة أيضاً بالوعي تجاهه- تأثرت بأسلوب التدريس الأمر الذي نتج عنه زيادة متوسط المجموعتين في نهاية الفصل الدراسي، وكان الفرق في الزيادة ملحوظاً أكثر لصالح مجموعة التعلم التعاوني. (16-116)
* يرى جابر عبد الحميد جابر (1999م) أن هناك مجموعة من النظريات التي تفسر عملية التعلم والتنافس بين المعلم والمتعلم في البيئة التعليمية ويكون مجملها كالتالي:
خطة التدريس بأسلوب التدريس التعاوني في درس التربية الرياضية:
1 – يقوم المعلم بتصوير درس كامل للتربية الرياضية لكل طالب معلم من المجموعة المختارة (خمسة فقط).
2 – يقوم المعلم بالإشراف على الطلاب المعلمين للاشتراك معاً في التخطيط لدرس واحد وكذلك تنفيذه.
3 – يقوم كل طالب معلم بتنفيذ جزء واحد فقط من أجزاء الدرس- الاحماء- الإعداد البدني- الرياضات الأساسية- الألعاب- الختام.
4 – يتناوب الطلاب المعلمين تدريس أجزاء الدرس حتى يمر كل طالب معلم على جميع أجزاء الدرس.
5 – يستمر الطالب المعلم لمدة أسبوع في تدريس الجزء الخاص به ثم يأخذ جزءاً آخر في الأسبوع الثاني حتى يمر جميع الطلاب المعلمين على أجزاء الدرس كله.
6 – بعد انتهاء المجموعة والمرور بجميع أجزاء الدرس وتدريسه يقوم المعلم بعمل اجتماع بأعضاء المجموعة ومناقشتهم بعد كل درس، ونقد كل طالب معلم من الفريق أمام باقي المجموعة.
7 – أثناء فترة عمل الخطة يستمر المعلم بعرض مجموعة من الدروس النموذجية على الطلاب المعلمين.
8 – بعد انتهاء زمن الخطة يقوم المعلم بتصوير درس كامل لكل طالب معلم في المجموعة وملاحظة مدى التقدم والعائد من البرنامج في المهارات التدريسية لكل طالب معلم في الفريق. (1- 69، 70)
ويرى الكاتب نفسه أن الأسلوب التقليدي في التعليم يختلف اختلافاً كلياً عن استخدام أسلوب التعلم التعاوني حيث تعود الإيجابية الكبيرة لهذا الأسلوب الحديث ولكن لا ننكر دور الأسلوب التقليدي في التعلم فيما يعد أسلوب التعلم التعاوني أحدث الأساليب الحديثة التي أدت إلى ارتفاع معدل الاستجابة المعرفية والحركية والوجدانية التعاونية بين المتعلمين بعضهم البعض وبينهم وبين المعلم تلكا الكفتين التي تؤدي إلى ارتفاع منسوب العملية التعليمية داخل المجتمع.