إستراتيجية التعلم التعاوني The Cooperative learning strategy
قبل أن نقذف الكرة لهم، علمهم كيف يلعبون معاً بروح الفريق الواحد ليحرزوا أهدافاً في المرمى وكيف يتخلون عن الأنانية والصراع فيما بينهم وذكرهم أن الشمس لا تشرق من أجل ديك واحد.
ماهية إستراتيجية التعلم التعاوني:
* ترى الدكتورة كوثر حسين كوجك (2001م) أن إستراتيجية التعلم التعاوني هي إستراتيجية تدريس تحقق هدفين:
يسعى العاملون في ميدان المناهج وطرق التدريس إلى التوصل إلى إستراتيجيات طرق وأساليب، تساعد المعلم على إدارة الموقف التعليمي بنجاح.. ولم يعد نجاح المعلم قاصراً على تحقيق تلاميذه لأهداف المادة الدراسية التي يعلمها لهم، ولكن نجاحه امتد إلى نوعية ما يغرسه في تلاميذه، وما ينميه لديهم من سلوكيات واتجاهات وقيم.. وقد تحدثنا كثيراً عن المنهج المستتر وأثره في تكوين شخصيات وأخلاقيات التلاميذ، وكتب في ذلك كثير.
وعلى الطريق نفسه يسير علماء المناهج وطرق التدريس فيبحثون، ويدرسون ويتوصلون إلى نتائج.. ومن أحدث ما يتحدث فيه ويبحث حوله العلماء إستراتيجية التعلم التعاوني.
بدأ الاهتمام بدراسة التعاون والتفاعل في الموقف التعليمي في أواخر الستينيات، وظهرت دراسات تحليل التفاعل في المواقف التعليمية، وتشجيع المناقشة بين التلاميذ، والاهتمام بالأسئلة التي يستخدمها المعلم أثناء الشرح، وأنواعها، ومستويات التفكير التي تنميها أنواع الأسئلة المختلفة.. وسلوك المعلم وسلوك التلاميذ.. الخ.
واستمرت الدراسات وتطورت، ومن أهمها: دراسة في الثمانينيات قام بها فريق بحثي، يرأسه سبنسر كاجان Spencer Kagan في كلية التربية جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث استعان كاجان بخمسين طالباً/ معلماً في فترة التدريب الميداني، كانوا يدرسون لحوالي (2000) تلميذ وتلميذه من الصف الثالث إلى الصف السادس الابتدائي.. واستخدم بعض الطلاب المعلمين الطرق التقليدية، واستخدم البعض الآخر إستراتيجية تعتمد أساساً على تعاون التلاميذ في التعلم.. وأوضحت النتائج اكتساب التلاميذ الذين تعاونوا في الموقف التعليمي سلوكيات اجتماعية مهمة، إلى جانب تفوقهم في التحصيل الدراسي. وتزايد الاهتمام وتعدد الدراسات والبحوث بضرورة تدريب المعلمين على استراتيجية التعلم التعاوني.
ما المقصود بالتعلم التعاوني؟
التعلم التعاوني هو نموذج تدريس، يتطلب من التلاميذ العمل مع بعضهم البعض والحوار فيما بينهم فيما يتعلق بالمادة الدراسية، وأن يعلم بعضهم بعضاً، وأثناء هذا التفاعل الفعال تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية إيجابية، وهكذا.. فإن التعلم التعاوني يصبح جزءً من أساليب التدريس، وليس محتوى جديداً يراد تعلمه.
* بينما يرى الدكتور مصطفى السايح محمد (2001م) أن التعلم التعاوني كإستراتيجية هو:
نموذج تدريسي، فيه يقوم التلاميذ بأداء المهارات المتعلمة مع بعضهم البعض مع المشاركة في الفهم والحوار والمعلومات المتعلقة بالمهارات المتعلمة، كما يساعد بعضهم البعض في عملية التعلم، وأثناء هذا الأداء والتفاعل الفعال تنمو لديهم الكفايات الشخصية والاجتماعية الإيجابية.
ويسعى خبراء مناهج التربية الرياضية إلى التوصل للأفضل في تدريس التربية الرياضية المدرسية، كما يسعوا لإيجاد الأفضل من أساليب وطرق تدريس تساعد المعلم على إدارة المواقف التعليمية المختلفة بنجاح، ففي الوقت الحاضر ومع المستجدات الحديثة لبرامج التربية الرياضية المدرسية لم يعد نجاح المعلم قاصراً فقط على تحقيق التلاميذ للأهداف التربوية والحركية لمحتوى الدروس التي يعلمها لهم، ولكن نجاح المعلم امتد إلى نوعية ما يغرسه داخل نفوس تلاميذه من صفات خلقية/ اجتماعية أو تعديل في بعض السلوكيات الحياتية وكذلك التعديل في القيم والاتجاهات.
لذا فقد بدأ الاهتمام بدراسة التعاون والتفاعل في المواقف التعليمية في مجال التربية الرياضية، ومن ثم ظهرت دراسات في تحليل التفاعل والسلوك التدريسي في المواقف التعليمية المختلفة، وتشجيع التلاميذ في العمل داخل مجموعات أو محطات لتطبيق مهارات متشابهة داخل نطاق المجموعات أو مهارات مختلفة داخل نطاق نفس المجموعات، ومن نتائج الدراسات التي طبقت في المجال الرياضي أن التلاميذ الذين تعلموا في مجموعات متعاونة اكتسبوا تعلم حركي أفضل وسلوكيات اجتماعية مهمة (كالتعاون- الولاء- القيادة- الانتماء) إلى جانب تفوقهم في الأداء الحركي- لذا تزايد الاهتمام بضرورة تدريب الطلاب المعلمين على إستراتيجية التعلم التعاوني.
* بينما يرى الدكتور أبو النجا أحمد عز الدين ( ) أن إستراتيجية التعلم التعاوني يطلق عليه البعض اسم تدريس الفريق Team Teaching ويعرف التدريس التعاوني بأنه:
"عملية تشاركيه تتم بين عدة أطراف في موقف تعليمي تعلمي على شكل مجموعات صغيرة تتراوح ما بين (4-6) طلاب، وتقوم على توزيع للأدوار داخل المجموعة الواحدة حسب قدرات الأعضاء لزيادة فاعلية التعلم وتحقيق هدف مشترك.
وصدق قول الله إذ يقول في كتابه العزيز "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان".
كما تتضمن أهداف التربية الرياضية تنمية روح التعاون والولاء للجماعة وتحمل المسئولية، هذا وتعتبر طريقة التدريس التعاوني من الأساليب الحديثة للتدريس والتي ساعدت بشكل ملحوظ في التقدم بمهارات المعلم التدريسية وتقوم فكرة هذه الطريقة على العمل الجماعي للمتدربين في التخطيط والتنفيذ والتقويم بمساعدة المعلم وذلك لدرس واحد والمجموعة تتكون من (4-6) طلبة ومن مميزات هذا الأسلوب معرفة الطالب المعلم لمهارات التدريس المختلفة وتحسين العملية التعليمية وتطويرها، ويرجع الفضل للعالم روبرت سلافن Slavin, R عام (1983م) في تبني هذا الأسلوب. (33-69)
بينما يرى Holt (1997م) أن التعلم التعاوني إستراتيجية تعلم تهدف إلى تطوير أساليب التدريس وربط عقول التلاميذ بالعمل الجماعي والمشاركة الإيجابية من خلال تنظيم بيئة التعلم في مجموعات صغيرة ومفيدة للتعلم الفعال يندمج فيه التلاميذ معاً، ويتعاونون من أجل تحقيق هدف مشترك، ألا وهو هدف المجموعة ككل، وهو يعد بمثابة نموذج لتنوع الإدارة داخل حجرة الدراسة وسبيل لتأثير كل تلميذ في زميله بقوة وإيجابية، حيث يتطلب التعلم التعاوني وجود تفاعل نشط بين التلاميذ داخل حجرة الدراسة، بالإضافة إلى تقديمه فرص متزايدة للتنمية الاجتماعية للتلاميذ. (33 : 12)
بينما يرى Steuin (1995م) أن التعلم التعاوني يمكن تصنيفه على أنه من الطرق التدريسية التي تسعى إلى تعزيز وتشجيع التعاون والتفاعل بين الطلاب وإزالة نزعة التنافس القائم بينهم التي لا تؤدي في الغالب إلى نتيجة بل توجد نوعاً من التثبيط والفردية وانعدام مبدأ التعاون. (41: 21)
أنواع إستراتيجيات التعلم التعاوني:
ترى الدكتورة سناء سليمان (2005م) أن أنواع إستراتيجيات التعلم التعاوني هي كالتالي:
1 إستراتيجية الفرق الطلابية وفقاً لأقسام التحصيل.
2 إستراتيجية التعلم التكاملي التعاوني.
3 إستراتيجية فرق الألعاب والمباريات الطلابية.
4 إستراتيجية تكامل المعلومات المجزأة (Jagsaw).
5 إستراتيجية التعلم معاً.
6 إستراتيجية الاستقصاء الجماعي.
7 إستراتيجية فكر زواج مشترك.
8 إستراتيجية التعلم التعاوني الإتقاني.
9 إستراتيجية التعلم التعاوني الجمعي "بين المجموعات".
10 إستراتيجية البحث الجماعي.
11 إستراتيجية المجادلة داخل الجماعة التعاونية.
12 إستراتيجية الإنتقال من الجماعة إلى الفرد.
13 إستراتيجية التنافس الجماعي (بين المجموعات). (16- 9)
* بينما يرى الدكتور فؤاد سليمان قلادة (1997م) أن أنواع إستراتيجيات التدريس هي كالتالي:
1 – إستراتيجية أوزوبل في تنظيم التدريس:
The Ausubel model for organizing instruction
وأكتفى بذكر هذه الاستراتيجية وشرحها كاملاً بداية من نموذج Taba ونموذج Bruner ونموذج J. Piaget (22- )
* وترى الدكتورة فايزة أحمد محمد حمادة (2000م) نقلاً عن كيلر أن أنواع إستراتيجيات التدريس هي كالتالي:
1 – الخطط والإستراتيجيات للتعلم الجماعي:
- خطة ونتكا.
- خطة موريسون.
- إستراتيجية تورتش.
- خطة يوسف هاشم عشان شانج.
- نموذج كارول.
- إستراتيجية بلوم.
- إستراتيجية التعلم للإتقان.
2 – إستراتيجية كيلر. (23- 20: 29)