على عتبة النص:
أنا الشرق، والشرق أنا
قد مات الشرق
ومات الأنا
الشرق وأنا ..
نحتضرُ يا أُمـاه ..!!
سـيـصـرخ مـن في الشرق:
واثـكـلاه ..!!
أنـني أودعُ شـرقـيـتـي ..
والـعـالـم سـجـنٌ كـئيبٌ
لا أهـــواه
أنني أحتضرُ يا أُمـاه ..!!
من بعدي ..
ستغدو شرقيتي أرملة ..!!
وعدتها سنين عجاف
أيامها بكاء ..
وشهورها اصفرار سنبلة ..!!
يا أماه ..
اعتكفي بمحراب السماء
وادعي لشرقيتي ..
أن لا يجتاحها الجفاف ..!!
جسدي الشرقي ..
على الفراشِ ممدد
وعلامات الاحتضار تشهد ..!!
أنني بلا محالة راحل ..
والشرق يبكي ..
وحزنه .. حزنٌ مؤبد ..!!
ولدتُ شرقي الملامح
قروي الطباع ..!!
أبـي يحرثُ النخيل ..
وأخي يحطبُ الشجر ..!!
وأمـي تُخيط الملابس
وأختي تغسل تعبنا ..
بماء النهر ..!!
وأنــا ..
منذُ غياب الشمس ..
متسكعٌ على طاولات المقاهي ..
حتى بزوغ القمر ..!!
ماتت شرقيتي .. وأنا من أحتضر ..!!
بيتنا متواضعٌ ..
جداره شامخ بماء وطين ..!!
وحطاب الشجر ..
يتربع على فخذي السقف
والباب بهِ ثقوب صغيرة ..
كاد العابر أن لا يستقيم ..!!
يفترش فناء بيتنا ..
" حصير "
صنعته يدا أمي ..
من خصلات " السعف "
رحل جبروت الشرق
والعالم ابتسم ..!!
أعجبُ من ابتسامة سقيمة
وممن سألوه:
أتعرف الشرق ومن فيه ..؟؟
فقال: نعم ..!!
لستُ أدري ..
أأنا أُعزي شرقيتي
أو حتى الألم ..!!
الشرق وأنا ..
نحتضرُ يا أُمـاه ..!!
سـيـصـرخ مـن في الشرق:
واثـكـلاه ..!!
أنـني أودعُ شـرقـيـتـي ..
والـعـالـم سـجـنٌ كـئيبٌ
لا أهـــواه
أن الشرق يحتضر يا أُمـاه ..!!
شرقية /
" ذو النون "
.. أقصى الشرق ..