[align=right]مازلت أنا .. و مازال الجرح ... حكاية من دون فصول ..
كطائرِ السنونو مهاجراً هرباً من صقيعِ فصلٍ آتٍ لا محالة ..
قررت الفِرار من النهاية .. لكن .. إلى أين ؟
تسابقت الأشواق إنبعاثاً .. نحو الأمس المغادر .. خِلسةً و غدراً
تفنن الحنين الحزين .. إنغماساً في كل مواطن الحس .. و منازل الشعور ..
الليلة .
أجد النفس تكابد مشقة الصبر و التصبر ..
و العقل ..
يكابد مشقة التفكير .. التركيز .. التدبر ..
حيث يعجز النوم عن زيارة المُقل .. قلقاً ..
حيث تفتقر الشفاهـ أثر الابتسام ..
و تعجز الأوراق عن إغراء القلم .. بأسطر خاوية .. .. تناظر الروح .. خواءاً و عــراءاً
و يعجز الفكر .. تصوراً .. و تصويراً .. صياغةً و كتابة
هذا بعضٌ من المُصاب ..
و الأسباب ؟؟
مشروعٌ اقتحم كل الأبواب .. عُنوةً .. و اغتصاب .
لعمري ..
إن في الحلق .. غصةٌ و مرارة ..
و عبرةٌ ساكنة .. لا تقوى الصمود .. فريسة ..
لجروح الأيام ..
تأسّد الألم .. و تسيّد ..
عربد في وجه المشاعر ..
تجهم كثيراً .. و تشدد ..
تأزم موقف الموعد .. بل تعقد ..
فرحل الزمن ..
مُخلفاً ذكراهـ ..
دفترٌ قديمٌ ..
صفحاتٍ بيضاء .. لا تعرف لوناً للحبر ..
و لا أصنافاً لأقلام .
هنا ..
عند نافذة المساء ..
كانت زياراتي للسعادة الفتية في تلك الأيام ..
صحبة أشواق قلبي ..
و كل مشاعر الاعماق ..
على حين غرة من بهجة .. صغيرة .. غريرة ..
تداولت الأحزان .. و تناولت .. أقداح الخوف و القلق ..
هذا المساء ..
رفقة الأمل ..
تستمر الزيارة ..
تحت ظلال الأماني الوارفة ..
و بين أغصان الحب .. و كل العاطفة ..
آثرتُ مجدداً التجلد .. و الوقوف ..
إنتظاراً رغم كل الظروف ..
لأحظى بإطلالة الشمس .. و اشراقها ..
فاُشهدها على حالي من دونها ..
و أشاهد و أشهد على أحوالها ..[/align]