بسم الله الرحمن الرحيم
إن أخوف ما يخافه الإنسان هو ان يصيب احد أحبته مكروه أو أن يتعرض من يحبه الى سوء , وإني ومن هذا المنطلق اكتب هذه الكلمات من القلب الى القلب لكل من احب فالله راجيا من الله الاجر والمثوبة وان يكلل مساعينا جميعا برضا الله وبالجنة والمغفرة .
.. إن الاندفاع المسعور وراء الملذات وشهوات النفس عموماً ينتهي بهذه النفس الى استباحة كل الشهوات وكل الرغبات بغض النظر عن كونها حلالً أو حراما فهي لا تهتم بذلك , المهم عندها تحقيق رغباتها فقط بأي طريقه ولاْي سبب .. مما يجعلها بطبيعة حالها لا تصبح قادرة على التفريق بين الحق والباطل فيدفعها ذلك الى السير قدماً في طريق الضلالة الموصل الى النار والعذاب والهوان .
وإن خشية الله وتلجيم جماح النفس عن كل ما تشتهيه واعطائها بقدر الحاجة فقط وتوطينها على القناعة بما كتب الله لها ومنعها من الانجراف وراء الشهوات والمتع الدنيوية المفضية الى المعصية وتوجيهها التوجيه السليم الى الطريق القويم , يجعل هذه النفس طاهرة راضية مرضية تقنع باليسير وترضى بالقليل وتطمع فيما عند الله وتزهد فيما عند الناس وترفض الدنيء من الرغائب والملذات التي ما تلبث ان تذهب متعتها وتبقى حسرتها والمها في النفس كالكية في الفؤاد.
... وإن تقوى الله ومراقبته في السر والعلن وخشيته وتيقن أنه مطلع على خائنة الاعين وما تخفي الصدور لهو من اهم الاسباب الرئيسة في توطين وكبح جماح هذه النفس العاصية . وتذكر الموت والحساب والعقاب هو من تلك الاسباب المؤدية الى الحذر والخوف من ان تقاد تلك النفس الى النهاية التعيسة والميتة السيئة فيكون هناك رادع وملجم لتلك النفس الجامحة الطاغية .
في خاتمة الامر .. ان اسمى ما يطلبه المؤمن رضا الله ثم دخول الجنة والتي لن تتم الا برضا الله عن تلك النفس فكيف يكون رضا الله على نفس تأبى الا العصيان واتباع الهوى والشهوات وكيف يعقل ان تنال الجنة بالمعاصي .
بل إن الجنة لا تنال إلا بالطاعة وطلب المغفرة والرضا بالقليل والتصديق بالتنزيل وطاعة الجليل , ومن ثم فأن الجنة برحمة الله هي دار قرار تلك النفس المخبته التائبة المنيبة إلى الله عز وجل.
وتقبلوا جميعاً صادق ودي.
أخوكم ومحبكم فالله / الامر الواقع