صحيفة اليوم :الأحد 6-05-1429هـ العدد 12749 السنة الأربعون
--------------------------
إلى متى نتسول حقوقنا يا وزارتنا العزيزة؟
عزيزي رئيس التحرير
أصالة عن نفسي كموظفة هضمت حقوقي حيث أمضيت في المرتبة السادسة اثنين وعشرين عاماً حتى تقاعدت عن العمل، ولم تشملني الترقية للمرتبة السابعة رغم ترشيحي لها لاكثر من اربع مرات، وانطباق كافة شروط الترقية علي لكن بعض الإدارات تعمل بمبدأ الرجل أحق من المرأة وأولى بالترقية، فتكون الوظائف من نصيب الرجال، ونيابة عن زميلاتي المعلمات اللاتي نالهن ما نال الموظفات الإداريات من إجحاف، حيث عانين مرارة الغربة والبعد عن الأهل وهضم الحقوق على كافة الأصعدة، نعم المعلمات اللاتي ضحين وعرضن أنفسهن لمخاطر الطرق في المناطق النائية، وأمضين سنوات عديدة وهن رهن الغربة وعلى البند سيئ الذكر مائة وخمسة، على أمل تحسين أوضاعهن ومستوياتهن وترسيمهن في المستقبل، ليعشن حياة كريمة خالية من المنغصات، لكن يبدو أن المثل الشعبي القائل (رضينا بالهم، والهم ما رضى فينا) أبى إلا أن ينطبق عليهن، وأخيرا وبعد طول انتظار تم ترسيمهن وبدأت تباشير الفرح تزغرد داخل نفوسهن التي جفت عروقها، غير أن الفرحة لم تدم طويلا، وسرعان ما تبددت حين صدمهن القرار الصادر بحقهن، حيث تم ترسيمهن على المستوى الثاني مع عدم احتساب سنوات الخدمة العجاف.. ورغم المرارة والخيبة، قبلن بالوضع ومكثن طويلاً ايضا بانتظار تحسين مستواهن، ثم جاء الفرج أخيراً وتم حسين مستوياتهن ولكن للاسف على المستوى الثالث، مخالفاً لقرار مجلس الوزراء الذي نص على أن المعلمة ذات المؤهل التربوي تعين على المستوى الخامس، والجامعية على المستوى الرابع، لكن القرار لم يفرق بين تربوية أو جامعية، فأصبن بخيبة أمل كبيرة وموجعة، مع ذلك رضين بالواقع وعاد الفرح يدغدغ أحلامهن التي اعتادت الرضا بالقليل.وها هن ينتظرن التحسين الموعود والذي لم يطبق حسب وعد الوزارة ابتداء من شهر المحرم للعام الحالي 28/29هـ حتى تشملهن العلاوة السنوية.المضحك المبكي أن الأمل لازال يراودهن.. اعتقد والله أعلم أن الوزارة العزيزة لا تعنيها مرارة الانتظار، فقد استمرأت التأخير وأسلوب المماطلة والعدول عن قرارتها، غير مدركة لتبعات تلك التراجعات وانعكاسها على نفسية المعلمة المحبطة، ومن ثم العملية التعليمية برمتها.فالمعلمات بشر والموظفات بشر أيضاً، يعتريهن ما يعتري غيرهن من مشاعر الفرح والأسى، لا سيما أن الوسط التربوي مشحون بالضغط النفسي جراء زيادة نصاب المعلمة من الحصص بسبب قلة المعلمات وكثرة الندب، وتدني أوضاع العديد في المدارس وتكدس الطالبات في الفصول، فإلى متى نتسول حقوقنا؟ لا نريد مزيداً من الركض والمطالبة لتصحيح أوضاعنا، هذا حق مكتسب منحنا إياه ولي الأمر، وأخشى ما نخشاه أن يكون مصيرنا مصير الموظفات اللاتي تقاعدن بعد أن ضاعت حقوقهن في متاهات أصحاب الذمم الواسعة لدى بعض الإدارات، سؤال مشروع يحق لنا طرحه:هل الإعلان عن تحسين مستوياتنا عبر الصحف المحلية حقيقى أم تحصيل حاصل، من أجل إغلاق ملف القضية والسكوت عنها، وإشغالنا بالانتظار والترقب؟ نرجو أن لا يكون كذلك.وقفة:تظل المرأة الموظفة الحلقة الأضعف في مجتمعنا الذكوري وفي منظومة السلك الوظيفي بالذات، طالما هناك من يعتبر صاحب الأولوية.
فاطمة البهيجان - نيابة عن المعلمات المعنيات بالقضية
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12749&P=10