السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قفز هذا السؤال على خاطري مساء البارحة ورحت أفكر فيه مليا فهداني فكري المتواضع للتالي:
النقاش برأيي المتواضع هو كلمات متبادلة بين طرفين أو أكثر لغرض الوصول لهدف ما.
والوصول لهذا الهدف يتم غالبا بعدة طرق وهي الاقتناع أو الفرض أو الأغلبية (التصويت).
الاقتناع: يلزم فيه استخدام كلمات مناسبة متناسقة واقعية مدعمة بالأدلة
إن وجد مع سعة أفق المحاور والطرف أو الأطراف الأخرى وأن يكون
الحوار غالبا بطريقة ودية شفافة الغرض منها فعلا الوصول لهدف ما
بسرعة مع الحفاظ على صحة القرار المترتب.
الفرض: وهو أسلوب القوي (الديكتاتورية) أو ما يسمى أحيانا في الوسط
السياسي بالفيتو (المنظمة التي تحوي الخمس البلدان العظمى المعروفة
والتي لها صلاحيات النقض) وهذا الأسلوب يتخذ في أحد حالتين :
1- عدم وجود مبرر أو أداة مقنعة في النقاش تبرر القرار فيتخذ هذا
الأسلوب فرضاً وقوة وقد يكون هذا الطرف قويا عالما فاهما لأدوات
النقاش ولكن حبا في السيطرة والامتلاك وتطويع نفوذه لذلك. أو قد
يكون فارض القرار من غير مبرر هو شخص جاهل بين أناس متعلمين
ولكن لوجود النفوذ لديه دونهم.
2- هو وجود الشخص المتعلم أو الواعي بين أناس جاهلين لا يدركون
أبعاد القرار فيضطر لاستخدام الفرض في الرأي للمصلحة العامة.
الأغلبية: وهي الطريقة الغالبة الاستخدام (العادلة) وذلك كما نسمع في
التصويت على رئاسة مجلس إدارة شركة أو الحكومات ومجالس الشعب
وغيرها . ( واستثني هنا ما يحاك في الخفاء أحيانا في التصويت لغرض
جلب أكبر قدر ممكن من نسبة المؤيدين لخدمة مصالح خاصة ).
• ما أحوجنا للنقاش الحر الصريح الواضح جدا والمغلف بالود
والاحترام وإبداء الرأي للغير فقط كمشاركة تحتمل القبول أو الرفض
أو الاستفادة منها لتلقيح الرأي العام لكن دون التشدد والتمسك بالرأي.
• إن سعة الأفق والتجربة والشمولية في التفكير تعطيك أبعادا خفية مع أنها قد تكون قريبة .
• احترامك وتقديرك وسماعك للطرف الآخر هو غالبا مقدمة لسماعه لك وتعطيك فرصة أعلى لإقناعه وتنازله عن كبريائه وتمسكه برأيه.
• القناعة بأن رأيك ليس هو الفريد من نوعه وأنه هو الصحيح دون غيره ولو كنت ترى في نفسك المعرفة والكفاءة.
لماذا نقاشاتنا حاااادة؟؟؟؟؟؟؟؟
برأيي المتواضع أنه قد يكون أحد الأسباب التالية :
- اعتقد أن نسبة من الخلافات الحاصلة هي نتيجة سوء فهم وعدم
توصيل كل طرف وجهة نظره للطرف الآخر بشكل واضح ومفهوم أو
مرونة الكلام أي أنه قد يحتمل أكثر من معنى وكل يأخذ على فهمه
المعنى الذي يراه في غياب الشخص العارف والمتخصص للأمر.
- احتمالية وجود أكثر من رأي صحيح في الموضوع فليس كل
موضوع له حل وحيد نحن نبحث عنه كمن يقول إن نصف الكأس مليء
بالماء ويقول الآخر لااا بل نصفه فارغ وكلاهما صحيح.
- الجهل والتسرع في الحكم دون النظر لأبعاد الكلام المقصود والمطروح في النقاش.
- الخلفية التاريخية الشخصية بين المتحاورين قد تكون سببا كبيرا لحدة النقاش.
- الأفق الضيق وعدم سعة البال والحلم والإحساس بأن النقاش وسيلة
لبلوغ هدف ما وليس أخذها من الناحية الشخصية البحته وكأن الطرف
المحاور في مبارزة يسعى فيها للفوز دون النظر للاعتبارات الأخرى.
- ارتفاع الصوت وخروج النقاش عن محاوره وخروجه عن الكلام المباح وعدم تنظيم الكلام وإبداء الرأي .
- عدم احترام المكان الذي تم فيه النقاش سواء كان غرفة اجتماعات أو منزلا أو أي مكان فكل مكان وله احترامه.
- عدم الأمانة في النقاش وتدليس الحقائق بشكل فظ أو الاستفزاز القذر يجبر الطرف الآخر على النقاش بحده.
- قد يكون التفاوت في الأعمار سببا من الأسباب.
- عدم انتقاء الكلمات المؤدبة والمحترمة والدقيقة وليست التافهة السطحية والخارجة عن الأدب.
- عدم تولد القناعة عند المتحاورين بجدوى النقاش وأن له هدفا يسعون
إليه وليس كما يحصل غالبا من أنهم يتناقشون لقضاء وقت الفراغ وحب
الاستعلاء واثبات الذات.
إن النقاش فن والتحاور علم تم الاستفادة من متقنيه في التحصل على ما لم يستطع القانون والمنطق التحصل عليه.
وأن النقاش بسيط جدا لو أردناه كذلك بأسلوبنا وتوادنا وعقلنا وأدبنا.
وبعد ذلك كله لنجعل النقاش لغاية ما وليس لإثبات الذات والاستعلاء ولنطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد والضغينة فمردنا جميعا إلى القبور.
كانت هذه الكلمات خاطرة ليس إلا وأتأسف جدا على الإطالة وأتمنى أن أجد منكم آرائكم التي أحبها لأني أحبكم واسمع من عقولكم التي تنير عقلي ودمتم لي .......
أخوكم
الهدايــا