,
,
,
صرخة في وجه ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ...
.
.
.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة المهداة لجميع العالمين محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أمَّا بعد:
فأتمنى من كل قاريء سوف يلِج هذا الموضوع أن يقرأه من أول نبسة حتى آخر قطرة لنصل في النهاية إلى ماهية الصرخة ولمَ دعونا لها , ومالمأمول منها ..
.
.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أحد المبشرين بالجنة كان ذات ليلة يتفقد الرعية كعادته فسمع صوت رجل في جوف منزله يهذي وصوته يوحي بالسُكْر , فتسلق جدار بيته ثم هجم عليه في عقر داره ورآه على منظر السُكر فهمّ بالقبض عليه لإقامة حدّ الشرب للخمر , فكان الرجل رغم سُكرِه فقيهاً في دينه حيث أجاب على أمير المؤمنين رضي الله عنه بأنه وإن كان قد اقترف جرماً بشرب الخمر فخليفة المسلمين قد اقترف جرمين أوّلُهما الدخول دون استئذان , والثاني إتيان البيت من غير بابِه , فما كان من أمير المؤمنين ورغم رؤيته للكبيرة ( ألا وهي شرب الخمر ) إلا أن اعترف بخطئه وخرج ولم يُقِم الحد على ذاك الرجل والقصة ثابِته في الصحيح ...
..
.
.
من منطلق هذه القصة وكي أجعلها باب يتم الولوج منه لــ ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية ) فأقول :
هذه هي أصول التعليم والحسبة يارجال الحسبة , فمسألة تولي قيادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست بالأمر الهين حتى يستهان بها ويقودها كلَّ من هبَ ودب , فذاك شخص كان ذو ماضْ مخزِ ثمّ وفقه الله وتاب , لايكون الجزاء له إلا أن يعمل في الهيئة , لأنه على حسب وجهة النظر صاحب سبق في الجرائم وهو قادر على معرفتها وكأن الوظيفة في الحسبة تحتاج لصاحب خبرة في الجرائم!! سبحان الله!!
وآخر كان شخص عاطل ومتهور ولديه من المشاكل مالله به عليم ثمّ عرف طريق الحق فيكون المكان المحتوِّي له هو ( الهيئة ) !!
بربِّكم هل هذا منطق يقول به عاقل؟
من اهتدى فلنفسه والتوبَة تجُبُ ماقبلها ولكن ليس على حساب ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) فهذه السلطة التنفيذية لابد أن يقودها كادِر متخصص لديه الخبرة والدارية في كل العلوم الشرعية والأحكام الفقهية , وليسوا أرباب سوابِق يبثون غيضهم وحنقهم على المجتمع من خلال التسلط على الآخرين بغير وجه حق!!
أنا هنا لا أقول الكل في الهيئة الموقرة أصحاب سوابِق أو قليلي خبرة ولكن البعض , وكون البعض لديه خطأ فنعلم دوماً أن خطأ الواحِد يعُمُ العشرة وخطأ الإثنان يصلُ إلى الألفان , وهذا دأبُ المجتمع برمّتِه ,,
فليس من المعقول ياأصحاب الرأي في هذه الدولة الكريمة أن يتولى أمر الحسبة أناس ليسوا بأكفاء , ويكون الإعتماد في تولي تلك المهام والمناصب لكل من هب ودب !! بل لابد من دراسة كاملة وشاملة , للنفسيات , وللمستوى التعليمي والمنطلق الأسري الذي جاء منه هذا المحتسِب , وإلا كيف نجد هيئة متكاملة تعرف الماهية الحقيقية لإدارة الحسبة وأنها ليست السوط الذي بدأ يستخدمه أرباب النفوس الضعيفة والمصائب المخيفة في تلك الهيئة ضد الكثير الكثير !!
فمن قال أن الحسبة مهمّتها الإيقاع بكل الناس بلا قيد ولارقيب؟
ألم يهرب ماعز( رضي الله عنه ) من الجلد ولحقه الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هلاّ تركتموه )!!!
هل يعرِف هذه القصة المنتسبين للحسبة؟؟ أم هل درسوها وتعلموها قبل أن يتنصبوا لتلك المناصِب!!
هل يعلم رجال الحسبة أن الجلد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف لايرفع الإبط حينما يتم جلد الرجل والسوط يكون من سعف لأن القصد هو الإهانة وليس كما نرى هذه الأيام من تكسير لعظام ووفيات تحدث في سجون الهيئة؟؟
أصبحت الهيئة لدينا كالشبح المخيف ولم تعُد مصدر أمان للأسف إلا ماندر؟
بل هناك من يتولى الحسبة ويرى أنها المجال لإخراج مكنون غيضه وحنقه على الآخرين فتنفى الرحمة من القلب ويبدأ الحساب بلا رقيب ولاحسيب؟؟
بل أصبحت الحسبة لدينا مدخل من مداخل الأعداء علينا فهناك من يأخذ سقطاتهم للتشهير بنا على رؤوس المنابر القنوية وفي كل العالم!!
ماهو السبب الرئيسي في وصول الحسبة إلى هذه الدرجة من الأخطاء وهذه الصورة البشعة والتى رسمها من انتسب لها وهو ليس بالكفء فضر وأضر بها وبالصورة الحقيقية للإسلام , حيث أن ديننا دين ستر وتستر وليس هتك ونشر !!
كم من القضايا التى كان بإمكان تلك الهيئة أن تحاول درئها بالشبهات ولكن الذي نسمعه عنها أنها تدين المساكين بل وتضع الكمين لمن لاذنب لهم ولا إثم
ولا أدل على ذلك من قصة الأكاديمي في جامعة أم القرى الدكتور ( أبو رزيزة ) ومافعلته الهيئة من تدبير مكيدة للإطاحة به نظراً لأنه قام بعمل دورة توعوية لرجال الحسبة والبعض منهم لم ينجح وكان له رأيه في من هو المستحِق لأن يكون رجل في الهيئة فما كان منهم إلا تدبير المكيدة والتى اضاعته من عمله في الجامعة بل وسجن وجلد !!! بربّكم لماذا كل هذا في بلد تحيا على أصول إسلامية صحيحة؟
أين الرقيب لهذه الحسبة!!
نحنُ لسنا بضد الحسبة , بل هي من دعائم إقامة الحق والشريعة الإسلامية ولم ننل شرف خير الأمم إلا بها ولكن بالصورة التى كان عليها السلف لا مانسمع ونرى في هذه الأيام من أمور تجعل الحليم حيران!!!
وفي النفس بقية ولكن أدع المجال لمن سيأتي بعدي وللنقاش حول سقطات هيئتنا الموقرة ...