المقالات ...
كيف تواجه النقد الآثم ؟
الرقعاء السخفاء سبوا الخالق الرازق جل في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو ، فماذا أتوقع أنا وأنت
ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حربا! ضروسا لا هوادة فيها من النقد الإثم المر ، ومن
التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، ولن يسكت
هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما
يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلبا ميتا ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو
علما ، أو أدبا ، أو مالأ ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات
الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليدا!غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدون بالضبط.
إذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم "أثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسر عليها
حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء. إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في
تعكير حياتك وتكدير عمرك ، إلا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن
نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الإثم المفتعل.
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم
بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، وإطراحك لأقوالهم!. بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك
وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك.
إن كنت تريد أن تكون مقبولأ عند الجميع ، محبوبا لدى الكل ، سليما من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلأ
وأملت أملأ بعيدا.
منقول دون تعديل
ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة.
إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن
الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور ، لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ،
لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من
شبح الماضي ، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ،
والدمعة إلى العين ، إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي
رهيب مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، انتهى الأمر وقضي ، ولا
طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التا ريخ.
إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن
يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ،
نمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا
لأن هذا هو المحال بعينه.
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام
والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة.
منقول دون تعديل
مقال شخصي ( نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم )
ولاءً لرسول الله و براءً من أعداء الله قاطعوهم ، يعذبهم اللهُ بأموالكم و يخزهم و ينصركم عليهم
الحمد لله ولي المؤمنين ، و الصلاة و السلام على النبي الأمي محمد و على آله
و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
لقد سمع العالم و رأى على كل وسائل الإعلام ذلك العدوان على حبيب
المسلمين و مهجة قلوبهم و قرة عيونهم محمد صلى الله عليه و سلم
إلا أن ساكنا لم يتحرك ، و مستنكرا لم يتكلم ، و حقوقيا لم يصرِّح
فهذا من أخلاقهم و سماتهم فلا غرابة و لا دهشة من ذلك .
فأينك أيها المغيرة؟! ، إن نبيّك يهان و ما من مستثار
المغيرة ابن شعبة الذي كان يقف فوق رأس النبي صلى الله عليه و سلم حارساً
أثناء مفاوضات الحديبية و كان المفاوض عن المشركين هو عُروة ابن
مسعود الثقفي عمُّ المغيرة
فداعب عروةَ شعرات من لحية النبي صلى الله عليه و سلم ملاطفا له
أثناء التلاطف و هذه المداعبة نوع من دبلوماسية العرب
فضرب المغيرة يد عمّه بحد السيف و قال له :
"أخّر يدك عن لحية رسول الله ، قبل ألا تصل إليك يدك"
الله أكبر يا مغيرة ، الله أكبر يا مغيرة
أين عزة المسلم أين عزة المؤمن ، أين العزة الإسلام ، ديننا يهان
رساميهم يدنسون سمعة الصادق الأمين ، يهزؤون بالمسلمين
فأين أنتم يا مسلمين؟
أيها الأحباب أخوة الإيمان إن أصلا أصيلا من عقيدتنا و أساسا متينا من أسسها
و ركنٌ ركينٌ من أركانها هو أصل البراء و الولاء
براءٌ من الكفار و المشركين و المنافقين و الفاسقين
و ولاءٌ لله و لرسوله و للمؤمنين الموحِّدين
"إنما وليُّكمُ اللهُ و رسولُه و الذينَ ءامنوا..." .
أيها الثائرون الغاضبون لله و لدين الله أيها الباغضون للدينامركيين والنرويجيين في الله
أيها العاملون بحديث حبيب الله محمد صلى الله عليه و سلّم
(أوثقُ عُرى الإيمان : الحبُّ في اللهِ و البغضُ في الله)
إن من أهم و أوضح مظاهر الولاء لله و لرسوله إظهار حبهم و نصرتهم
" إن تنصروا اللهَ ينصركُم و يثبِّت أقدامَكُم "
و لعلَّ من أكثر انواع النصرة و المحبة لرسول الله فاعلية في هذه اللحظات
و أكثرها نجاعةَ في ردع أولئك الكافرين عبّاد الدرهم و الدينار
تجّارُ الأديان و الأوطان و عملاً بمعنى و مفهوم الولاءِ
أن نعمل ما بوسعنا لمقاطعة منتجاتهم و بضائعهم بكل أشكالها و أنواعها
من هذه اللحظة إلى حين أن تستجدي تلك الدولُ الباغيةُ المسلمينَ استجداءً
أن يكفوا عن المقاطعة ، ليروا أن العزّة لله و لرسوله و للمؤمنين ، و ليكون ذلك
رادعا لغيرهم أن يحتذوا حذوهم " و شرّد بهم من خلفهم "
عملاً بشعار المرحلة ( قاطعوهم ، يعذبهم اللهُ بأموالكم و يخزهم و ينصركم عليهم ) .
أيها العاملون لنصر دين الله و لعزّة رسول الله إن من المسلمين من يقلل من جدوى
هذا الأجراء و يثبّط العزائم و يبخس بضاعتنا و الله يقول
" لا تبخسوا الناس أشياءهم "
نذكّر هؤلاء الأخوة الأحبة بمواقف منها
1. ببعية العقبة الثانية ، أولئك الصحابة الكرام أعمدة دولة الإسلام بعد أن بايعوا
رسول الله على بنود البيعة أدركوا معانيها ، وفهموا تفاصيلها و مدلولاتها
كما علموا مدى أهمية الاقتصاد للكافرين
و فقهوا معنى البراء من الكافرين وجوب محاصرتهم و القضاء على اقتصادهم
فقال أبو الهيثم ابن التيهان أحد المبايعين لرسول الله صلي الله عليه وسلم :
يا رسول الله ، إن بيننا و بين الرجال حبالاً و إنا قاطعوها
أي بيننا و بين اليهود معاهدات تجارية و تبايعا و تبادلا للبضائع فإننا الآن
و بعد البيعة سنقطع هذه الارتباطات، فهل عسيتَ إن نحن فعلنا ذلك
ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك و تدعنا ؟ فهل يا رسول الله إن نصرك الله
و أقام دولتك تتركنا و تعود إلى مكة؟
فتبسم عليه الصلاة و السلام و قال : "بل الدمُ الدمْ و الهدمُ الهدمْ أنا منكم و أنتم منّي
أحارب من حاربتم و أسالم من سالمتم"
أيها الأخ في الله إن أردت أن تكون من رسول الله و أن يكون رسول الله منك
و أن يرتبط مصيرك بمصير رسول الله
فكن ناصرا له ، بريئًا من أعدائه .
2. لم يقاتل النبي صلي الله عليه وسلم أياً من يهود المدينة بعد نقض العهد مباشرة
و إنما لجأ إلى الحصار الاقتصادي عليهم حتى أنه قطّع نخيلهم
فبعثوا إليه الوفود يستجدوه أن يتركها فهي مصدر رزقهم
فلمّا توقف التقطيع أشاعوا بين المسلمين أن قرارا خاطئا قد أخذه محمد
إما القرار الأول بالتقطيع للأشجار أو القرار الثاني بوقف التقطيع
فنزل آيُ القرآنِ معززا لمحمد صلي الله عليه وسلم
مصادقا على قرار الحرب الاقتصادية فقال جل و علا :
" ما قطعتُم من لينةٍ أو تركتُمُوها قائمةً على أصولِها فبإذنِ اللهِ " .
أيها الأخ الحبيب عمل لا يكلّف شيئًا مقاطعةٌ لمنتجات أعداء رسول الله
و توعيةٌ للناس بضرورة مقاطعتها ، فمن تحجّج بجودة منتجاتهم و قلة جودة غيرها
و خصوصا من الألبان و الأجبان و أمثالها من الطعام
فإننا نذكره بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم المساءُ إليه
كان يربط على بطنه الحجرين و الثلاثة من شدة الجوع لأجل أن يصلنا
هذا الدين العظيم أنبخل بعد كل ذلك بتضحية
لا تذكر بجانب تضحياته صلى الله عليه و سلم؟
محمد الذي رُجم من سفهاء الطائف ، محمد الذي وضع سلا الجزور على رأسه
محمد الذي شُجَّ وجهه و كُسرت رباعيته صلي الله عليه وسلم في أحد
محمد الذي بلّغنا الرسالة و أدّى إلينا الأمانة ، محمد حبيب الله
محمد الذي قيل له : يا رسول الله طوبى لمن رآك و آمن بك
فقال فقال صلي الله عليه وسلم : " طوبى لمن رآني و آمن بي ، ثم طوبى ثم طوبى
ثم طوبى لمن آمن بي و لم يراني" فقال رجل : يا رسول الله و ما طوبى؟
فقال صلي الله عليه وسلم :
"شجرة في الجنة ، مسيرة مائة عام ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها".
أيها الأحباب أنتم أصحاب القرار و غدا ستسألون في دار القرار :
ماذا فعلتم لتنتصروا لنبيكم من الأشرار؟.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول دون تعديل
مقال نقدي
يقول أبو الطيب:
يـُدفـّنُ بعضنا بعضاً ويمشي
أواخرنا على هام ِ الأولي
ويقول أبو العلاء المعري:
خففِ الوطء ما أظـُنُّ أديم الأرض إلا من هذه الأجسادِ
ويقول عمر الخيام (ترجمة أحمد رامي):
خفف الوطء إن هذا الثرى
من أعينٍ ساحرةِ الاحورارِ
إذن: فكل من الشعراء الثلاثة خاض تجربة الموت، والدفن، ورأى القبور، وتصور حال
من حلّوها.
فأبو الطيب شاعر حاد النظرات قاسي القلب عاش حياته وغبار المعارك كساؤه وصليل السيوف حداؤه، والحياة عنده للقوي، ولا حظ فيها للضعيف، ومنظر الموت والدفن مألوف لديه. فإذا تفحصنا تجربته الشعرية نجدها تجربة شاعر فارس يخوض المعارك فإما قاتل أو مقتول، فإذا انجلى غبار المعركة وكان من الناجين لم يأبه لما وراء ذلك، وهذا واضح في بيته الذي أوردناه آنفا.
انظر إليه كيف وظف الكلمات لتجسد تجربته الشعرية، يقول: "يدفـّن" ولم يقل "يَدْفِن"؛ فهذه الشدة على الفاء تكشف لنا عن قلب قاس وعين جامدة، ويقول "بعضنا بعضا"؛ نعم هكذا أبناء لآباء، وآباء لأبناء، وأعداء لأعداء، من بعض لبعض، ويقول: "تمشي"؛ أي تستمر مسيرة الحياة ولا تتوقف، وما طبيعة هذا المشي إنه مشى سريع شديد الوطء مشي على الهام (الرؤوس) فآخرنا يدوس على أولنا قد شغلته الحياة عن النظر إلى من سبقوه وأصبحوا ترابا.
وتستطيع أن تقول إن المتنبي كان واقعيا ولكنه كان قاسي القلب لا مكان للعاطفة الإنسانية في قلبه، ولا يعني هذا أن المتنبي لم يكن يألم كما يألم الناس، ولكن تجارب الحرب جعلت منه أنموذجا للشاعر الفارس الفيلسوف.
وإذا انتقلنا إلى أبي العلاء المعري ذي المحبسين الذي ضاق بالحياة والأحياء وتشكك فيها وفيهم، اعتزل الناس بعدما رأى ما رأى منهم، اتهم العلماء والفقهاء بله التجار والسفهاء.
انظر إليه كيف يقول: "خفف الوطء" وهذا انعكاس لحاله، فهو الضرير الأعمى الذي يتحسس طريقه يخشى أن يصطدم بجدار أو يهوى في حفرة، "خفف الوطء" لا تمش مختالا
تدوس هام الورى. "ما أظن أديم الأرض"ظنه يكاد يكون يقينا ولكنه لم يبلغ ذلك "إلا من هذه الأجساد" هذا القصر وهذا الحصر يوحي لنا بأن شاعرنا كان يجيل ذلك في فكره فتارة يهتدي، وتارة يضل، تارة يعتصم بالدين، "منها خلقناكم وفيها نعيدكم" (طه. 55) فهذه الأجساد من التراب وإلى التراب، وستبلى وتتحول ترابا، فلا يليق بنا الاختيال، ولا يليق بنا التكبر، وعلينا أن نسير متواضعين فلم التكبر وقد عرفت النشأة، وعرفت المنتهى؟!
وننتقل إلى شاعر الفرس عمر الخيام، الشاعر العالم رأينا له نظرة تشبه نظرة أبي العلاء إلا أنه يزيد عليها لمسة من جمال كان ثم بان، فهل هذا التصوير الرائع للشاعر أم للمترجم أم لكليهما؟ إنه لكليهما.. للشاعر الذي ابتكر المعنى، وللمترجم الذي وظف الألفاظ هذا التوظيف الدقيق. فإذا انتقلنا من مصراع البيت الأول إلى مصراع الثاني، نجد شاعرنا والترجم قد بلغا أوج التجربة الشعورية. "إن هذا الثرى من أعين ساحرة الاحورر". الثرى الذي ندوسه بأقدامنا ليس من الأجساد فقط، فإن بعض الأجساد تستحق أن تداس بالنعال والأقدام معا. أما الأعين الساحرة فلا - فرفقا بالقوارير - ورفقا بالجمال.
هذه نظرات تجلت لي وأنا أتأمل الأبيات الثلاثة ما اتفق من معانيها وما اختلف، ويتبين لنا أن التجربة الشعرية جزء من نفس الشاعر، وهي الباب الذي نلجه لنطلع على مشاعر الشاعر وأحاسيسه، ومدى ارتباطه بالطبيعة وبالناس.
مقال شخصي
(( أنا و ورقة التقويم ))
نظرت إلى التقويم .. قلبت صفحاته .. كلا لم يبق إلا أيام قليلة .. وتفتح بوابة العام الجديد ..
ما أسرع أيامي .. مضت وكأني في سباق معها ..
رحلت إلى عالمي المطموس بجبروت الآخرين وقسوة قلبي ما أضعفني أمامهم وأمام شهواتي ..
أحسست بشعور غريب وكأني بين مد وجزر ..
مرت أيامي مؤلمة بين صراخ وبكاء وجدال وسذاجة أصدقاء وذنوب ومعاصي وتقصير ..
لقد طفح الكيل أحسست برغبة شديدة في البكاء ..
لعلها تذهب أحزاني وآلامي مع حرقة دموعي المهدورة
تساقطت دموعي على أوراق التقويم ..
مزقت أوراق الأيام الماضية ..
عسى أن تتبعثر ذكرياتي ..
فتبحث ولا تجد لها مكان لتوضع في ذاكرة الزمن ..
فقلبي المرهف لم يعد بيديه حملها ..،،
تذكرت ملامة الناس .. عندما أخبروني بأني تشاؤم يمشي على الأرض
فكرت كثيرا ..
أوقات تراودني أسئلة تثبطني ..
كيف أكون متفائلة وما حولي لا يدعو إلى التفاؤل ؟؟
ولقد كثرت وعظمت ذنووبي ..
و أوقات أقول لا بيدي الكثير لأجعل قلبي الحزين يتفاءل ويبتسم للحياة حتى وإن كانت ابتسامته مترهلة ..
آه ..
كأني في صراع مع نفسي ..
وكأني طفل احتار في اختيار إحدى اللعبتين يريدهما معًا ..
أعصابي على وشك التلف ..
ذهبت للوضوء لأصلي ركعتين للبارئ ..
لأشعر بالراحة ..
هدأت وأمسكت مصحفي ..
توقفت برهة ..
قرأت قوله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر
سكت .. قرأتها مرة أخرى .. وما زلت أرددها ..
تجمعت الدموع في عيني .. وقلبي تتضارب نبضاته ..
أيقنت أني أوشكت على الوصول ..،،
هدأت نفسي .. واطمئن قلبي .. وتغير حالي ..
سجدت لمن يسمعني .. ويفهمني .. ويرحم ويرفق بحالي ..
دعوته من صميم قلبي ومن جوف فؤادي ..
أحسست بأن نورا أشعل في صدري ..
وأن سكينة أنزلت على قلبي ..
شعرت براحة لو رآها الملوك لقاتلوني عليها بالسيوف ..
وأحسست بعظمة خالقي و وجوده وحلمه عليّ ..
آخر كلماتي :
إلهي إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأن عفوك أعظم