الرسالة الثانية والعشرون
الرسائل اغلبها موجهه للتعليم العام
على الرغم من وجود معلمين حديثين او
معلمين يحتاجوا إلى إعادة تأهيل
وهناك رائعين بمعنى الكلمة
حادثتين غيرت حالي عندما كنت ادرس بالجامعة
بطلاها أستاذان جامعيان
أولا للتنويه فأنا درست المرحلة
الجامعية وانا بين
30-40 من عمري بعد كفاح طويل للإلتحاق بالجامعة بين كر وفر
وانظمة عقيمة وبيروقراطية كلنا يعرفها بسبب ان دراستي
على الرغم من معادلة شهادتي
في الساعات الأخيرة والتي ساتخرج بعدها
من الجامعة
واحصل على لقب جامعي حدثت لي حادثتان
اولهما كانت سبب
في تأخري عن التخرج فصل دراسي والثانية
كانت سبب في تخرجي وكلاهما تقعان تحت
طائلة فكر المعلم وأسلوبه
الأولى:
بينما نتأهب لإختبار مادة تدعى ( إقتصاد قياسي) وأنا أجلس في منتصف المدرج الجامعي وإذا بصيحة من بعيد
( إنت ) ( هي ) ( انت إلى عامل نفسك أطرش ) ( اقول أنت)
الكل مندهش الأخ يخاطب مين فجاة جاء عم طرزان ( ارجو المعذرة ) والله إنني احس بمرارتها حتى الساعة
عم طرزان يقصدني أنا اقترب ومني وهو طول الطريق يعيد كلماته المنرفزة حتى وصل عندي والله وبالرغم من أنني في سن الخامسة والثلاثين تقريبا ( قلبي) دق وارتفعت دقاته وشعرت برهبة وحرج شديد وكانني قاتل هارب من حكم
أقترب مني وسحب ورقة الإجابة والأسئلة بقوة وصاح بي
عامل نفسك مانت سامع ( الدهشة تقتلني) وشلت لساني كبف والمدرج به 100 طالب أو اكثر
خاطبته بصوت لا يكاد يسمع ( خير)
وكررت عليه كلمة ( خير) قال لي غير مكانك فورا ...
أشكرك ايها الدكتور العزيز نبهتني أفقتني من غيبوبتي التي فرضتها علي قهرا وظلما رددت بصوت ( جميل) الواثق من نفسه ( ليه؟) رد بإستفزاز قال كذا مزاجي
رددت وقلت له وقد قررت الإنتصار لنفسي ولسني ولعقلي
والله لوأتي (؟) الجامعة لن أغير مكاني
قال لي لو ما غيرت مكانك فأنت راسب بالمادة الدكتور صاحب المادة ( نحن لانعرفهم) فأنا منتسب
فقلت له وين المشكلة أنا هنا لآتعلم لا لأحصل على شهادة وقد تعلمت وهذا يكفي وإليك روقة الأجابة
وانسحبت من القاعة منتصرا لكرامتي
طبعا حملت المادة وتاخر تخرجي فصلا دراسيا كاملا
من فضل الله أن نظام الإنتساب يغير مدرس المادة من فصل إلى فصل أخر وإلا لظللت حتى لحظتي بدون لقب جامعي
بالمصادفة شاهدته بعد فترا في أسياب الجامعة فنظرني بإرتياب ونظرته بإزدراء ومضى كلا منا في طريق
الحادثة الثانية
بطلها أيضا استاذ جامعي رقى بعلمه وزداد جمال بمكانته وجعل من حرف (الدال) وسام على جبهته
وانا منهمك في حل إختبار مادة تسمى قراءات باللغة الإنجليزية وقبل الإختبار كنت اراجع المادة وأنا على مقعد الإختبار وعندما بدانا الإختبار وضعت المذكرة تحت الطاولة وقريبة مني
أثناء مراقبة الدكتور وبحركة عفوية وغير مقصودة سقطت المذكرة ( ارتبكت ) وقلت جاك الموت هذول الجماعة ما يتفاهمون راسب راسب يالله أش ورانا نحنا بنتسلى
أقترب مني بكل آدب وبصوت منخفض مذكرتك ؟ قلت: نعم
قال لماذا هي هنا؟ حلفت له بأنني وضعتها سهوا لاعمدا
أخذها وقال تلاقيها عند باب المدرج واقترب من ورقة الإجابة وتأكد أن ما بها من نتاج حفظي رتب بيده الحنونه
نعم احسست حنان يديه على كتفي وقال لي الله يوقفك ابشرك بإجابتك هذه ( ناجح)
لم أتمالك نفسي طبعت قبلة على جبينه والله اشعر بمعناها وقيمتها حتى هذه اللحظة
ترى كيف نفسر حجم هذا الفرق ( ولله المشتكى)[/color]