هلا بك أختي الكريمة/ قوت القلوب
ما تفضلتي به ليس جديدا على من قضى في المجال حوالي ربع قرن ،
فكلنا مشاكلنا تتشابه ، ولكن تختلف قدراتنا في كيفية التعامل معها :
"هو انك تكون (محب للكل) وطيب وتحس نفسك انك طيب كبير وخجول (وتسمع كلام الكل وتخاف حتى من ضلك) وفجاااااه (تنقلب )180 درجه راسا على عقب (وتتحول البسمه الى حزن وهم) تبكي وتبكي وممووووووو عارفه ليش تبكي! لدرجه تقول وتسال نفسك ليش مدري باني مادري؟
تسال نفسك ليش حزنان تقول مادري ليش تبكي مادري ليش متضايق مادري طيب ليشماتدري انك ماتدري؟
معقد صح!
تفكر انك ناقص حنان تروح وتدور بالنت وبكل مكان ولما تقلى الي تدور عليه تلقاه (يزيدك هم وحزن وجرح)
والحل؟ ابي اعرف ليش ابكي وليش مادري؟
يمكن حالتي اول مره تمر عليك
كما تعلمين اختي الكريمة نحن تتم تربيتنا منذ الطفولة المبكرة على كتم كل احتياجاتنا ، ولا نستخدم كلمة.. لا ، إلا نادرا ، وإن استخدمناه أيضا نحس بنوع
من القلق على نتائجها. مطلوب منا ان نكون مؤدبين ، بعيدين عن الشر والمشاكل
بمعنى آخر أن نعيش بصورة الذات ، ومع نمونا وازدياد ثقافتنا ، تبدأ الذات الحقيقة
تطالبنا بالرجوع إليها ، فنبدأ في تقييم وضعنا ، ونتساءل ، لما الطيبة ، لما لا أعرف
أن أقول ..لا .. ، ومع حصولنا على نوع من الإستقلالية ، تبدأ الذات الحقيقة
في السيطرة ، فنبدأ نتحلل من كثير من الأقنعة التي كنا نستخدمها لإرضاء الغير
لكن ، وخاصة بالنسبة للمرأة في مجتمعنا ، تصطدم بالواقع ، الذي يفرضه هيمنة
الرجل ، سواء الوالد او الأخ الأكبر أو الزوج ، لندخل في دوامة جديدة من الصراعات النفسية التي هي ما نعبر عنها بالهم والقلق وما ينتجه ذلك من الإحباطات والضيق والحزن نتيجة تحميل الجهاز العصبي فوق طاقته.، فالأحباطات التي نواجهها يختلف تصرف بعضنا عن بعض تجاهها ، حيث أنه إما ينتج عنها عنف ، تجاه الآخرين أو ينتج عنها عنف ضد النفس من خلال الحزن وربما تطوير الإكتئاب ، ولأن المرأة في مجتمع الرجل لاتستطيع أن تظهر العنف الموجه للآخرين ، نجدها تطور النوع الآخر.
إذاً .. تحتاج من تمر بنفس الوضع لأن تعيد النظر في نظرتها للعالم المحيط بها ، وتتأمل في المهارات الإجتماعية التي لديها حاليا ، لمعرفة مصدر الخلل . وهذا يتطلب : نوع الإحباطات ومصادرها ، وكيف تعاملت معها ، مما أنتج ذلك الوضع ،
وبالتالي لابد من معلومات دقيقة ، حتى احدد المهارات المحتاجة لكل احباط على حده ، فما يصلح لهذا الإحباط قد لايصلح لغيره. وهذا سيوضح لي نوعية المهارات
المتوفره ، وهل تحتاج لبعض التعديل.
إذاً ... فما ذكرتيه ، هو مشكلة عامة يعاني منها الكثير من النساء وقلة من الرجال.
ولكن لابد أن نأخذ في الإعتبار عوامل اخرى تؤثر على الجهاز العصبي ، مثل
كثر السهر أو سوء التغذية ، او كثر الإجهاد الجسدي ، أو تحمل مسؤوليات اكبر
من سن الفرد ، أو أن الفرد يضع لنفسه طموحات ليس في مقدورة الوصول إليها
لأنه يجهل قدراته ، ولكن مهما كان السبب ومها وصلنا إليه في حالتنا الإنفعالية
أو المزاجية ، فيجب دائما أن نتعلم كيف نكون من يعالج نفسه بنفسه ، دون توهم
لأمراض لاوجود لها ، فقط بعض العوارض الناتجة عن عوامل لابد لنا من تحديدها
واخذها واحدا فواحد ، لنمعن النظر فيها ، ثم لنجدها في النهاية ، أنها جوفاء لاتستحق أن تكون عامل هدم لصحتنا النفسية.
كل الشكر والتقدير
مع أطيب تحياتي