نعم فقد كرهت السياسة فلماذا ..؟
لان أوضاعنا مخجلة..لاعلى الصعيد المحلي ولا الإقليمي ولا العربي ولا الإسلامي..فماذا أريد أن أتابع ..وقد ضاعت هويتي بين الأمم ..هل أتتبع لقطات "خيبتنا" ..وأخبارنا المضحكة ..المبكية..ومامن جديد وللأسف ..والجروح في اتساع ..ولاأريد أن أكمل لعن الظلام..
..
كرهت السياسة ..
لان الصورة مضللة وإعلامنا ضبابي..وأقلامنا مستأجرة ..وصحفنا محتلة..
فأين الحقائق حتى نتابعها..؟؟
وأين الأخبار الصادقة لكي نحللها..؟؟
بل أين الثوابت حتى ننافح عنها..؟؟
وحتى حين لمحنا وسط البحار المتلاطمة جزيرةً ساطعة الوضوح..
قام بعضنا بشن الهجوم لإغراقها بتهمكة الفتنة..
فكيف سنرى صورتنا وصورة العالم من حولنا ..
والمشكلة أن البعض مايزال يصر على ترسيخ ثقافة الاستقبال والتوديع..!
..
كرهت السياسة..
لأني حتى لو تتبعت أخبارها فان اهتمامي غير مؤثر ولست صاحب قرار..
فتفريغ الوقت والجهد والكلام حول ماتأثيري مباشر فيه ..
خير – من وجهة نظري – من البذل في أشياء لاناقة لي ولا جمل فيها..
..
كرهت السياسة..
لكن حديث .."من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" يجعلني آخذ رؤوس الأقلام
لكي أعرف من هم الذين لابد أن اشملهم بالدعاء في صلاتي..
كما أني حين ناقشت ذاتي حول هذا الحديث..
قالت لي نفسي..أنت لاتعلم عن المسلمين الذين حولك..
وبجوار منزلك فالأقربون أولى..
..والقسط القسط تبلغوا..
..
كرهت السياسة..
لشعوري بالتقصير بواجبي تجاه إخواني المسلمين في كل مكان..
فلماذا أزيد من الحجة على نفسي..وأنا لاأقوم بأقل الواجبات ..؟؟
..
كرهت السياسة..
لكي لا أتعب نفسيتي بشيء ليس بيدي حيلة في ردة فعل عملية معه ..
فصور التشريد والنهب ..والقصص المؤلمة المشهورة في ذلك
أكثر وأشهر من أن تصاغ حولها الكلمات والأمثلة..
فلماذا يمضي وقتي بالتعب.. وليس سوى التعب..وفي غير مانتيجة..!
..
إذن ماالحل؟؟
بعد هذا الحوار الذي دار بيني وبيني
ومنذ مدة طويلة قررت تقليل الاهتمام بهذا الشأن ..
وان يكون لي اهتمام محدود.. وألا تفوتني الصورة العامة لما يستجد ..
وأن اهتم بإصلاح نفسي ومن هم تحت يدي..
وألا أنسى حال أمتي من دعوة بظهر الغيب كلما رفعت أكفي..
أو سمعت خبراً..
أو توجهت لربي بعبادة ..
وأن أدعو ربي أن يسامحني لشدة تفريطي بما هو علي من حقوق للإسلام والمسلمين..
..
إضاءة ..قال تعالى : (( إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ))