جميع محاور العملية التعليمية بحاجة إلى تطوير
أحمد فرحان الفيفي
سعدت أيما سعادة عندما قرأت قبيل أسابيع خبر استياء وزير التربية والتعليم من النتائج التي حققها طلابنا في مجال العلوم والرياضيات، لعله أدرك مستوى طلابنا الفعلي في هذين التخصصين اللذين يعتمد عليهما بناء الحضارة العلمية والتقدم التكنولوجي لأي دولة. واقع طلابنا في هذين التخصصين لا يصنف بأنه ضعيف على مستوى العالم فحسب كما في تقرير البنك الدولي ولكن على مستوى الدول العربية كما نوقش في آخر اجتماع لمؤسسة الفكر العربي حيث احتلت المملكة درجة أخيرة بعد عمان والبحرين واليمن. وبهذه المخرجات الضعيفة لن تستطيع وزارتنا الموقرة مجاراة التقدم الذي تشهده المملكة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.. بت أخشى أن توصف حضارتنا بنفطية أو أسمنتية. نعم سعدت كثيرا باستياء وزير التربية.ولكن كيف نغير؟ وماذا نغير؟ جميع محاور العملية التعليمية الأربعة تحتاج لتغيير وتطوير ولعل أهمها هو المنهج، فالمتفحص لمناهجنا العلمية يجدها متخلفة كثيرا فبينما تقوم بعض الدول لا نقول الغربية بل العربية بتعليم طلابها تصميم الدوائر الكهربائية والإلكترونية نقوم نحن بتعليم طلابنا نفخ الورقتين لتلتصقا! ووضع الفلين فوق سطح الماء ليطفو! والسؤال الذي يفرض نفسه من هم العلماء والمفكرون الذين ألفوا مناهجنا؟ فمثلا منهج الفيزياء ألفه مجموعة من المعلمين لا تتعدى شهادة بعضهم البكالوريوس أسند لهم تأليف منهج أمة! انظر بساطتنا في تأليف المناهج! أغفل هؤلاء المؤلفون تطبيقات الفيزياء في الهندسة بجميع فروعها وفي الطب والصحة كما في الفيزياء الطبية. ظلت أسماؤهم سنين عددا على أغلفة مادة الفيزياء (مع احترامي الشديد لهم)، وظلت قطعة الفلين تطفو فوق سطح الماء! والأمم من حولنا تتقدم وعجلة الحضارة لم ولن تنتظرنا لنلحقها بمخرجاتنا المتواضعة. وهنا سأورد بعض النقاط المختصرة لعلها تؤخذ بعين الاعتبار في حالة تطوير المناهج:
1- إسناد تأليف وتطوير المناهج لمتخصصين في جميع الفروع العلمية لا تقل درجة أحدهم عن الدكتوراه.
2- اعتماد الرموز الإنجليزية في مادتي الفيزياء والرياضيات بحيث تكون المرحلة الجامعية امتدادا لأساسيات المرحلة الثانوية كما في مادتي الكيمياء والحاسب فتدريسهما برموز عربية يجعل المرحلة الثانوية حلقة مفقودة والجامعية مهمة مستحيلة.
3- عرض المعلومة بأسلوب شيق وبسيط مع المحافظة على جوهرها وعدم ابتذالها كما حدث في منهج الفيزياء للصف الأول الثانوي حيث حذف أغلب المعلومات الموجودة وحول الكتاب لأشكال وفراغات يملؤها الطلاب بآرائهم.
4- إعادة المركزية لاختبار الوزارة للصف الثالث وإضافته للصف الثاني فبعض المعلمين لا يعدو لديه المنهج سوى وريقات والباقي محذوف والطالب سيرحب بذلك عندما يعرف أن الأسئلة من المعلم، لذلك كثير من الدول بدأت بسحب اعترافها بشهادتنا الثانوية وكذلك جامعاتنا لم تعد تعطيها أكثر من 30% من نسبة القبول.
5- زيادة نصيب المواد العلمية في التخصصات العلمية على حساب العلوم الإنسانية التي استحوذت على ثلثي مخرجاتنا حسب تقرير البنك الدولي وكان مصيرهم البطالة.
معالي وزير التربية والتعليم: الحديث ذو شجون والمهمة صعبة ولكن أنت أهل لها، عقدنا عليك كثيرا من الآمال والتطلعات للحاق بركب ماليزيا وسنغافورة.
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=2740&id=2181