ظاهرة تناول المنشطات وتأثيرها على الرياضيين:-
بقلم المدرب العراقي / صفاء صاحب
أن بداية اكتشاف تأثير المنشطات كان في الحرب العالمية الثانية حيث كانت تعطى للجنود لإعطائهم القوة والمقاومة خاصة في الغارات الليلية التي يشنها العدو وبدأ اكتشاف تأثيرها السلبي على جسم الإنسان فعند تناول المنشط يقوم المنشط بعملية خداع للجهاز العصبي والإيحاء للجسم بأن المنشط قد أعطى طاقة للجسم وفي الحقيقة يقوم المنشط بزيادة الدورة الدموية للعضلات والحصول على الطاقة من مخزون الطاقة في الكبد وليس من المنشط نفسه حيث من الخطأ أن يتناول الرياضي المنشطات لزيادة قدرته ونشاطه وإمكانياته وذلك لأن تأثيرها وهمي وليس فعلي حيث يقوم الجسم بصرف الطاقة المخزونة فيه بإيعاز كاذب من الجهاز العصبي الذي تأثر بفعل تأثير المنشط . فعند تناول الرياضي للمنشطات يشعر بالسعادة ويمتلك روح الدعابة ويكون بعد فترة أي عند زوال تأثير المنشطات متوتر غير قادر على النوم وعصبي وقد يصل إلى حالة خطرة جدا وسيئة ويصل إلى مرحلة الهلوسة بسبب تناول تلك المنشطات وتؤثر المنشطات على الدماغ حيث هنالك جزء في الدماغ مسؤول عن السلوك والتصرفات العامة بالنسبة للفرد فيؤثر المنشط على ذلك الجزء من الدماغ وينتقل عن طريق الأعصاب إلى باقي أجزاء الجسم وتختلف الاستجابة للمنشطات من شخص لآخر وحسب مستوى استجابة ذلك الشخص أو الرياضي لتأثير ذلك المنشط . ويلجئ الرياضي غالبا إلى المنشطات عندما يشعر بحاجته لزيادة نشاطه وسرعته وقدرته وقوته لتحقيق إنجاز معين ومن المعروف أن الجسم يبدأ ببناء مناعة ضد تلك المنشطات فيقوم الرياضي بزيادة كمية الجرعات التي يتناولها بسبب مقاومة الجسم لها حتى يصل الرياضي إلى حالة ألا عودة فيحدث الإدمان الذي ينهي الحياة الرياضية بالنسبة للرياضي ويتناول الرياضي المنشطات لشعوره بأنها تزيد من قدرته وخاصة في المواقف الصعبة وفي الحقيقة يكون تأثيرها وقتي وسلبي ويزول بزوال تأثير المنشط ويسبب أمراضا كثيرة بالإضافة إلى شعور الرياضي بالضعف والكسل بعد زوال تأثير المنشط وقد يصل الرياضي إلى مرحلة خطيرة جدا عند تناوله للمنشطات فيبدأ تأثيرها على سلوك الرياضي حيث يحصل له حالة تناقض في السلوك فتراه أحيانا مرح وظريف وأحيانا أخرى عصبي وعدواني ولا يطيق من حوله ألا عند تناوله للمنشط مرة ثانية ويعود إلى نفس الحالة وأسوء بعد زوال تأثير تلك المنشطات وتؤدي هذه الحالة بالرياضي إلى الشعور بالإحباط وقد يؤدي ذلك إلى الجنون وعدم الشعور وفقدان الذاكرة والوعي بالإضافة إلى الأمراض العقلية التي قد تصيب الرياضي نتيجة لتناوله المنشطات وحالة الإدمان عليها وتقوم المنشطات بعد وقت قصير بعملية هدم العضلات بسبب التأثير السلبي لها على العضلات وخلايا الجسم وتسبب المنشطات أيضا هشاشة العظام وتؤثر على القدرة الجنسية للرياضي وتؤثر أيضا على جسم الرياضي بسبب نفاذ مخزون الجسم من الطاقة المخزونة فيه والتي يسببها تناول المنشطات مما يؤثر على الرياضي بصورة كبيرة لا يمكن تصورها وفي المستقبل القريب جدا حيث تؤثر المنشطات على الهرمونات بصورة عشوائية وغير متوازنة مما يؤدي إلى زيادة في البعض منها ونقصان في البعض الآخر وأثناء تناول الرياضي للمنشطات يبدأ البناء العضلي بتأثير المنشط ويحصل في نفس الوقت عملية هدم للعضلات بسبب النقص في مخزون الطاقة الموجود في الجسم حيث تحدث حالة عدم الاتزان وعدم استقرار الجسم ويؤدي الإدمان على تناول المنشطات التي لا تختلف كثيرا عن المخدرات بل أنا أعتبرها نوع من أنواع المخدرات إلى الاكتئاب وقد تؤدي إلى الموت المبكر أو الانتحار . وتلعب البيئة المحيطة بالرياضي الدور الكبير والأساسي في زيادة أو تقليل من أهمية تأثر الرياضي بتناول المنشطات وتشجيع الرياضي على الاعتماد على ما وهبه الله من إمكانيات ونعم في تحقيق ما يريد وليس الاعتماد على المنشطات ويجب على جميع من يهمه أمر الرياضي والرياضة تنظيم حملات للتوعية ومحاضرات لشرح مدى خطورة تناول الرياضي للمنشطات ويجب أن يكون هنالك دور أساسي للأسرة والمدرب الرياضي والمدرسة والأعلام في توضيح خطورة المنشطات وضرورة الابتعاد عنها لما تسببه من مخاطر جسيمة قد تؤدي إلى الموت كما ذكرنا سابقا .