[align=center]مهلاً أيها التاريخ ... !!
طاف بخيالي ذكرك يوماً، فذهبت أسترجع أخبارك مع أجيال سبقتنا،
فوجدتك يا أيها التاريخ تمجد منهم أناساً.. و تخلد ذكرهم ، و تلعن أناساً.. و تخلد ذكرهم ..!
و وجدتك لا تمر على جيل من الأجيال فتتجاهله دون أن تنعته إما بخير أو بشر.
وجدت فيك صفحات بيضاء ناصعة ، و وجدت فيك صفحات سوداء قاتمة.
وجدت أنك في كل فترةٍ من الزمن تعيد نفسك ...
علّ بني الإنسان يستفيدون من الحقائق التي لم تزل تثبتها لهم على مر الزمان .
وجدت أنك لا تعرف المداهنة ، و لا تقبل الرشوة ، و لا تعرف النسيان ، و لا تقبل التدليس
و لا تميل لقريب و لا لبعيد طالما أن اليد التي تنقش حروفك يد أمينة .
وجدت أنك تعرضت لمحاولات اغتيالٍ على مر الزمان و لكنها باءت جميعها بالفشل ...
لأن حراسك كثير ... و أنت مع ذا لا تراك الأعين ..
و لو كنا نراك لكنا أول من يتمنى قتلك !! لأنك قد فضحتنا شر فضيحة
لم تُسمع في أخبار السابقين ... و لن توجد في أخبار اللاحقين .
و لكن !!
أيها التاريخ ! مهلاً مهلاً ..!!
مع علمي بأنك لن تُغفل هذه الفترة من تسجيلها في ذاكرتك التي لا تنسى ،
إلا أنني أريد منك أن تسجل في صفحاتك أننا نبرأ إلى الله
من عدوٍ طمع ... و صديقٍ خنع ... و كافرٍ شمخ ... و مسلمٍ رضخ ...
و كفرٍ صريح ... و إسلامٍ جريح ... و نفاقٍ عظيم ... و إيمانٍ سقيم ...
و طاغوتٍ جبار ... و مسلمٍ خوار ... و صعلوكٍ قائم ... و عملاقٍ نائم ...
سجل يا تاريخ ....
أن العدو قد أذلنا و أهاننا و وطِأنا بقدميه و نحن نهتف له بالسمع و الطاعة .
سجل يا تاريخ ....
أنهم يقتِّلون آبائنا و إخواننا ، و ينتهكون أعراض أمهاتنا و أخواتنا
على مرأىً و مسمع من ألف مليون مسلم كل منهم لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة .
سجل يا تاريخ ....
أننا لا نملك إلا أن نبكي بكاء النساء ، و نلطم لطم النائحات ،
و نشجب و نستنكر ، و ندين و نرفض ، و يا لها من مهماتٍ عظام ....!!
سجل يا تاريخ ....
أننا أمةٌ بنى مجدها الأجداد ، فلما وصل إلى الأبناء أضاعوه !!
لأنهم لم يسفكوا في صنعه و بنائه قطرة دم ...
و المتنبي يقول :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
سجل يا تاريخ ....
أننا هزمنا أمريكا ... و لكن في كاس العالم ،
و انتصرنا على اليابان ... و لكن في تصفيات آسيا .
سجل يا تاريخ و سجل و سجل ....
فمهما حاولت أن أعدد لن يسعفني حبر قلمي ، و كثرة أوراقي .[/align]