الحمد لله حده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
كثر في هذه الايام التسلط من الرجال على زوجاتهم وقد وصل الحد الى الضرب والاهانات وعندما تأتي الى احدهم وتقول له اتق الله في زوجتك وشريكة حياتك تراه يتبجح ويقول هذا حقي وهذا ما امر الله به والقوامة لي . واقول والله المستعان ان قوامة الرجل ثابتة بنص القرآن: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ..." [النساء:34].
وأعظم واجبات القوامة النفقةُ على الزوجة بالمعروف، بحيث يكفيها التكسب ويضمن لها النفقة، فلا تحتاج لغيره، ولا إلى أن تعمل؛ لتنفق على نفسها، ومن أعظم واجبات القوامة حماية العرض والغيرة عليه، وضمان الكسوة والسكنى، وله عليها مقابل هذا أن تطيعه بالمعروف، وأن تحفظ عرضه في غيبته، وأن تقوم بشؤون البيت، كما قال صلى الله عليه وسلم: "... والمرأةُ رَاعِيَةٌ في بيتِ زَوْجِها ومَسؤولةٌ عَن رَعِيَّتِهَا". أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829).
وليس من القوامة أن يستبدّ برأيه ويظلمها، ويشق عليها، ويقتصد في نفتقها، ويمنعها مما أباحه الله لها، ويحرمها من طيبات ما أحل الله لها، وليس من معنى القوامة أن يضربها ضربًا مبرحًا، كما يضرب السيد عبدَه، أو يضربها من غير سبب، ولو بالضرب غير المبرح.
وليس من معنى القوامة أن يصادر رأيها، ويحقرها، ويحجر على عقلها، فالإسلام بريء من كل هذا، ولا يعني منح القوامة للرجل أن يكون هو الأفضل مطلقًا عند الله، بل الأفضل والأكرم الأتقى، كما جاء في الآية المشهورة. والله أعلم.
( منقول مع قليل من الاضافات )