عودة سطور
لم؟
أأبدأ بها سطوري؟
أخرجها من ديمومة فكري وألبسها حروفي ؛
أزين بها صفحاتي ،
أنقش رسمها الباهت على أوراقي ،
أجعلها صدىً لصيحاتي ،
أبكيها دمعاً لتكون حبراً للمكلوم قلمي .
فلتجبني يا رفيق ألمي و حزني
يا صديق شعوري و إحساسي
يا بائحاً بأسراري ومسطراً لأشعاري
يا خليلاً أبعدني عنك الصمت والعزوف عن البكاء.
غاضبٌ مني و أعلم
إلا أنه ما باليد حيلة
قهراً جردتُ منك
وآمل لو تكون هذه هي العودة .
قلمي ..لستَ الوحيد الذي افتقدتُ قربه مني
أشياء كثيرة لم يعد لها أثرٌ في حياتي أو وجود .
فرحي .. ابتسامتي .. ضحكاتي
وحتى دموعي وبكائي ..
أمرٌ مريرٌ أن تحزن وتتألم وتذرف الدموع قهراً وقلة حيلة
و لكن الأدهى من ذلك و الأمرّ
أن تقع في دوامة المصائب و الأحزان
أن تلقى في بركان ثائر بالجراح والآلام
فتحتاج دمعةً تهدئ من روع الشعور بالحرمان و اليأس
و آهٍ تخفف عليك وطأة العذاب والبؤس
لكنهما وفي أمس حاجتك إليهما ينسحبان
وعنك بقسوةٍ يتخلّيان .
فيُحبس الدمع في سجون المآقي
وتُحكم الحنجرة على الصوت الإغلاق ؛
و يزيد تعقيد الأمور عليك
فتبالغ الدنيا في قهرك
وتتلطخ بالدماء أوراق عمرك
وتنفى السعادة من أقدارك .
وتولد مع شمس كل يوم وقمر كل ليلة
هموم جديدة
و أضداد فرح عديدة ؛
فيثقل الحِمل فوق الظهر
وتبقى منتظراً الشلل أو الكسر .
فإما هما ؛
أو فناءً يوسدك التراب وحملك .
همسة قلم :
وتبقى( لمَ؟)حبيسة القهر في الصدر
لن يكون لها في صفحاتي مستراح
لأنني أعلم يقيناً أن أوراق الكون لا تسعها
وتوابعها .
و إن وسعتها؛
فأي حبر سيقاوم جفافه أمامها؟
ولأسكتها بقولي
( ذاك هو قدري )
للجميع احترامي