مفهوم العزو السببي
اختلفت عدة دراسات في نتائجها وفق النظريات التي اعتمدتها فيما يتعلق بقياس ظاهرة العزو. إذ درس (Weiner&Etal,1972) عناصر العزو إلى (الجهد) و (الحظ) و (القدرة) و (صعوبة المهمة) . بينما درس (Dweek & Reppucci,1973,PP.109-116) قطبي العزو
(الداخل / الخارج) مع عنصري العزو (القابلية) و (الجهد) فيما درس
(Brickman&Etal,1976,PP.149-160) قطبي العزو (المستقر/ غير المسـتقر ) فيما درس (Klien&Etal,1976,PP.508-516) Tennen&Eller,1977,PP.265-271)) العزو إلى عنصري (صعوبة المهمة) و(القابلية) بينما درس (Cohen&Etal,1976,PP.1049-1056) قطبي العزو (الداخلي/الخارجي) بينما قامت Hanusa&Schulz,1977,PP.602-611) ( بدراسة العزو إلى عنصر (القابلية) و (نقص الجهد) و (صعوبة المهمة) .أي أن البحوث السابقة تعاملت مع ظاهرة العزو بشكل مجتزأ أي من خلال التأكيد على بعد معين مثلاً بعد (مركز السيطرة) و بعد (مدى الاستقرار) (جاسم،1990،28).
إذ تجدر الإشارة إلى وجوب التميز بين النظرية التي يستند عليها أي باحث وبين المتغيرات التي يستخدمها الباحث للتعبير عن الأفكار النظرية (لإختبارها أو نقضها أو تأييدها) مثلاً حاول فينر (Weiner ,1976,PP.52-68) استخدام تنظيرات هايدر (Heider)حول ظاهرة العزو وذلك في دراسته حول الموقف التحصيلي ولكي يقوم بذلك فأنه يجب عليه أولاً تحويل الأفكار أو التنظيرات التي جاء بها Heider) ( إلى متغيرات يمكنه من خلالها أستخدم هذه الأفكار في الدراسة والبحث وعلى هذا الأساس فأنه افترض إمكانية التعبير عن مقولات (Heider) حول عزو النواتج إلى أسباب (داخلية / خارجية) و(مستقرة / غير مستقرة) من خلال أربع متغيرات هي (القدرة ، الجهد ، الحظ ، صعوبة المهمة) بينما فضلت ابرامسون
(Abramson, Etal ,1978,PP.49-74) قياس أبعاد العزو بشكل مباشر وليس عن طريق المتغيرات الأربعة الأنفة الذكر, المهم إن في كلتا الحالتين فأن الباحثين استندوا على إطار نظري واحد ولكنهم تباينوا في أسلوب القياس أو التعبير عن الأفكار التي انطلقوا منها.(جاسم،1990،51) وبما أن مفهوم العزو السببي ( Attribution Casulity) وهو أحد المفاهيم التي قدمتها نظرية الإعزاء السببي لهايدر,فلابد من الرجوع إلى الافتراضات والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها تلك النظرية في تفسيرها للسلوك الإنساني ، وكيف تعبر هذه النظرية عن هذا المفهوم وبما أن مفهوم العزو السببي مرتبط بالعديد من المفاهيم الأخرى , فلابد من إعطاء صورة عن طبيعة الترابطات بين العزو السببي وتلك المفاهيم.
النظريات والنماذج التي فسرت العزو السببي
تناولت نظرية (هايدر) ظاهرة العزو السببي وسوف تعرض الباحثة بأيجاز هذه النظرية وبيان مدى العلاقة بينها في تحديدها لظاهر العزو السببي وتفسيرها .