رأيت الطفل الذى
عاش رفيق الحرمان
الوجه اتسخ ونحل
فبدا كالجرذان
والشعر المبعثر كأنه
نخل فى صحراء قحطان
أسمال بالية ارتداها
عفا عليها الزمان
من برد الشتاء لم تحمه
فبات مرتجف الأوصال
وأطرافه العابثة
بقمامة ملقاة بإهمال
تجذبه أيدٍ غليظة
أيد أمه التعيسة
جلدتها سياط الدهر
أنستها معنى الأمان
داستها أقدام القهر
فصار وجهها نقش الأحزان
مالها من قريب
رحل الزوج وبَعُد الإخوان
عصفت الأيام بالمسكن
وبقى رصيف الميدان
يبكى الطفل بصمت
وتلوح بعينيه نظرة الحزنان
ذنبه أنه فى دنيا
ماله فيها انسان