2-1-1 ماهية القلق
القلق هو الانزعاج ، يقال بات قلقاً واقلق غيره ، واقلق الشيء : حرّكهُ من مكانه والقلق مشاعر نفسية تكون مضطربة ، وينتج عنها الكثير من الآثار السلبية ، وظاهرة القلق باتت من الامور الملفتة للانتباه في وقتنا الحاضر ، نتيجة الانقلاب الحضاري الذي طال معظم جوانب حياتنا ، وان كان للقلق احياناً آثارً غير ظاهرة ، لكن اثاره تظهر بوضوح على التصرفات والنتائج ، ففي عصر غلبت عليه السرعة ، وصارت هي سمته المميزة صار الجميع – الا من رحمه الله – يسعى الى الوصول الى هدفه وغايته ، دونما اعتبار لمن حوله ، فالتاجر قلق بسبب البيع والشراء والربح والخسارة ، ورب الاسرة قلق على ابنائه والسهر على مستقبلهم وكسب قوتهم ، والمرأة قلقة على بيتها وابنائها والسهر على شؤونهم ورعايتهم ، مع القيام بعملها ان كانت عاملة ، وفي النهاية الجميع قلق (ابو العزائم ، 2004 ، 13) .
ويحتل موضوع القلق مركزاً رئيسياً في علم النفس بشكل عام وعلم النفس الرياضي بشكل خاص لما له من آثار واضحة ومباشرة في احتلال الوظائف النفسية او الوظائف الجسمية او كليهما .
وقد اشار العديد من الباحثين الى ان القلق يعد بمثابة انذار او اشارة لتعبئة كل قوى الفرد النفسية والجسمية لمحاولة الدفاع عن الذات والحفاظ عليه ، كما قد يؤدي القلق اذا زاد عن حده الى فقدان التوازن النفسي "الامر الذي يثير الفرد لمحاولة اعادة التحكم في هذا التوازن النفسي واستعادة مقوماته باستخدام العديد من الاساليب السلوكية المختلفة" (علاوي ، 1998 ، 379) .
"والقلق هو حالة من التحسس الذاتي يدركها المرء على صورة من الشعور من الضيق وعدم الارتياح ، مع توقع حدوث الضرر ، وهذه الحالة اشبه ما تكون في طبيعتها الشعورية وانفعالاتها بالحالة المصاحبة للخوف" (كمال ، 1988 ، 150) .
"ومن الناحية النفسية يرتبط القلق غالباً بجانب من جوانب الاجهاد وهو الخوف ، وفي هذه الحالة تستعمل كلمة القلق لوصف مشاعر الخوف عندما يكون سبب الخوف مجهولاً"
(Wynn , 1970 , 420) .
ويضيف (ياسين ، 1981) "أن حالات القلق تتمثل بالخوف الشديد ، وعدم القدرة على التركيز والاحساس الدائم بتوقع الهزيمة ، وعدم الثقة ، والرغبة في الهرب من الواقع عند مواجهة اي موقف من مواقف الحياة العامة" (ياسين ، 1981 ، 196) .
ويعد القلق من اهم المشاكل الحيوية المعاصرة التي يتناولها علم النفس الرياضي ، اذ يمثل احد الابعاد الاساسية للخبرات الانفعالية للرياضي وعليه ينظر الى القلق على انه من اهم الظواهر النفسية التي تؤثر في سلوك الانسان بصورة عامة والرياضي بصورة خاصة (الغريري ، 2000 ، 15) .
وهناك اختلاف في درجة القلق قبل ظروف الشد النفسي المتعلق بالمسابقات الرياضية وخلاله وبعده ، اذ ان التفكير بموقف يثير الشد والتوتر قبل حدوثه يؤثر في الوظائف الشخصية للرياضي ، "اما الاحتكاك الفعلي بذلك الموقف فانه يقلل من التاثير ودرجة انخفاض وارتفاع مستوى القلق الذي يعتمد على نوع النشاط الرياضي" (Gartty , 1988 , 117) .
وفي ضوء ماتقدم يعد القلق واحداً من العوامل المؤثرة في مستوى الاداء الحركي الرياضي لذلك اصبح الاهتمام باستخدام المقاييس التي تقيسه في المواقف الخاصة ( كمواقف المنافسة الرياضية على سبيل المثال ) من الامور المهمة بدلاً من استخدام المقاييس التي تقيسه في مواقف الحياة العامة ، "ويعد القلق في النشاط الرياضي من المشكلات النفسية التي تواجه الرياضي حيث الاضطراب الفكري والنفسي الذي يؤدي الى عدم التوافق والتركيز والسيطرة فضلاً عن الاستثارة العصبية غير المثالية فياتي الاداء خاطئاً" (غزال ، 1997 ، 105) .