عزفٌٌ على نهر الشجن
فـوق التـلال تحفـني الأشـجــــارُ
والشعــرُ والأقـمـــارُ والسـمــــارُ
والماءُ يجري في الجداول صافياً
يعـدو كخيـلٍ هدّهُ المضمـارُ
وعلى خرير المـاء ترقصُ أيكـةٌ
فتمـايلـت مـن حولهــا الأزهــارُ
وعلى هدير الموج يرقصُ مركبٌ
فتؤمـــهُ الأصــدافُ والمـحّــــارُ
والبحرُ يهتــفُ والسـرورُ يعمُـــهُ
وتنـــاثــرت فـي شطِّـــهِ الــزوارُ
وعلى بسـاط الودِّ تجلـسُ أسرةٌ
وفواكـــهٌ مـن حولِهـا وثمـــارُ
والجـدُّ يروي للـصغــيرِ حكـايــــةً ً
والبنـتُ مـن ذاك الصبـيِّ تغـــــارُ
وصغيــرةٌ تلهــو بجانب أمُهـا
وأبٌ وابـنٌ والصفــا و حـوارٌ
ورأيــتُ خلف التلِّ طفـلاً بـاكيــاً:زعلان:
مــازاورت أركــانَـــه الأطيـــــارُ
لازال منطويـــاً ويبـكــي حـرقـــةًً
فكــأنّ صوت نحيبــهِ إعصـارُ
فدنــوتُ منــهُ سـألتــهُ عــن أمـرهِ
لـم يـــا صغيـــري تشتكــي وتحــارُ
قـل لي بربـك مالحكــاية ربمــا
عــونًا أكـــونُ وللسقــامِ عقـــارُ
قـال: الحكـــايــة أنني فـي دُنيتـي
وحــــدي يــتـــيــــمٌ لا أبٌ لا دارُ
لا أمَّ تحويـني بحضــنٍ دافــئ
لا قلب يؤوينـــي ولا أبصـــــــارُ
وحدي مع الأحزانِ أشربُ علقماً
ودمـــوعُ عينــي شطُُّهـــا مـدرارُ
وهنـــاك قلتُ لهُ رويــدك يـاأخي
كفكـف دمـــوعك فـالحيـــــاةُ قطــــار
لا تنحنــي لليــأسِ هيـــا وابتسـم
مـاليتـمُ داءٌ عـــائـقٌ أو عـــــــارُ
صبراً صغيري فـالحيـــاةُ جميلــةٌ
وغـداً ستعبـقُ فـي المـدى أزهـــــــارُ:اموه:
أومـا رأيــتَ الرعد بعد هزيمهِ
بـرقُ تـلاهُ و ترقصُ الأمطـار ُ
وانظر إلى صنع الإلهِ وخلقهِ
إنّ الجمـــالَ تبــيـــدهُ الأكـــــدارُ
أمرُ الإلهِ هو الذي يجري فلا
تحـزن إذا عصفـت بــك الأقــــــدارُ
إنّ الحيـــاةَ بِِحِـلوِها أو مـُرِها
كـالنهـرِ خـالـط َ مــاءَهُ الأحجــــارُ
مودتي لكم
نجاة الماجد