حينما تكتظ الحياة بعواصف المشاكل ، وتمتليء بزلازل الهموم ، وتفيض ببراكين الغموم ، فإننا نحزن ونهتم ، ونتأوه ونغتم ، ونهرب بحثا عن روض الهدوء والسكينة ، ونفر نفتش عن أحضان الطمأنينه ... وهيهات هيهات ... فقد بثّ الشاعر العربي حقيقة لاغبار عليها إذ يقول :
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذاء والأكدار
فمهما أجدت واجتهدت ، وحاولت وطاولت ، لو اتخذت سلما في السماء ، أو نفقا في الأرض ، لاتزال المنغصات ترفرف حولك ، والمكدِرات تلازم كونك ، والمشكلات تعانق حياتك ...
كل من لاقيت يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن
ولكن الذكي الأريب ، يمسك بسيف ( الإيمان بالقضاء والقدر ) فيضرب به أعناق المشكلات ، ويمزق به أوصال الملمات ، ويأخذ مسدس ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) فيرمي به المنغصات ، ويقتل به المكدِرات ، ثم يذهب بعدها لينام على سرير :
خذ الحياة كما جاءتك مبتسما *** في كفها الخير أو في كفها العدم
ويلتحف بــــ :
دع المقادير تجري في أعنتها *** ولاتبيتن إلا خالي البــــالِ
مابين غمضة عينٍ وانتباهتها *** يبدل الله من حال إلى حال
بدر العضياني