*·~-.¸¸,.-~*المعاملة والكلمة مرآة لـ شخصية الإنسان *·~-.¸¸,.-~*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله ، هنا طرح جديد يحمل معنى عميق من قلمي الصديق أتمنى أن يصل إلى قلوبكم النقية ، وأرواحكم الطاهرة ،,
عندما يُخطِئ الإنسان ، يُعامل ويُجازى وليس له خياران ، سوى أنه أخطأ ولا يحق له الغفران ، رغم أن الله عز وجل يغفر لعبدهـ إذا ما استغفر ورفع يديه تضرعاً وتوسلاً إليه ليغفر له فما بالكم نحن بنو البشر ما أضعفنا ؟! فنحن خلقنا من طين ونفخت الروح بآدم ومن ضلعه الأعوج خلقت حواء ،,
كل معاملة كل كلمة كل خطاب كل رسالة كل فعل وقول هو مرآة لـ شخصية أي انسان على وجه الأرض ، فمن شهّر بزعمه أنه يعمل الصواب ، فسيرد عليه أشد العقاب ، وزاد عليه صاع الحزن والعذاب ، وكل من شد بأيدي الآخرين كلما استعطفوهـ وتقبلوهـ وأحبوهـ ، وحملوهـ اسماً شامخاً بين ذروعهم ، وقلباً مذهباً لامعاً بين أرواحهم ، ولقبوهـ بلقب العزة والأخلاق وأنه أخير الرفاق ،,
كلنا نخطئ ، الصغير والكبير ، العالم والجاهل ، الرجال والنساء ، المراهقين والناضجين ، ولكن هل التعلم من الخطأ من الانسان العاقل نحو المخطئ بـ جهر التأنيب الجارح ، والنقد اللامهذب واللاراقي واللاذع والساخط ، ثم بعد ذلك هذا الانسان الذي يزعم حسن التصرف يريد من المخطئ التقبل ، أي تقبل وهو مرفوض ؟! كـ مثل الانسان عندما يطعن ويقول له الغير أنتَ لستَ بمطعون ؟ ، أو يقول له تقبل وطبّق ولا تخطئ والألم فاضح من العين إلى الجفون ، أو يكون بهرم متعة الروح المعنوية العالية ثم صفعة تخسف به أرضاً وترمي به إلى قاع البحار ، وتُكسر مجاديف العزيمة ، وتتولد نيران الإحباط لتأكل الإرادة ، وتنهش الروح المولودة بفجر فرحة تعلو الآفاق ، ويُقال له أنت مخطئ أيها المجنون ؟؟!
ونسي أنه هو " عن الخطأ مصون " !
الكلمة الطيبة هي نعمة يهبها الرحمن إلى من يشاء من الخلق فيهدونها بجميع أحوالهم وأوضاعهم بآلامهم بهمومهم بأفراحهم وأحزانهم فيتقدمون إلى الأمام ويكسبون الأجر ، ويهنئون بـ محبة الغير ، وتأتيهم من كل صوب واتجاه منابع الخير ،,
والكلمة السيئة هي نقمة يهبها الرحمن من يشاء من خلقه ، فيهدمون المحبة ، ويبنون الغلظة على أرض الأيام ، ويدمرون أواصر الأخوة ، ويذبحون المودة ، ويقتلون كل معاني السمو المشرقة ، ويقولون : وهبنا ما لدينا من حقيقة ، وأخذنا ما لديهم من شظية ، والكلمة تجردت من القيم السخية ، ونحن خلونا بمفردنا مع كلمتنا المصنوعة بلغتنا الخاصة بطريقة سرمدية ،,
ختام قولي :
الكلمة تجعل المرء كالحاكم الذي يحكم دولته ويسيرها بحكمته
والكلمة قد تسقط الفرد إلى هاوية مظلمة ولن يستطيع أي شخص نجدته
المعاملة فن وذوق وتواضع ورفق
وليست أمر ونهي أوغلظة وجفوة للغير تُهدي
نسأل الله أن نكون من الخلق الذين رضي عنهم وأنعم عليهم نعمة الحكمة وضياء البسمة وروح الألفة ونقاء السريرة وحسن الفعل والقول ودماثة الخلق وسعة الرفق بالآخرين ،,
آمين يارب العالمين
ومن يُعامل دوماً سيجد ثمرة معاملته ، ومن لم يرفق دوماً سيرى سوء عاقبته
بـ قلم / دفا المشاعر ،,
ودي واحترامي وتقديري
دمتم أنقياء