[align=center]عدم وضوح التوحيد عند سيد قطب[/align]
قال سيد:ـ ( ..فالألوهية قلَّما كانت موضع جدل في معظم الجاهليات وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما الذي كان
موضع جدل هو قضية الربوبية ... والتي هي مفرق الطرق بين الإسلام والجاهلية وبين التوحيد والشرك في عالم
الواقع.ـ ) [ الظلال 4/2111].
أقول:ـ مسكين أنت يا سيد، فإن توحيد الربوبية كان يؤمن به أبو جهل وأبولهب وجميع الكافرين قال تعالى :(ولئن
سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )، وإنما الخلاف كان في الألوهية، فقال تعالى:ـ ( وإذا قيل لهم لا إله
إلا الله يستكبرون )وسبب استكبارهم عنها يبنيه قوله تعالى عنهم ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً ...)فقد فهموا من كلمة
التوحيد هو توحيد الألوهية وأنه لا إله حق إلا الله وحده. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم - ( أمرت أن أقاتل
الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ..) فعلى ذلك فلا تستغرب ـ يا أخي ـ تهافت كثير من الجهلة على قبر البدوي
في مصر حاجين أو معتمرين إليه إذا كان سيد قطب يُعلِّم الناس التوحيد.
بل إن عدم وضوح التوحيد في ذهن سيد جعله يهون من شرك القبور، وأنه ليس الشرك الدقيق الغامض بل هو شرك
ساذج ، مع أن هناك طبقه عليا ـ في كثير من المجتمعات ـ تعبد الأصنام وتستغيث بالمقبورين .
تهوين سيد من شرك القبور
قال: (إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجتنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصورة
الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم أو التي كانت تزاول شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار
أو أشجار ... إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صورة الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام
من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصورة الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا
نهاية لها، ويمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الصحيحة الحقيقية ما
يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة ) [ الظلا 4/2114 ]. انظر كيف يردد سيد وصف الشرك
الذي وقعت فيه غالب الأمم ـ بأنه صورة ساذجة.
ولا نستغرب هذا الكلام من سيد لأنه أصلاً لم يعرف معنى ****ـ ( لا إله إلا الله ..) فراح يبتدع تفسيراً لها من عنده
وقول على الله بغير علم.
[align=center]شذوذ سيد في تفسير كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) عن أهل العلم[/align]
قال: ( .. لا إله إلا الله ) كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته:ـ لا حاكمية إلا لله، ولا سلطان لأحد
على أحد، لأن السلطان كله لله ..).
هذا كلام الذي يقولون عنه الإمام والمجدد!! على ماذا يجدد إذا كان أبو جهل وأبولهب أعلم منه بتفسير ( لاإله
إلا الله ).
فلما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولوا ( لا إله إلا الله ) رفضوا ذلك وانفضوا من عنده يوصي كل
واحد منهم أن يتمسك بآلهته متعجبين من قوله إذ دعاهم إلى عبادة واحد فقط ( وانطلق الملاء منهم أن امشوا
واصبروا على آلهتكم إن هذا لشــيء يراد ) وقالوا ـ مستنكرين لقوله ( أجعل الألهة إلهاً واحداً إن هذا لشي عجاب )
فعلموا أن معنى هذه الكلمة هي إفراد الله سبحانه بالعبودية، وأن معناها: ـ أنه لاإله معبود بحق إلا الله سبحانه لا
شريك له
يتبع