بين اليأس والأمل
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="double,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والهفَ نفسي كم أذوبُ حنانا= وأطيرُ للماضي الذي أحيانا
وأجولُ في تلك الفيافي أنتشي= وأضوع مسكاً ، زنبقاً ، ريحانا
وأسائلُ التاريخَ هل مِن أمةٍ= حازتْ سهامَ السبقِ قبل الآنا؟
هل في الوجود فتىً يخاطبُ غيمةً= لما تهادَتْ في السما مرجانا
يا مُزْنُ أمطر أين شئتَ فإنه= حتماً خراجُكَ راجعٌ لِحِمانا
كنا إذا لمعَ الحسامُ بأفقِنا= من قبل شهرٍ خصمنا يخشانا
كنا إذا زأرَ الرضيعُ بأرضنا= ماجَتْ له مُهَجُ العِدا خَفَقَانا
نصر الإله بنا شعوباً عندما=(إن تنصروا) كانت لنا عنوانا
صرختْ فتاةٌ حرةٌ عربيةٌ= وامعتصمْ ، ذقْتُ الأذى ألوانا
فأجابها لبيكِ أختي إنني= سأُحيلُ عموريةً نيرانا
فأتى بلادَ الرومِ يقدُمُ جيشَهُ= وبعهدهِ قد أنفَذَ الأيمانا
أما صلاحُ الدين قهَّارُ العِدا= فاسأل رُبا حطين أو بَيْسانا
كنا إذا نادى المنادي قائلاً := مَن سادةُ الدنيا ومَن أُولانا؟
مَن حرَّرَ الإنسان مِن أوهامهِ= حتى غدا متبصراً إنسانا؟
مَن أبرأ المرضى وداوى سُقمَهم= من أيقظَ الألبابَ والأذهانا؟
مَن طهَّر الأفهامَ مِن رجسِ الهوى= مَن كسَّر الأصنامَ والأوثانا؟
مَن قال للشركِ القميءِ ألا انحسرْ= لم تلْقَ في هذي البلادِ مكانا؟
مَن أوصلَ النورَ المبين لسائر الـ= أصقاعِ ثم استحكمَ القرآنا؟
ويغوصُ في سُؤْلاهُ منتظراً جوا= بَ الحقِّ يأتي ناصعاً برهانا
فإذا بصوتٍ مُثقلٍ يسري وقد= ذاقَ المرارةَ عَلقماً وهوانا
نحن الأُلى كنا سحائبَ ثرَّةً= نُروي الظميءَ ونشبع الجوعانا
نحن الأُلى كنا كذاك وإنني= من أجل(كنا) قد سئمتُ الـ(كانا)
واليوم قد ضلَّت بنا سفن الهوى= لا قائداً فيها ولا رُبَّانا
أشباهُ خلق الله قد سخروا بنا= وبكل حقدٍ هددوا أقصانا
وتجمعوا وتكاتفوا وتناصروا= وتعاهدوا ألا يروا إيمانا
كلُّ الكراتِ بأرجلٍ مسمومةٍ= قد صُوِّبتْ عمداً إلى مرمانا
والساحةُ الثكلى خلَتْ من أهلها= تشكو إلى رب الورى مَن خانا
وتقول : هل في القومِ فضلةُ فارسٍ= رضعَ الكرامةَ مِن بني عدنانا؟
أتُقتَّلُ الأطفالُ جهراً دون أن= تتفجروا لمصابهم بركانا ؟!
أيُهدَّمُ البنيانُ فوق رؤوسهم= أيعيش شعبي في العَرا عُريانا ؟
أيُصابُ ديني عُنوةً في مقتلٍ= ونقول للجاني : فِداك دِمانا ؟
أَنرى الصليبَ وقد تتوَّجَ نجمةً= كالحيَّةِ الرقطا تجوس حمانا ؟
فنبارك السعيَ الحثيثَ وندَّعي := سمُّ الأفاعي وصفةٌ لشفانا
رباه يا مَن قد نصرتَ نبيَّنا= وجعلتَ مثوى الصابرين جِنانا
يسر لنا نصراً سريعاً إننا= في محنةٍ كبرى ، أيَا مولانا
أرجِع لنا الماضي التليدَ فإننا=نهفو لِما كُنَّا عليه زمانا
قد يعتري الإنسانَ يأسٌ تارةً= ويعيش في أملٍ له أحيانا[/poem]