يـزيـد بـن مـعـاويـة
هـو ثـانـي خـلـفـاء الـدولـة الأ مـويـة ( 645 م / 45 هـ 683 م / 64 هـ ) ولـيَ الـخـلا فـة بـعـد وفـاة أبـيـه . فـي أيـامـه فـاجـعـة المـسـلـمـيـن بـالـسـبـط الـشـهـيـد (( الـحـسـيـن بـن عـلـي )) . عـاش فـي جَـوِّ رفـاهـيـة وتـرف ، فـانـعـكـس ذلـك فـي شـعـره الـذي كـان يـعـجّ بـالـصـور والـتـشـبـيـهـات والاسـتـعـارات الـتـي عُـنـي بـهـا
الـبـلا غـيّـون اسـتـشـهـاداً وتـحـلـيـلا ً ، ولا يـكـاد يـخـلـو كـتـاب فـي الـبـلا غـة مـن بـيـتـه الـذي يـصـف فـيـه فـتـاة ً جـمـيـلـة تـبـكـي ، وهـو
[poem=font="Simplified Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأَمْـطَرَتْ لُـؤْلـؤاً مِـنْ نَـرْجِـسٍ وَسَـقَـتْ = وَرْداً ، وعَـضَّـتْ عـلـى الـعُـنَّـابِ بـالـبَـرَدِ[/poem]
(( وأَمـطـرت لـؤلـؤا ))
[poem=font="Simplified Arabic,5,indigo,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نالت على يدها ما لم تنله يدي=نقشاً على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها=أو روضة رصعتها السحب بالبرد
وقوس حاجبها من كل ناحيةٍ=ونبل مقلتها ترمي به كبدي
مَـدَّتْ مَـواشِـطَـهـا فـي كَـفَّـهـا شَـرَكـا ً = تَـصِـدُ قَـلْـبـي بِـهِ مِـنْ داخِـلِ الْـجَـسَـدِ
أَنِـيْـسَـةٌ لَـوْ رَأَتْـهـا الـشَّـمْـسُ مـا طَلَـعَـت = مِـنْ بعد رُؤْيَـتِهـا يَـوْمـا ً عـلـى أَحَـدِ
سَـألْـتُـهـا الْـوَصْـلَ ، قـالـتْ : لا تُـغَـرَّ بِـنـا = مَـنْ رامَ مِـنَّـا وِصـالا ً مـاتَ بـالـكَـمَـدِ (1)
فَـكَـمْ قَـتِـيْـلٍ لَـنـا بـالْـحُـبِّ مـات َ جَـوىً = مِـنَ الْـغَـرامِ ، وَلَـمْ يُـبْـدِيءْ وَلَـمْ يُـعِـدِ
فَـقُـلْـتُ : أَسْـتَـغْـفِـرُ الـرَّحْـمـنَ مِـنْ زَلَـل ٍ = إنَّ المُـحِـبَّ قَـلِيـْلُ الـصَّـبْـرِ وَالْـجَـلَـدِ
قَـدْ خَـلَّـفَـتْـنـي طَـريـحـا ً ، وَهْـيَ قَـائِـلَـة ٌ : = تَـأَمَّـلُـوا كَـيْـفَ فِـعْـلُ الـظَّـبْـيِ بـالأسَـدِ
قـالـتْ لِـطَـيْـفِ خَـيـال ٍ زارنـي ، وَمَـضـى : = بِـالله صِـفْـهُ ، وَلا تُـنْـقِـص ، ولا تَـزِدِ
فَـقَـالَ : خَـلَّـفْـتُـهُ لَـوْ مَـاتَ مِـنْ ظَـمَـأٍ = وَقُـلْـتِ : قِـفْ عَـنْ وُرودِ المـاءِ ، لَـمْ يَـرِدَ (2)
قـالَـت : (( صَـدَقْـتَ . الـوفَـا فـي الـحُـبِّ شَـيْـمَـتُـهُ )) = يـابَـرْدَ ذاك الـذي قـالَـت عَـلـى كَـبـدي! (3)
وَاسْـتَـرْجَـعَـتْ سَـألَـتْ عَـنَّـي ، فَـقِـيْـلَ لَـهـا: = (( مـا فـيـهِ مِـنْ رَمَـقٍ )) دَقَّـتْ يَـداً بِـيَـدِ
وِأَمْـطَـرَتْ لُـؤْلُـؤا ًمِـنْ نَـرْجِـسٍ ، وَسَـقَـتْ = وَرْداً ، وَعَـضَّـتْ عـلـى الـعُـنَّـابِ بِـالْـبَـرَدِ (4)
وَأَنْـشَـدَتْ بِـلـسـان الحـالِ قـائِـلَـةً = مِـنْ غَـيْـرِ كُـرْهٍ ، وَلا مَـطْـلٍ ، وَلا مَـدَدِ (5)
وَاللهِ ، مـا حَـزِنَـتْ أُخْـتٌ لِـفَـقْـدِ أخٍ = حُـزْنـي عَـلَـيْـهِ ، وَلا أُمٌ عَـلـى وَلَـدِ
إنْ يَـحْـسُـدونـي عـلـى مَـوْتـي ، فَـوا أَسَـفـي = حَـتـىَّ عـلـى المـوتِ لا أخْـلـو مِـن الـحَـسَـدِ[/poem]
1) الوصل : الصلة والحب . رام : أراد . الوصال :القرب والحب . الكمد : الحزن والغم
2) ورود الماء : الإتيان إليه للشرب .
3) شيمته : خلقه وطبعه . يابرد الذي قالت على كبدي : أي أسعدني لإعترافها أن الوفاء طبيعي وخلقي
4) في هذا البيت خمسة إستعارات إذ شبه الشاعر دموع حبيبته بالؤلؤ وعينيها الدامعتين بالنرجس وخديها بالورود , وشفتيها بالعناب , وأسنانها بالبرد (حبوب الثلج ) , وقد وقد حذف المشبه في كل من الإستعارات . وهذا البيت من أجمل ماقالته العرب .
5) مطل : تسويف وتأخير . مدد : زيادة .