كثيراً مايحدثني أحد الأصدقاء عن طفشه .
وكثيراً ما ألقى الإجابة على لسانه بأن الحياة ملل وروتينية .
بينما هناك صديق آخر على العكس تماماً
دوماً مايحدثني عن إنشغاله وعن ضيق الوقت له .
صديقي الأول ربما أكثر حساسية بينما الآخر أقل منه .
صديقي الأول عندما يجد وقت فارغ دوماً مايشغل نفسه بالتفكير
ودوماً يتعلق بتفاصيل لا فائدة منها .
بينما صديقي الثاني لاأجد لديه الوقت الكافي أو الفارغ كي يفكر
أو ينظر إلى الأمور بتفاصيلها الدقيقة .
اليوم هنا وفي أروقتكم المتعطرة بالورد والمشعة بهدوء كشعاع شمس هذا اليوم
وجدت الوقت الفارغ ولكنني لم أشغله إلا أن أكون زائر هنا ومن ثم بعده أنتقل
إلى صخب الحياة كما يصورها لي صديقي .
صحيح بأنني في البداية كنت مستيقظ وملم بكل مالدي وليس لدي أي شعور بصخب
الحياة أو أي نية إلى تسميتها بالملل , ولكن عندما أخذت عقارب الساعة - وأنا في
المكان ذاته - تتحرك سريعاً وأنا على في نفس المكان شعرت بالجو يضيق وشعرت
بأن الهدوء هذا يستفزني وكأنه يريدني أن أفكر , سألت نفسي وبصمت !
ماذا لو فكرت بصمت وأطلت التفكير ؟
ماذا سأفكر فيه وما الذي سأصل إليه ؟
هل سيكون كما أشاء أم يكون خلافاً له ؟
صحيح إن الإنسان ليس بمستغني عن التفكير لأي ظرف قد يواجهه , ولكن ماذا
لو كان التفكير في مكان ما ولأوقات محدودة , ربما البعض لايجد النجاح فيما يفكر
فيه إلا بعدأن يطول به التفكير , ولكن جسم الإنسان قد لايتحمل تلك الأوقات الطويلة
للتفكير والتفكير هنا ليس مهني أو ماشابه ذلك بل تفكير في الحياة اليومية وفي
مواضيعها الروتينية .
ومن المؤكد إن الإنسان عند تفكيره يريد الوصول إلى هدف ما أو نتيجة يبحث عنها
ولكن لكي نصل إلى هذه النتيجة وننجح بها علينا إختيار الوقت المناسب والمكان
المناسب فالنجاح ليس فقط أن نفكر أو نطوِّل من أوقاته , النجاح في التفكير هو مراعاة
الوقت المناسب وتحديد المكان المناسب للتفكير , بينما النجاح في الهروب من الوقت
الفارغ وما أكثره لدى البعض هو تحويل الوقت الفارغ إلى وقت ذو فائدة بحيث عندما
تجد ذاتك في مثل هذه الحالات عليك بالاستعانة ببعض مايمكن أن يشغل فراغك , كزيارة إلى صديق , أو رحلة إلى مكان ما يستهويك , أو حتى بجلوسك مع أشخاص أو أفراد تتناول معهم بعض الأحاديث المهم أن لاتبقى حبيساً لفراغك .
صديقي حفظه الله ورعاه حتى في أوقات إنشغاله تجده شارد الذهن , تجده يعطي بعض الأمور فوق مستواها الحقيقي , ومن هذا يتولد لدينا شعور أقوى من طاقتنا ويهدمنا ويحول الحياة إلى ملل وطفش كما يقول عنها صديقي وهذا بالفعل نتيجة لعدم معرفتنا لحجم طاقتنا فكل إنسان لديه طاقة متى ما أفتقدها متى ماشعر بالكثير من الأمور التي لايرغب فيها .
ودامت أوقاتكم بكل ماهو جميل فيها .
أخوكم السُّلمي