من خلال دراستنا للإنسان يتضح لنا التبادل بين أداء أي نشاط ومدى تقبل الأجهزة الوظيفية لذلك النشاط ومن ضمن هذه الأنشطة الحياتية المتعددة هو النشاط الرياضي الذي يعد في جوهره عملية التبادل بين الجهد المبذول ومدى تكيف أجهزة الجسم الوظيفية لذلك الجهد .
ويعد حمل التدريب الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها التدريب الرياضي لأنه يحوي في طياته كافة التغيرات التي تنعكس على أجهزة الرياضي الوظيفية نتيجة الشدة والحجم التي تقع على كاهله فضلا عن الراحة التي تمثل عودة تلك الأجهزة جسم الرياضي إلى حالتها الطبيعية أو شبه الطبيعية لحصول التكيف المنشود .
ويعرف حمل التدريب بأنه " كمية التأثير المعينة الواقعة على الأعضاء والأجهزة المختلفة للفرد أثناء ممارسته للنشاط الرياضي " (1)
ويعرفه ( هارا Harra ) بأنه " الثقل أو العبء البدني والعصبي الواقع على كاهل اللاعب الذي ينجم بسبب المثيرات الحركية المقصودة " (2)
ويرى ( ماتفييف Matveev 1981 ) بان حمل التدريب عبارة عن " كمية التأثير والجهد البدني والعصبي والنفسي الواقعة على أجهزة الفرد المختلفة كرد فعل لممارسة النشاط البدني " (3)
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) مفتي إبراهيم حمـاد : التدريب الرياضي – تخطيط وتطبيق وقيادة ، ط1 ، القاهرة ، مركز الكتاب للنشر ،
1998 ، ص39 .
(2) عادل عبد البصير علي : مصدر سبق ذكره ، 1999 ، ص59 .
(3) محمد عثمان : موسوعة العاب القوى ، الكويت ، دار القلم ، 1990 ، ص39 .
ويفرق ( ماتفييف Matveev ) بين نوعين من حمل التدريب هما : (1)
.1 الحمل الخارجي Outer load
وهو قوة المثير وفترة دوام المثير وعدد مرات تكرار المثير الواحد .
.2 الحمل الداخلي Inner load
وهو درجة الاستجابات العضوية التي تنشا نتيجة للحمل الخارجي .
وبذلك فان حمل التدريب الخارجي يتكون من : الحجم والشدة والراحة . فالشدة هي " درجة الجهد العضلي والعصبي الذي يبذله اللاعب خلال أداء كل تمرين أو حركة أو فعالية في زمن محدد " (2) والحجم هو " عدد التكرارات في التمرين الواحد كذلك مجموع التكرارات في الوحدة التدريبية فضلا عن مدة دوام المثير أما الراحة فيقصد بها فترات الراحة البينية والتي تتخلل مرات الأداء "(3) والشكل (1) يوضح مكونات حمل التدريب من حجم وشدة وراحة وبأنها تمثل مثلثا متساوي الأضلاع أي أن أهمية كل واحدة منها لا تقل عن الأخريين .
شكل (1)
يوضح مكونات حمل التدريب
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) عادل عبد البصير علي : مصدر سبق ذكره ، 1999 ، ص59 .
(2) قاسم حسن المندلاوي ، محمود عبد الله الشاطي : التدريب الرياضي والأرقام القياسية ، جامعة الموصل ،
مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ، 1987 ، ص40 .
(3) محمد عثمان : مصدر سبق ذكره ، 1990 ، ص40 .
والذي يهمنا في دراستنا الحالية هي الراحة والتي سيتم إعطاء شرح مفصل عنها وعن علاقتها بكل من المكونين الآخرين .
2-1-2 الراحة – تعريفها – أنواعها
تعد الراحة أحد المكونات الأساسية لحمل التدريب الخارجي والتي يقع عليها عمل التكيف الوظيفي لأجهزة جسم الرياضي الناتج عن كل من الشدة والحجم لذلك فان الراحة تعرف بأنها " تخلص اللاعب من جميع مظاهر التعب الناتجة عن التدريب أو المنافسة السابقة بما يسمح بوصول الأجهزة الوظيفية للاعب لمرحلة ما فوق الاستشفاء ( التعويض الزائد ) وبالتالي إمكانية تحقيق الاتجاهات المختلفة للحمل البدني " (1) بحيث تحتاج عملية الارتقاء بالمستوى العضوي والوظيفي ليس فقط لمدى الاستخدام الجيد لحجم وشدة حمل التدريب بل أيضا للراحة المستحقة ، بحيث يجب العمل على تامين علاقة جيدة بين كل منهما بحيث يشكل هذا المبدأ أهمية بالغة في تامين عملية الارتقاء بمستوى الرياضيين إذ تعد هذه العلاقة إحدى قوانين حمل التدريب ، لذلك يجب توفير الراحة المثالية للرياضي بعد كل حمل يؤديه .
فالراحة هي الفترة الزمنية التي يقضيها الرياضي ( اللاعب / اللاعبة ) بين حملين وتنقسم الراحة البينية من حيث أسلوب تنفيذها إلى نوعين رئيسيين (2)
.1 الراحة الإيجابية : وفيها تستغل الراحة البينية في الأداء الخفيف لبعض أنواع الأنشطة البدنية التي تهدف إلى استعادة الأجهزة العضوية لشفائها والتقليل من آثار الأعراض التي تؤدي إلى ظهور التعب .
.2 الراحة السلبية : وهي تتم بعدم أداء الفرد الرياضي لأي نوع من أنواع الأنشطة الحركية المقصودة بعد الانتهاء من تمرين سابق ويتمثل ذلك في الرقود أو الوقوف أو الجلوس أو الاسترخاء .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) علي البيك وآخرون : راحة الرياضي ، الإسكندرية ، منشاة المعارف ، 1995 ، ص54 .
(2) مفتي إبراهيم حماد : مصدر سبق ذكره ، 1998 ، ص48-47 .
ويذكر ( أبو العلا عبد الفتاح 1996 ) عن أقسام الراحة بأنها تختلف تبعا للهدف المطلوب تحقيقه وفقا لما يلي : (1)
- راحة كاملة : بحيث تستمر لضمان استعادة الشفاء الكامل قبل تكرار التمرين التالي .
- راحة غير كاملة : بحيث يتم تكرار التمرين التالي قبل استعادة الشفاء الكامل وان كانت قريبة منها وفي حدود %90-70 من الزمن الكلي اللازم لاستعادة الشفاء الكامل وتستخدم لتنمية السرعة وتدريب خطط اللعب والنواحي النفسية .
- تقصير فترة الراحة : لدرجة تكرار التمرين بالرغم من انخفاض كفاءة الجسم تحت تأثير التمرين السابق وتستخدم لتدريبات المنافسة والحمل .
- راحة طويلة : بحيث يكرر التمرين بعد فترة تزيد عن أضعاف الفترة اللازمة لاستعادة الشفاء الكامل من مرة ونصف إلى مرتين .
وتستعمل الأنواع المختلفة من فترات الراحة تبعا للهدف من التدريب كما يمكن أن تكون الراحة سلبية بحيث لا يؤدي الرياضي خلالها أي عمل بدني أو راحة نشطة بحيث يمكن للرياضي أداء أنشطة معينة تساعد على سرعة عمليات استعادة الشفاء ويرجع تحديد ذلك إلى نوعية التعب الناتج عن التمرين .
أما ( عصام عبد الخالق 1999) فيعرف الراحة بأنها الفترة الانتقالية بين حملين متتالين وتهدف إلى العودة الجزئية إلى الحالة الطبيعة للجسم وفيها تمارس غالبا بعض الأنشطة ذات الحمل الخفيف حتى تعمل على سرعة استعادة الشفاء دون إضافة تعب أو إجهاد وهي فترة الراحة النشطة ( الإيجابية ) ولهذه الفترة أهمية مماثلة لفترة التحميل ،إذ خلالها يتم تهياه الأعضاء الداخلية وكذلك النواحي النفسية للعمل التالي ، لذا يجب عدم تركيز اهتمام المدربين والرياضيين على فترات التحميل فقط ولكن بخطط التدريب بتتابع فترات الراحة والحمل ويجب تقنين فترات الراحة النشطة بخطة التدريب (2) .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) أبو العلا عبد الفتاح : حمل التدريب وصحة الرياضي - الإيجابيات والمخاطر ، القاهرة ، دار الفكر
العربي ، 1996 ، ص32-31 .
(2) عصام عبد الخالق : التدريب الرياضي ( نظريات ، تطبيقات ) ، ط9 ، الاسكندرية، 1999 ، ص55-54 .