أتصل علي أحد أصدقائي ، وقال لي : أيا صديقي ، أنت تعرف أن أخي (وأخوه هذا أصغر منه و صاحب مال وفير ) يحب الشعر ويذوب في نغماته ، ويرقص على نبراته ، وأنا ألآن بعيد عن وطني ، قد تبخرت دراهمي وتلاشت لأمر سأوفيك به ، فهل تعينني بأبيات أتشفّع بها لأخي ، كي يمدني بإمدادته ، ويعينني بريالاته
فقلت له ، سمعا وطاعة ، إن أردت أن أمدك بالريالات ، أوأمدك بالأبيات ، فهما عندي سيان ، لازيادة فيهما ولانقصان ، فأنت صديق جحجاح ، وشهم عنبسة ، ورجل صمصامه ، وأخوك جبان الكلب ، مهزول الفصيل ، كثير الرماد ، ثم كتبت له هذه الأبيات على لسان حاله كي يبعثها لأخيه الصغير :
ياخالد الخير فديتك قم إلـى *** بنك الدراهم كي تعين حسابـــــي
إني علمتك بالمكارم قائمـــــا *** فارسل من الآلف عشرة ياصبي
واحذر أخي فهذا سر بيننــــــا *** صنه ولاتسعى به نحو أبــــــــي
( ولربما منع الكريم ومابــــه *** بخل ولكن سوء حظ الطالـــــبِ )
وحدثني بعد ذلك، بأن أخاه قام على الفور وبعث له عشرين ألفا من الريالات ، بسبب هذه الأبيات ...
بدر العضياني