يحلم المخرج الأفغاني صادق برماك أن يفوز فيلمه "كمان الرستم" في مهرجان كان المقبل. ويصوره بعيدا عن إستوديوهات هوليود, وسط العرق الذي يتصبب من قميصه القطني جراء البخار الخانق لحمام شعبي في كابل, وذلك في المشهد الختامي لأول فيلم أفغاني من نوعه بعد سقوط نظام طالبان الذي حكم كابل ما بين 1996 ونهاية 2001.
والفيلم الذي تم إخراجه وتصويره كليا في أفغانستان -بطاقم أفغاني لمدة تسعين دقيقة- يحكي قصة فتاة عاشت في فترة حكم طالبان, ويستخدم اللغتين الدارية والبشتونية. وقد حصل الفيلم الذي يتوقع مخرجه أن يتم عرضه في أفغانستان بعد بضعة أشهر, على دعم مادي من التلفزيون الياباني إن إتش كي. كما حظي بنصائح فنية من المخرج الإيراني محسن مخملباف.
ويوضح برماك العائد من المنفى أنه رغم الميزانية المتواضعة, فإن طموحه هو أن يظهر حقيقة فظاعة طالبان, وأن يفهم الناس لماذا على الأفغان أن يبقوا متيقظين لتجنب تكرار التجربة. وأضاف أن الفيلم يوجه رسالة إلى الأفغان وباقي العالم.
وقال المخرج إن المشهد الأول من الفيلم تظهر فيه 875 امرأة, مما يعتبر إنجازا حقيقيا في رأيه, حيث لاتزال النساء حتى بعد عام على سقوط النظام الأصولي بزعامة مرشده الروحي الملا محمد عمر يلازمن منازلهن, ويترددن في غالب الأحيان في الخروج بدون البرقع التقليدي.
أما عن البطلة وتدعى مارينا غلبهاري, فهي طفلة في الثالثة عشرة من العمر. وقد وقع عليها اختيار المخرج صدفة, بعد أن شاهدها وهي تتسول في أحد شوارع كابل. ويوضح أحد الفنيين وهو يرمق البطلة بنظرة عطف ويربت بحنان على شعرها حينما تجهش بالبكاء, عاجزة عن تذكر ما عليها أن تقول في المشهد الختامي "أن مارينا تخشى أن تضطر للعودة إلى حياة التسول".
يذكر أن حركة طالبان حرمت بشكل كلي لنحو ست سنوات الموسيقى والرقص والتلفزيون والسينما, كما حظرت على الفتيات الذهاب إلى المدرسة والعمل.