الإخوان وتفريخ الجماعات التكفيرية :
ومع وجود قيادة للجماعة منغلقة على نفسها ، ولا تمتلك لا الكفاءة الفكرية ولا التنظيمية التي اعتاد عليها الإخوانيون .
ومع بروز قيادات من الكوادر الوسطى اكتسبت في ظل ظروف محددة بعضاً من وجود جماهيري . وهي قيادات قدمت إلى الجماعة من صفوف " كرة الثلج " التي ولدها سيد قطب . أي من صفوف الجامعات الجهادية كما يسمونها . دخلوا الجماعة شباناً [ طلاباً أو خريجين جدداً ] صعدوا خطوة أو خطوتين ثم .. كفى.
فالحصون العليا في قيادة الجماعة محصنة لا يمسها إلا " المقربون " ابن المرشد المؤسس وابن المرشد التالي . أما هؤلاء الغرباء فلا مكان لهم في قمم القيادة الإخوانية .
ثم بدأت القيادة تلعب لعبة غريبة . تورط قواعدها ولا تتورط هي . هم يسجنون وهي تنجو .
ولعل الأمن قد أسهم في هذه اللعبة ربما [ أقول ربما ] عن وعي .
الأمن يقبض على الكوادر الوسطى ، يحاكمها ، ويسجنها ، بينما ( القيادة ) تعيش في مأمن .
ويبدو غريباً . وربما مريباً أن يقبض على مئات من أعضاء القيادات الوسطى الإخوانية بتهمة الانضمام إلى الجماعة وهي تنظيم محظور ، وتكون الأدلة كتابات ومطبوعات إخوانية كتابها ومؤلفوها من أعضاء مكتب الإرشاد الذي يعيش حراً طليقاً ، بل ويعلن أعضاؤه عن مواقعهم في الجماعة .
فالعضو يسجن لأنه يشتبه في أنه منضم للجماعة ، بينما الأستاذ مصطفى مشهور كان يعلن في كل يوم أنه المرشد العام .. والمستشار مأمون الهضيبي يعلن وعلناً أنه نائبه.
هذا المنطق المفتقد أثار حفيظة الكوادر الوسطى ، خاصة وأن المواقع القيادية قد حجبت عنها قصراً .
وأن الجماعة تفتقد أي شكل من أشكال الديموقراطية ـ زعموا ـ ، فأية ديموقراطية مع من بايعته " أميراً " أو " مرشداً " . بايعته " على السمع والطاعة في المنشط والمكره " ، ومن تلقنت دوماً أنه يتحتم عليك أن " تطيعه وإن ضربك على ظهرك وبطنك " ؟
وأية ديموقراطية فيما أسمي ببيعة المقابر ؟ حيث وبشكل مفاجئ بويع مصطفى مشهور مرشداً للجماعة خلال مراسم دفن المرشد السابق .. بايعه المشيعون دون ترتيب ، ودون احتراز من أن يكون المبايعون لا يمثلون الجماعة تمثيلاً حقيقياً . أو حتى لا يكونون أعضاء فيها .
وأية ديموقراطية مع مرشد عام هو واحد من الرعيل الأول لمؤسسي الجهاز السري الذي يفرض طاعة مضاعفة ، وخضوعاً لا نقص فيه .
وهكذا بدأ التململ في صفوف الكوادر الوسطى ، وظهرت تداعيات جديدة .
إنشقاقات من الجماعة بعضها أسمى نفسه " حزب الوسط " [ تحت التأسيس ]
والآخر " حزب الشريعة " [ أيضاً تحت التأسيس ] .
وآخرون كثيرون .. متمردون صامتون ، أو منسحبون دون ضجيج ، أو يستعدون لذات الشيء .
لكن التداعيات ومهما حاولت أن تتزين تبقى مفعمة بثوابت الأصل . مثله ، مثقلة بكل نوازعه وكل مقولاته الإرهابية . وإن تزينت أو تجملت أو حاولت .
ونعود لنؤكد ما كررنا من قبل أن الإرهاب يبدأ فكراً . يبدأ بفكرة خبيثة متأسلمة ، لا تلبث أن تقتاد صاحبها أو متلقيها خطوة خطوة في طريق المفاصلة مع المجتمع ، أو مع كل مختلف معه ، ويصبح الآخر هو العدو ، وبالضرورة الكافر .. الذي يجب جهاده أو أن يقام عليه حد الردة .
إن جميع ما سيق هنا من كلام القوم ، لم يفتر عليهم ، ولم يتقول عليهم ، ولم يحمل كلامهم ما لا يحتمل ، ولم يلحق بهم ما يتبرؤن منه ، إنما هو شهادتهم على أنفسهم ، ومن أفواههم ندينهم .
وهذه بعض المراجع ـ الإخوانية ـ لمزيد من عفن القوم وإدانتهم لأنفسهم :
1 ـ ( ذكريات لا مذكرات ) عمر التلمساني .
2 ـ ( التنظيم مالخاص ) محمود الصباغ .
3 ـ ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) محمود عبدالحليم
4 ـ ( حصاد العمر ) صلاح شادي
5 ـ ( الشهيدان حسن البنا ، وسيد قطب ) صلاح شادي
6 ( النقط فوق الحروف ) أحمد عادل كمال
7 ( التاريخ السري للإخوان المسلمين ) علي العشماوي
يتبع............