عجبا لك يارفيقي ، وويحك ياصديقي !!! أتسئلني عن الشعر ؟ !!!
الشعر مطلب جميل ، ومنهج نبيل ، يشفيك ويغنيك ، ويرويك ويكفيك ، تسمعه فتطرب ، وتقرأه فتجذب ، له في الصدور حلاوه ، وفي النفوس طلاوه ، كأن كلماته روض وبستان ، ومعانيه زهر وأفنان ، إذا أردت أن تعبر عن جماله تعجز ، وإذا هب عليك حسنه تهتز ، ينبثق النور منه ساطعا ، وينتشرالعبير فيه رائعا ، يكسب القول فخامة وألقا ، ويضفي عليه بهاءاً ورونقا ، تستعطف به الكريم ، وتستميل به اللئيم
وإذا نظرت إلى مفاتن حرفه *** برقت كبرق العارض المتهلل
جواب إذا أردته حاضر ، ورد إذا احتجته ناضر ، يكفيك عن إسهاب من القول ، ويغنيك عن حواش من الحديث ، له تأثيرات مثيره ، وعبارات منيره ، يقلب الموازين قلبا ، ويعكس المفاهيم عكسا ، حسنه حسن ، وقبيحه قبيح ، فيه مكارم الأخلاق نقية ، وبه معالم الأفاق بهية ، يسخّي البخيل فيصبح حاتماً ، ويشجع الذليل فيكون عنتراً ، ويرفع النفوس إلى العلياء ، وينزل الرؤوس إلى الغبراء ، ضرباته موجعه ، ووخزاته مفجعه ، إن شاء فوق الثريا رفعك ، وإن شاء تحت التراب وضعك ، يرجك رجّا ، ويهزك هزا ، ويجعلك لاتساوي هباءاً منبثا
.
هو السحر إلا أن للسحر رقية *** وإني لا ألقى لها الدهر راقيا
فلو طال بي المقام ، لأتيتك بكلام من بعده كلام ، عن أثره وتأثيره ، وسبكه وحبكه ، وأحزانه وسلوانه ، عن قومٍ هيّجهم ، ورجال سيّرهم ، ونساء زوّجهن ، وفقراء أغناهم ، وأهل عشق قذف في قلوبهم لوعة ، وعن أفعاله و أقواله ، و صولاته ، و جولاته ،و كريمه وشريفه ، و مجونه وجنونه ، أحببته حباً جمّا ، وفرجت به همّا ، إن حزنت غنّيته ، وإن سئمت أنّيته ،
أكتبه وأعرّفه ، وأردده وأحرّفه .
إني وكل شاعر من البشر *** شيطانه أنثى وشيطاني ذكر
بدر العضياني