::
الجزء الثاني..
كابوسُ من الرعب،المرارة،الفزع ، الخوف..
جثم على صدر ذلك البيت قلقُ مستمر على مستقبل طفلة واهٍ
آهـ
ولازلتُ ألوذُ بالصمت أصمُ أذنيَّ عن كل هذهِ المهاترات..
أنطويتُ على نفسي..
عشتُ بعيداً عن عيون الناس..
كي أتجنب همساتهم وأتلافى نظراتهم..
وقعتُ فريسة تحت تأثير مجموعة من العقد النفسية..
التي خرّبت ودمرت وعصفت بحياتي
رفضتُ الأكل والشرب..
خشيتُ الرجال..
شرخُ عميق بداخلي..
وأسئلة عميقة / عقيمة تقتلني..
وسؤال مرّ..
لازال يترنح في شفاه أضناها العطش وأعياها الوجع..
كيف غاب الضمير..؟؟
ولِمَ.. أنا بالذاات..
لازلتُ مُحاطة بإكتئاب.. بداخلي صخب يغلي..
طوفان من الحنق والحزن معاً..
مُلئتُ بذكرى الشر..
أشتعلتُ بلهب أوجاعي اللا متناهية..
لازال صدى تلك الليلة معسكراً في وعييّ
أب مخذول، أم مطاطأة الرأس
أخواتي..قمر وسحر..
أبعد ماتكونان عني
وعبدالله آهــ..
ليتهُ يعود..
مُدللي ، حبيبي، أخي الغالي..
لوكان هنا لما ضاقت بي دنيايّ الآن..
ساعاتُ طويلة أناجيه أحادثه أخاطبه وكأن الحديث بيننا حياً
وكأنهُ قبالتي أبثهُ وجعي..
ويُقبّل بعدها جبيني ويمسح على رأسي..
لا لُيتمي بل رحمة بطفولتي المُعذبة..
أخي الغالي..
من البعيد البعيد
أحادثك عُد فـ صغيرتك عانت الأمَّرين..
أخاطبك من وراء المسافات، من خلف قضباني التي سورني بها زمني القاسي
والتي طوقتُ بها ذاتي
أناديك فهل تسمعني..؟
عُد..فلم أعد طفلة.. لم أعد طفلة..
أضمُ صورته فأنخرط في بكاء عميق
ويعلو نشيجي وأنا أقول له تعال تعال..
تعال لتزحزح آلامي ولتقذف بعاري بعيداً عني
أحمني من حرّ ناري..
:
لاحيلة لي فقد ضعفت قناعاتي..
فقدتُ ثقتي في العالم بأسره
ولم يتبقَ لديّ سوى بقايا من أنوثة..
لساعاتُ طوال..أنكمشُ على نفسي.. وأشدُ ملاءتي التي حتى هي لاتقيني من البرد..
تتساقط دموعي مدرارة..
علّي بها أعتصر الخوف الساكن في كياني..
وفي غمرة يأسي..تذكرتُ أسباب رحيله..