تهكم الناقد
شاء لي الرحمن حينٌ، القعود عند فوهة بركان أتلمس حرِه وناره وكل غليان .. ففي حين تنفجر ثغرة
فيطلق الحميم قذائف من نار في كل اتجاه تصيب وتدمر ليعمّ الرماد..
وبعض حين..أشعر بثورته واستعاره داخل الحميم
لكنه ما يلبث حتى يهدأ ويخمد في جوف بركان.
وبهذا أصل لحد المبالغة في وصف ناقد قد لا يرتضي قولي،
وقد يزداد إصرار وفوقية وتعاليٍ .. وقد وقد ..
وهذه صورة حيّة لما يحدث في دراسة ناقدة..
أو كما يقولون انطباعات شخصية ليتها تَدُس السم في السكر
وإنما تبث السموم عيانا بياناً وبكل إصرار
فيحدث ما يحدث من كاتب معاند ومصر على ذاته.. فينقم على النقد والنقاد، ويتمرد محاولاً الخروج عن المألوف ليكون الظهور بسبب سفاهة قول أعجب الكثيرين ممن يحبون أسلوب التبجح والفضيحة فيشتهر ويصبح كاتباً متميزاً، في حين أنه لا يفقه شيئاً في المعاني الحقيقية ومعنى الكلم
هذا هو كتابنا ونقدنا في الغالب، وهم أغلبية الموجودين من الأقلام الواعدة في الميدان...فالناقد أو الناقدة وقبل الموضوعية في الحكم والرأي، يؤلف كتباً في التهكم والسخرية والمجازات والاستعارات الساخرة مستعرضاً عضلاته في المعاني القوية والطلاسم الخفية في وصف ما قرأ وما لمس وبخاصة إن كان الكاتب امرأة، ومن ثم تبدأ مناصرته من أصل الشللية والفوقية تأييداً.. وهكذا نرى ساحة من التهكم حتى يلتقط الكاتب أنفاسه الأخيرة عند آخر كلمة يلفظها الناقد دون موضوعية.. وبهذا يكون الناقد خدش وجرح ودمر مبدعاً حملته الدنيا سعادة لأنه ألف شيئاً أو أبدع في شيء .. حتى وإن كانت تلك وجهة نظره هو فذاك شأنه..
ويقولون نحن لا نمس ذاتية الكاتب وإنما نقدنا على ما كتب..
ويقولون أين نحن من العالمية..
ويقولون نحن شعب مثقف ..
ويقولون ويقولن ..
والنهاية إنصراف القارئ العربي للمترجمات بحثاً عن المتعة الحقيقية في ساحة من خيال واسع وأفق يجُرك شوقاً بالسهولة الممتنعة من المعاني والأساليب السهلة البسيطة التي تعينك على الإبحار في عالم آخر غير عالمك..وكأنك في رحلة ممتعة تحملك على مهب الريح محلقاً في سكون .. فكثيرٌ من العامة يميلون للقراءة ويسهرون عليها الليالي..
في حين أن هناك طبقة من المثقفين وهي قلة تبحث عن الغريب المعقد المطلسم ومادون ذلك لا يستهويها..وكأنهم علماء أثار جالوا البلاد لاكتشاف كل منقرض ومعدوم ويقلولون ذاك هو الأدب
أما والكاتب الجيد هو من يكتب للعامة وكل من فتح كتابه علم ويسعد بما قرأ ويقرأ.. والأهم أنه يفهم ما يقرأ .. لا أن يُعيد القراءة مرات ومرات وليته يصل لمعنى
لأننا وفي حد اعتقادي لا نرتقي بمعنى الأدب والرواية والقصة القصيرة لنصل إل حد المسائل الجبرية والإحصاءات والتي يلزمها عالم رياضة لفك رموزها.. فلنتصور رواية كلماتها
حب +سم+ اسمنت + ولد= رومانسية على عمارة
لغز نود فكه في قصة لتصبح مواكبة التحديث
أو هسٌ وسحبٌ وسحلية وسحابة صيف .. غرابة وقوة معنى ولفظ..
ومنطق وعلم وفلسفة لابد أن يدرس ..كلمات مبهمة وطلاسم لم ينزل الله بها من سلطان..
والسؤال: أين كل تلك التعقيدات في المترجمات والكتّاب الأجانب المخضرمين والمشهورين.. ؟
بالطبع لا أصل لها ولا عنوان إلا ما ندر
لذا وصلوا للعالمية
إخوتي النقاد والواعدين هم كثر وعلى أيديهم نرى العجب
..بالطبع إلا من رحم ربي..ومنهم النقاد المعروفين والمخضرمين والذين يعون معنى كلمة نقد ودراسة..وهم أساتذتي والذين افتخر بهم ذكراً وبكل ما يقولون
أقول كما قال أحدهم لا تشنقوا المبدعين.. ولننتقي الألفاظ الطيبة في مسمى النقد، وفي الرداءة قبل الحسن، حتى لا نُحرج الكاتب وننقده بالهون..
ولنبحث في نقدنا عن الجيد ولنستمتع أولاً كقُراء لذات المادة ومن ثم ننقد بموضوعية بحتة ولا داعي للتهكم والتجريح.. فليس على الكاتب أن يكون ناقدا دارساً لكل قواعد الأدب واللغة العربية ليكتب رواية أو أي مادة أدبية معروفة ..
ثم أنه وفي علم البرمجة اللغوية وعلم الإيحاء يجب وحين نود توجيه شخص لبعض أخطاءه أن نبادر بالحسنات فيه وبما لديه من جماليات وحسن.. ومن ثم وبطريقة غير مباشرة نبدأ بقول كل رديء سواء في الأدب وغيره
على ألا نفصل الحسن بالرديء بقول لكن أو كلمة بس.. لأن لكن وبس
وفي العقل اللاواعي تمحو ما قبلها.
لذا وبعد الطيب من القول نتبعها بقول التمكن أو الإضافة أو أي قول ينقله من سعادة المديح إلى النزول وفي هوادة ليتقبل النقد ويضع يده على مناطق الرداءة فيما يكتب، وبكل نفس راضية
وهذا هو اعتقادي ورأيي كناقدة إن أحببت، بقولي ولتتمكن من عملك جيدا و لتحسن وضعك في جهة ما يجب عليك أن تفعل كذا وكذا..
والأجدى وبعض الموضوعية يكون التبني إن كان الكاتب جيد إلى حد ما، نتبناه كنقاد وندله على الحسن من النقد والقول حتى يظهر ويكون على دراية كاملة ليصل..
أما والمؤسف.. نرى هذا التبني والجهود المبذولة في ما هو محرم ماجن.. كما يحدث الآن وعلى الفضائيات من تبني مجموعة من الشباب لشهور عدة فيما قد حرم الله
كاستار أكادمي.. وسوبر استار.. ومؤخراً الأبوم . وقسمة ونصيب
وما خفي كان العجب في التبني لنشر الفسق والفساد....؟!
ولا يوجد برنامج أوحد جدي يتبنى من أجل إحياء الكلمة ومعنى الأدب ..!
والأدهى وفي بعض حين ينفرد الناقد بالكاتب في حديث محبب بعيد عن معنى النقد ودراسته.. وما أن ينتهي الحوار، حتى يرتفع صوته فاضحاً تلك المجالسة وقد أخذ ما أخذه من الكاتب بالحيلة للتشهير بما لا يرضيه من القول، وبيان جهله في مواضع ليس من الضرورة على كاتب معرفتها.. أي تصيد أي خطا أو جهل ليظهر للزملاء على حساب الآخر أنه ناقد جيد وعلى علم ودراية بخفايا النقد وعلومه..وهذا على سبيل المثال لحادثة حدثت أمام عيني .. تصيُد خطأ وفوقية.
والعفو ممن قرأ موضوعي ..
فالقول قولنا والطلب طلبنا كنقاد
( يجب أن تكون الروح رياضية في تقبل كل جيد ورديء لنرتقي .. )
لذا وكما تعودت منكم وبروح رياضية أتحدث وكلي ثقة بأن روحكم رياضية أيضاً في تقبل رأيي وانطباعي الشخصي من خلال مارأيت حين حضورى بساحات النقد ..
لأننا وفي النهاية نبتغي البناء والكلمة الطيبة منا وإلينا سواء في النقد أو الكتابة أو القراءة..وغيرها
بالطبع هذا الكلام إخوتي ينطبق على كل من أراد النقد سواءً في الأدب وغيره
وأهم المهم أن يكون على دراية تامة وخبرة فيما يدلي به وليست لمجرد الفوقية والغيّرة والظهور
وبخاصة في المنتديات
دمتم بمودة
حيتم إخوتي وأحبتي في الله
لكم ودي
أختكم
سلوى عبد العزيز دمنهوري
نُشر في عدة مواقع