خسران وزجته "خساره"
وأبنهما "خُسر"
عائله صغيره تسكن على ضاف نهر من بترول مصفى سائغ وقوده للمستهلكين .
كان حلم أن يبني بيتاً على ضفة هذا النهر منذ أن كان ابويه على قيْد الحياه
فهو كان يعيش معانات ابيه (مبين) الذي لايملك بيت ويسكن
في بيت بالإيجار المنتهي "بالتفليس".
في أخر كل سنه يقدم الأجر وإلا سوف يطرد شر طرده كونه في مجتمع إستغلالي هدفه الوحيد
والأسمى قبل الإنسانيه بمراااااحل كثيره هو الربح !
كان يقول لأبويه سوف أكبر وأبني لكم منزلاً يجمع شملنا وينهي تنقلاتنا من بيت إلى آخر
وسوف نقول للعقار وأهله وداعا بلا رجعه.
إنتقل إلى جوار ربه (مبين)ابو خسران ومن ثم أمه وهكذا
هي سنة الحياه وسنة رب الخلق في خلقه
خسران بعد أن تزوج "خساره" ورزق" بخسر"
قرر أن يحقق ذلك الحلم الذي كان يراوده وهو أن يبني منزلاً
ولكن تذكر أبويه ..!!
هل يحقق جزء من حلمه ويترك الجزء الآخر ..!!؟
ولكن سرعان مايجد خسران لهذه الأمور حل مناسب
تذكر أنه يستطيع أن يبني منزلاً لإسرته ولأبويه
فقرر أن يبني لإسرته منزلاُ
ولأبويه مسجداً كي يكون بذالك قد بنى لهم بيتا في الجنه
سعى جاهداً خسران على تحقيق ذلك الحلم جمع شيئاً من المال ولكن لايكفي لأن يكون قيمة
شراء قطعة أرض ولو في أسوأ مكان على ضفتي ذلك النهر وكل ماتقدم به العمر يجد
أنه ينقص هذا المال نظراً لإرتفاع كافة متطلبات المعيشه
شكى خسران الحال على صديقة له يسمى "أطعني تخسر " فقال له هات مالديك من المال
فهناك تاجر سوف يتّجِر بهذا المال ثم يعيده لك أضعاف مضاعفه وفي وقتٍ وجيز
تردد خسران ولكن كان صديقه ملح عليه وبشكل كبير واصفا إياه بالغبي والمتخلفْ
ان لم يعطي هذا التاجر ماله
بعد تفكير عميق قبل خسران هذه الفكره ولم يسأل كيف سيتم الإتجار بالمال ولم يسأل
عن حلاله من حرامه ولاحتى عن أي ضمان ! والسبب صديقه الذي كان ملحًا عليه
مرّالشهر الأول وأتى خسران يجني الأرباح فكان هناك مالا وفيرا لا يكاد أن يصدق
جلس مع نفسه ذات ليله واخذ يحسب مستقبل أمواله فوجد انه إن إستمر على هذا الحال
سوف يبني منزلا لإسرته ومسجداً لأبويه ويبقى هناك فائض
كبير من المال وكان خسران كالعاده
يجد الحل وفي أسرع وقت قرر أن يبني بالمبلغ المتبقي بيتا لإسرته ولكن في الجنه
وذلك ببناءه لمسجد آخر ليخرج من هذه الليله وهو قد بنى قصراً كبيرا في الدنيا
ومسجدين كبيرين يتسعان لآلاف المصلين
وقبل أن يخرج فكر قليلا وقال : لماذا لا نضاعف هذا المبلغ كي يتضاعف لنا الربح
ولكن لم يجد طريقة للمضاعفه إلا مجوهرات زوجته "خساره"
فاتحها في الأمر وذكر لها إمكانية أن تتضاعف هذه المجوهرات وأن ينتهي عصر الذهب
والفضه وتتقلد الألماس إن منحته الضوء الأخضر ليبتاع مالديها من مجوهرات
لم تكن خساره إلا زوجة مطيعة لزوجها الطموح !
ذهب خسران في منتصف الشهر لهذا التاجر واعطاه قيمة بيع المجوهرات وقال هذه مع
سابقتها وقفك الله وبسط في رزقك ( دعاء صادق من قلب صادق )
لم يعلم خسران أن هذا التاجر ليس إلا سارق مغلف بمشلح وعمامه لايلبسها إلا التجار
لينتظر خسران حتى انتهى الشهر الثاني
ذهب مسفهلاً ومستبشرا بربح سوف يجنيه وهو في الطريق كل من يراه محتاج يقدم له شيئا
من مالديه من مال بل ويكون اشد سخاءً في العطاء حتى وصل باب ذلك التاجر
اراد ان يطرق الباب فإذا بالغبار قد كسى ارجاء الباب فلا شيء يوحي للحياه خلف هذا الباب
وراى الباب به رضوض ومحاولات تكسير عاد وتذكر صديقه " اطعني
تخسر "
رن على جواله وهو من نوع " آه 73" وإذا بإم صديقه تجيب على النداء
سأل عن صديقه وإم الصديق تبكي وتقول إبني في المستشفى
خسران فجع وقال لماذا ؟؟؟؟
ماذا حل به .؟!
أمه تقول خير إنشاء الله ولكن ذلك التاجر لقد أخذ مالاً من ولدي وذهب به دون أن يعيد شيئاً منه
خسران زادت عليه الفاجعه , ذهب إلى صديقه في المستشفى وراى اناس كثيره على الأسرة
البيضاء كل يقول أين اموالي اين إختفى التاجر من كان وراء إختفاءه ..!!
دخل وتوغل قليلا في ممرات المستشفى رأى هناك أناس قد إعتراهم جنون فمنهم من يقطع
الورق الأبيض قطعا مستطيله ويقول هذه اموالي ويحتضنها , وهناك من يقول سوف أتزوج
جميع الطبيبات لان لدي اموال كثيره ,وهناك من يحتضن صديقه ثم يعض إذنه بقوه
ثم يصدح بصوته " هل راى الحب سكارى مثلنا" فيقول
صديقه " تدري علي بعدك عذاب وفي قربك عذاب "
هكذا حال المجانين نسأل الله ان يلطف بهم فهو اللطيف سبحان
دخل خسران ولازال مندهشا مما يحدث حوله حتى رأى صديقه "اطعني تخسر" على السرير
نائم على ظهره سأله عن الذي حل به
سكت كثيراً ثم اجابه وأخبره بأن ذلك التاجر لم يكن في الأصل إلا لص وسارق
وان جميع الأموال قد ذهبت وان جميع من شاهدهم من مجانين ومرضى قد كانوا ضحية تلاعب
هذا التاجر ونهب أموالهم
تقبل خسران هذا الخبر بكل روح رياضيه (روح متصنعه وإلا ماخفي من الجنون والهستيريا
كان أعظم)
وقال لصديقه :
لماذا كل هذا الجنون والمرض في الناس ..!!
الدنيا متاعها زائل ..!! (( بدأ خسران يتذكر الآخره بعد ان خسر في
الدنيا ))
قال له صاحبه وهو يحاوره : ألا تلعم أن حب المال مقدم
على حب الولد في هذه الحياه ,
كما قال عز وجل في محكم التنزيل ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )
أنتهت هذه المحاوره والجميل فيها انها إنتهت بإتفاق من كلا الطرفين أن لا أمل في عودة شيئا
من اموالهما .
عاد خسران لإسرته ماذا يقول لزوجته وكيف يبدأ بالحديث معها
وما إن بدأ في مقدمه تذكيريه بالآخره وان نعيم الدنيا نعيم زائل
حتى رن جهاز خساره الجوال ذهبت تكلم صديقتها في الغرفه وإذا بها
تخبرها عن هروب هذا التاجر فعادت لزوجها خسران وبيدها سوط
علم خسران ان الخبر قد وصل إليها فإنتهى من الحديث والوعظ
واخذ أقرب الأبواب فكاكا من المنزل لكي لا يناله سوط عذاب
وخرج من هذا المنزل المستأجر!
بعد أن طردته زوجته التي كانت تتكفل بدفع رسوم السكن !
تبخرت كل احلامه فلا منزل ولا مسجد ولاآخر ولا زوجه
أخذ خسران إبنه خُسر كي يعظه فيبدو أنه تعلق كثيْراً بالآخره بعد أن فقد الأمل في الدنيا
فلازوجة تريده في الحياة الدينا ولم يبقى لديه إلا أن يفكر في الحور العين .
ولم يبقى له قرضا يتضاعف في الحياةالدنيا وبقي له فقط أن يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه
له فكل قرض حسن يتضاعف كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبه
ولا بيتا يستطيع بناؤه ولم يبقى له إلا أن يقول ( ربّ إبن لي عندك بيتاً في الجنه )
فقال لإبنه وهو تارة يحدثه و يعضه في أذنه وتارة يصيح ويعضّه في اذنه ( قل ماعند الله خير وابقى)
ليلحق بسلسلة المجانين الذي شاهدهم في المستشفى
كانت هذه الأسطر تخلد لنا سيرة رجل ولد عاقل وسيموت مجنون ألا إنّه []الخسران المبين[]
ويبقى السؤال
كم يعيش على هذه الضفاف من
1ـ الرجل الخاسر "خسران "
2ـ التاجر "السارق"
4ـ الصديق "أطعني تخسر"
3ـ الزوجه "خساره"
جعل الله لكم نصيبا من الدنيا والآخره
وسلام منه ورحمة ومغفرة ومتاعٌُ خير لا متاع غرور