[align=center]قد زرت الوزير في رحلة مضت زيارة في كون الفكر أدبية ، وقد سلكت طريقه الحرفي السحري الذي سخره بإبداعاته الفريدة ، ووطأه بعجائبه الفاتنه ، ودخلت قصر حروفه ، وجلست في إيوان شعره ونثره ، وقلت له ياسعادة الوزير ، ويا أيها الأديب النحرير ، هاأنا قد أتيتك بطائرات إعجابي ألتي سحرتها بنفثك في عقد الحروف سحراً يجرّ عشاق الحرف نحو بلادك الساحره ، ليستمتعوا بسياحة فكرية في بساتينك العبلة من الثمار ، والريانة من الطرب ، والفواحة من النشوة ، فها هي ياسعادة الوزير عصا حروفك قد أحدقت بي أيما احداق ، والتهمت حبال وعصي إعجابي وإمتاعي ، فاصبحت أهيم في إثرها ، شعرها ونثرها ، هيام الظمآن إلى الكلمة الآسرة الرقراقة في صحراء الكتابات المرمضة الجرداء ، قد شفّه غث الكلمات ، وأسقمه هزل العبارات ، يتطلّع بطرفه ذات اليمين وذات الشمال ، إلى أن سقط البحث به على سعادتك .
فيا سعادة الوزير ، هات ماعندك هات ، ليتألف مني الشتات ، فهاهي عيوني ، تطير إلى حروفك لتظهر جنوني ، وهاهو سمعي ، يتصل بكلماتك ليثير طمعي ، وهاهو قلبي ، يتبلتث مع عباراتك ليسرع بجلبي ، فها أنا يا سعادة الوزير قد نمقت لك أسئلة ، لتصرعها بالأجوبه ، وجهزت لك عبارات لتدمرها بأبيات ، فهيا نبدأ الحوار ، ونقضي الأوطار:
سعادة الوزير : من الدبلوماسي الحقيقي ؟
الدبلوماسي الحقيقي هو الذي يبدو كاذبا حتى حين يصدق .
سعادة الوزير هناك من يمدح الشهرة ، وهناك من يشتمها ؟
الذين يشتمون الشهرة هم الذين فشلوا في الحصول عليها .
سعادة الوزير : مارأيك في الفضائيات ؟
الفضائيات ، الفاضيات ، مالفرق
سعادة الوزير : يقول عمر بن كلثوم :
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما *** تخر له الجبابر ساجدينا
صحيح وأنا اقول :
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما *** حولناه الى حليب العلب
سعادة الوزير : ما الشعر ؟
الشعر مشاعر عادية ، تقال بكلام غير عادي .
سعادة الوزير : إذا أظلم ما حولي فهل العن الظلام ؟
بدلاً من ان تلعن الظلام ، سدد فاتورة الكهرباء .
سعادة الوزير : كيف كان اللقاء الخجول ، والوداع العنيف ؟
اللقاء الخجول كان جنونا *** والوداع العنيف هذا جنون
سعادة الوزير :هل يرجع ذاك الموعد ؟
هو موعد هيهات يرجع مثله *** في عالمٍ هو للتعاسة موعد
سعادة الوزير : التشكي الى الصغراء ذله ؟
ظمآن جن لهيب النار في شفتي *** وما شكوت الى المستنقعات ظما
سعادة الوزير : كيف أنت والليالي ؟
تقلدتني الليالي وهي مدبرة *** كأنني صارم في كف منهزم
سعادة الوزير : هل يتحول الحرمان ؟
حملت إليكِ حرمان الصحاري *** فكيف احلته ريّا وخصبا
سعادة الوزير : الحسن فوق حدود الوهم ؟
ماقيمة الحسن إذا لم يكن *** فوق حدود الوهم فوق الرجاء
سعادة الوزير : هذا خليجنا ؟
أعيذ وجهك أن تغزو ملامحه *** رغم العواصف إلا بسمة الظفر
سعادة الوزير : تنهش تنهش فينا الكلاب ؟
وتنهش تنهش فينا الكلاب *** ونقنع أنا هجونا الكلاب
سعادة الوزير : هل الشيب أن تفقد الألوان نضرتها ؟
ما الشيب أن تفقد الألوان نضرتها *** الشيب أن يسقط الإنسان مندحرا
سعادة الوزير : ماتقول ؟
أأحبتني ؟ أم كان ماكان نزوة *** وللغيد أحوال وللطيش موسم
بدر العضياني[/align]