تعاقبت إشارات سير القيود
[align=right]من أخضر متألق زاهر
ألجم ألسنتنا طويلا....
ودمّر نفوس الأمل دهرا[/align]
[align=right]إلى أصفر قاتم يميل للبرتقالي ...
فأشعل حياتنا...
ألهبها...
فجّر براكين الحرية وحطمها...
زلزل صواعق الأحلام وأرسلها إلينا...[/align]
[align=right]ثم انتقلت إلى جمر ملتهب...
وحديد صامد ..
لا وربّ كل منزّل ..
إنه لبرونز قاس...
قّيد مشاعرنا عن الحب...
ويدينا عن كتابة مامرّ بنا...
وأرواحنا فأنساها كل معاني الرحمة...
وأجسادنا فأتعبها...
أرهقها...
أماتها...
فتألقنا بالقيد كألماس خام...
لايتكسّر..
لاتنحني هامته...
حاولنا المقاومة...
فشلنا...
كسرنا إذا بنا قُيدنا...
كيأجوج ومأجوج خلف سور بناه ذو القرنين كلما فتحو ثقبا إذا هم يعودون كما كانو....[/align]
[align=right]فانقادت أقدامي...
لباب مقبرة أشعلت شموعها...
فارتميت بين توابيت مقفلة...
وأصوات مزعجة..
ورؤى مخيفة...
وصرير رياح خافتة...
اترتميت وبكيت...
فإذا كل ميت قد تقلب...
ومن أنيني قد توجّع...
وعلى صراخي قد تمنّى لو تقطّع...
وفي أوج انهياري انطفأت تلك الشموع...
فركضت خلف لهبها....
حافية...
متقطعة الملابس....
دامية القلب....
متحجرة العينين...
أرنو لها...
لضوئها...
لشيء علّه يضيء حياتي...
لكن كنت قد وقعت....
في ظلمة قد حفرها القيد لي....
وبؤس قد خطته الأيام...
فإذا بتابوتي قد أُغلق عليّ....
فارتميت فيه...
بكيت بلا دموع...
ونحت بلا صوت...
واختنقت بلا يدين...
رفعت يدي للغطاء لأزيحه...
فإذا بثقله يزداد...
انهرت
استسلمت...
والظلمة الحالكة قد تألق نورها....
وقيود الأيام قد ازداد جمرها...
وجمال الأحلام قد انطفأ أملها ....
وانقبرت في تابوت الأيام....[/align]