[align=center]
رحلت وذكراك خالدة في روحي ، وانتقلت من الدنيا وصورتك باقية في ناظري ، ياجدّي مازلت حاضرا في غيابك ، ، ومقيما في رحيلك ، إنني ياجدّي أستعيد أيامك الجميلة التي مابرحت معلقة أمامي ، فأغيب فيها كي أتصل بلحظات وجودك بيننا ، فأراك واسطة مجلسنا الناضر من نضرتك ، وقمر سماءنا البهية من بهاءك ، أرى بسماتك اللطيفة وهي تسري إلينا لتسعدنا ، أرى خُلقك الجميل وهو يمتزج بأجواءنا ليؤنسنا ، أرى وجهك المشرق وهو يُسيل النور علينا ليطربنا ، أرى حركاتك وسكناتك ، أرى ذهابك وأيابك ، أرى جودك وكرمك ، أرى عطاءك وبلاءك ، أرى قلبك الكبير ، أرى حبك الغزير ، أرى رحمتك ، أرى دمعتك ، أرى عطفك ، أرى لطفك ، أرى وأرى وأرى ، أراها ولكن في صورة شعورية ممتلئة بحب وحزن ، وشوق وألم ، وبكاء ودموع ، بعدما كانت حقيقة ماثلة أمامي ، أفزع إليها حينما تضيق أرضي لتبث في أعماقي أرتياحاً يفتح آفاق نفسي ، وأسكن إليها حينما يضطرب كوني لتنشر في داخلي هدوءاً يشرح معالم روحي ، أراك فيها ولكن من وراء الدموع ، وأشاهدك ولكن من خلف الألم ، فعذراً ياجدي عذراً ، هاهو حبك يفيض من عيني ، وبيانه أعرب من بياني ، ولسانه أفصح من لساني .
عليك سلام الله وقفاً فإنني *** رأيت الكريم الحر ليس له عمر
بدر العضياني[/align]