[poem=font="Simplified Arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَطْبَقَ الصَّمتُ سَاءَتِ الأنباءُ = عاودَتْنَا جراحُنا النَّكراءُ
ويحَهُ الحُزْنُ لا يُطيقُ وداعاً = كلما غابَ صاحتِ الأحشاءُ
( يا عراق ) الجراحُ تأتي تباعاً = كلَّ يومٍ دروُبنا حَمْراءُ
كلَّ يوم يستثمر الدَّمُ منا = أرضَ طهر تُبِيْدُها البغضاء
عنكِ بغدادُ ليس ينفعُ صدٌّ = قدْ رمَوكِ بظلمهم أعداءُ
أنتي عذراءُ عاشروك سفاحاً = ويح قومي أتُهتك العذراءُ
أيها المسلمون أليس عيباً = أنهم يقتلوننا كيف شاءوا
أيها المسلمون كم هو جبنٌ = أنَّ إنجازنا الوحيدَ بُكاءُ
صَرْخَةُ الطفل أغنياتٌ لديهم = عزفتها أناملٌ سوداءُ
طِفلنا شَيَّبتْهُ الخُطوبُ فأضحى = بعضَ زرعٍ أذلَّه الإسقاءُ
يرضع الموتَ من صدور الأفاعي = بئسَ حكماً هل السموم غذاءُ
يا بلاد الرشيد شَعبَك ساروا = بدروبٍ تَحُفُّها الرمضاءُ
رحلةَ الموت قدْ مشوها عَرايا = مَنْ مشاها مَصيرُه الإغماءُ
صورةً للكفاح قدْ رسموها = هُوَ رَسْمٌ لكنه إيحاءُ
قد بكي الطيرُ فوقهم و تأسَّت = غيمةُ الفجر هزَّها الإسراءُ
كم تألمتُ للشيوخ إذا هُمْ = في المسافات خطوةٌ عرجاءُ
يسطعُ الموتُ فوق شخطِ خُطاهم = و التجاعيدُ مَصَّها الإعياءُ
لم تُجِرْهُم قَدَاسة الشيب فيهم = طَحَنَتْهم قنابلٌ رعناءُ
كلما صاحَ و اشتكى الظلمَ شيخٌ = مات فينا بطوعنا الإصغاءُ
كم هو القهرُ حينَ تلمحُ عيني = قاصرا ت ٍ مصيرُهن اعتداءُ
مسلماتٍ يُسَقْنَ للبَغْى كُرهاً = أرضُ رجِّ و عاقبِ يا سماءُ !
نظراتٍ يَصِحْنَ أينَ صلاحٌ = كم صَرَخْنَ و ما بَدَتْ أسماءُ !!
لُعْبَةً صِرْنَ في كفوفِ سُكارى = ليس للعطف عندهم إحياءُ
تنحب الأم فوق قبر فتاها = تعصرُ الدمعَ عينُها البيضاءُ
حَرَمُوها صغيرَها و هي أمٌّ = كيف تحيا و طفلُها أشلاءُ ؟!
قَاوَمَتْهُمْ بدعوةٍ تَتَسامى = هي أقوى إذا السلاحُ دعاءُ
ربِّ رُحماك أنتَ وحدُك تدري= إنَّ قومي قُلوبُهمْ عمياءُ
اهزمِ الشركَ و انتصرْ لضعيفٍ = عَظُمَتْ في فؤادِهِ البأساءُ
يا عراقُ السؤالُ جِدُّ خطيرٌ = هل بإسلام أمَّتِنا مِرَاءُ ؟ !
إنْ أَجْبتِ فسوفَ أحياكِ موتاً = إنما الموتُ للشهيد بقاءُ !
كلََّ يومٍ نخوضُ بالقول حرباً = أترى القولُ في الحروب دواءُ ؟
نتباكي على الزمان و نحكي = مجدَ أمسٍ هَوَتْ به الأنواءُ
لا و ربيِّ فليس يُجْدي سواها = وحدةِ الصَّفِّ للجراحِ شفاءُ
أيها المسلمون إذا أَرَدْتُمْ = لِسَمَاكُم تُعاود الأضَواءُ
فأعيدوا الإسلام صلباً فتيّاً = فبهِ للحياةِ يقوى البناءُ
إجمعوها رمَاحَكُم سوف تقوى = فمن الضَّعفِ أنكم أجزاءُ
ليس باللهو تُسْتَحَقُ الأماني = فهو للعبد نقمةٌ و بلاءُ
هي نفسٌ لمسرح اللهو تسعى = كم عزيزٍ هَوَتْ به الأهواءُ
فاصبرِ ياعراقُ صبراً جميلا = لم يزل للجرح مِنَّا فضاءُ
شعر / حمدان سالم العنزي[/poem]