مديرة متسلطة توزع الأعمال بالقرعة!!
-----------------------------------------
المعلمات سيلجأن إلى المحامي
حصة بنت محمد العندس
يقوم على قيادة المدرسة خبرة واعية قادرة على تحقيق رسالتها والمسؤول عن توفير المناخ اللازم لهذا الهدف هو رأس الهرم في المدرسة مدير أو مديرة المدرسة. وإن أهم عامل في نجاح المدرسة هو قدرة إدارتها على تنسيق جهود الموظفين وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المطلوبة وتوفير البيئة للمرتبطين بها ليقوموا بدورهم على أكمل وجه.
إن اختيار المديرة يجب أن يتم على أساس ما تتمتع به من شخصية قيادية وإنسانية وهذا قد يتم الحكم عليه من خلال مقابلة شخصية او اختبارات تحريرية تتم للمديرات بعد ترشيحهن وغالباً ما يحقق الترشيح حقيقة شخصية المديرة عندما تواجه الواقع في المدرسة فربما تنجح ليس لما لها من خبرة طويلة في الإدارة ولكن لما تتمتع به من صفات شخصية قيادية تمكنها من التعامل مع المشكلات التي تواجهها بأسلوب سليم وربما تفشل مع وجود الخبرة المسبقة من عملها كمساعدة بسبب افتقادها للشخصية القيادية القادرة على حل المشاكل اليومية والتي تحتاج إلى تدريب مسبق للمديرة للتعرف على مهاراتها في حلها ومعالجتها وان اختيارها لهذا المنصب قد يتم على أساس سد الفراغ والحاجة إلى الضبط.. وما أود التوصل إليه هنا هو ان واقع المديرة يختلف تماماً للمنصب الذي رشحت له فاختيار الجانب النفسي للمديرة لم يتم، كذلك جانب حل المشكلات قد لا يكفيه الأجوبة التي تتم أثناء المقابلة فالجانب الانفعالي والاندفاعية باتخاذ القرارات وحل المشكلات والتجرد من الأهواء والعوامل الشخصية والنفسية والعصبية جميعها تظهر اثناء المواقف اليومية. والمعلمة والموظفة الإدارية التي ساقها حظها تحت إدارة مديرة لا تتمتع بالصفات المطلوبة لهذا المنصب ويكون لديها مواقف كثيرة تعطي انطباعاً للتسلط اكثر منه للقيادة ويظهر ذلك في صداماتها المستمرة مع الموظفات وفشل حلها لمشكلاتهن وانحيازها للبعض دون عن الآخر. والوزارة من خلال التعاميم التي تصدرها وضعت للمديرين والمديرات بنود وإجراءات عملية ادارية وتربوية لإيجاد بيئة مدرسية مستقرة يقوم بها مدير ومديرة المدرسة وفندت ذلك في بنود كإجراءات وقائية وإجراءات عامة وإجراءات علاجية ولكن هل وضعت إجراءات للمعلمات والموظفات في المدرسة في حال وقع عليهن ظلم أو تعسف أو رفضن ممارسة بعض المواقف التربوية أو الإدارية للمديرة أو انحياز المديرة للبعض وتكون الشلة المناسبة حولها التي لا ترفض هذه المواقف السلبية منها وتعوم على عومها ما دامت تحقق لهن اهدافهن.
كذلك ممارسة المديرة بعض الضغوط على الموظفات مما يجعل البعض منهن تجد أن الهروب من هذا الجحيم اليومي لن يتحقق الا بطلب ندب الى مدرسة اخرى وهذا ليس بالصعب على المشرفة الإدارية حتى لا ينفتح عليها باب للمشكلات حتى لو رأت أن هذه الموظفة على حق كذلك وإذا لم يكن للمديرة دور في معالجة جوانب القصور لدى المعلمات أو حتى نقدها مما قد يجعل هناك قصوراً في تقييم الاداء الوظيفي لهن وعدم توخي الدقة بوضع درجاتهن، ففي حال كشف مثل هذا القصور ماهو مصير من تحاول ان تكشف هذا الأمر للمسؤولات في الاشراف الإداري وبشكل سري، وهذا قد حدث على ارض الواقع فمن هذه الإجراءات التي تقوم بها المشرفات المحققات في الموضوع التشهير بأسماء من يتقدمن بالشكاوى امام زميلاتهن وذلك من باب حتى لا تكون الدعوى كيدية علماً بأن الدعاوى الكيدية لا يذكر أصحابها اسماءهم في خطاباتهم لأنهم يعلمون جيداً انهم ليسوا اصحاب حق وإنما الأمور شخصية بحته. ولا تتوانى بعض المشرفات (واشدد على بعض) من محاولة استعمال اسلوب (التهييب) حتى تقمع الموظفة ولا تفكر ان تقوم مرة اخرى بالتظلم وينجح هذا الاسلوب مع البعض حتى ولو كانت مشكلتها كبيرة. والمواقف والإجراءات كثيرة فسأذكر لكم هنا على سبيل المثال لا الحصر موقف لموظفة قامت المديرة بإسناد 25حصة لها في الاسبوع مع وعد للمعلمة إذا قبلت ان تتمتع بالامتيازات مثلها مثل معلمات الصفوف الدنيا والمديرة تعلم تماماً ان النظام لا يسمح بذلك وعندما انتهت الدراسة رفضت المديرة إعطاءها الامتيازات التي وعدت بها.. وعندما ذهبت المعلمة الى مشرفتها التربوية واخبرتها بذلك فالإجراء الذي تم من قبل المشرفة التربوية هو قولها للمعلمة اذهبي انت المخطئة فالقانون لا يحمي المغفلين (لم تقل ان الاشراف لا يحمي المغفلات) علماً بأن من مهام هذه المشرفة الاطلاع على الجدول المدرسي فهي لا تعلم ان هذه المعلمة اصلاً لديها هذا العدد من الحصص وحتى المشرفة الإدارية لم تتعرف على هذه المخالفة لأنها ببساطة لا تتابع توزيع الجدول وتوزيع الحصص على المعلمات. فالمعلمة او الموظفة عندما تصل بها الحال ان تتظلم للمسؤولات في الإشراف الإداري أو مشرفاتهن التربويات التابعات لمدرستهن فهن والله يضعن انفسهن ومشكلتهن أمانة بين أيديهن ليجدان النصح والإنصاف الفوري وليس المؤجل إلى حين لأن كل معلمة وكل موظفة مهمة ومشكلتها مهمة حتى ولو لم تر المشرفات هذه الأهمية وقمن بالتأجيل للحلول بحجة ان مشكلة هذه الموظفة او هذه المدرسة اهم من الأخرى..
وعندما تعطي المسؤولة حل لمشكلة موظفة أو معلمة وتستند فيها الى تعاميم معينة تدعي أنها موجودة لدى شؤون الموظفين او ضمن تعاميم المدرسة فأنك تفاجأ بعد البحث والتقصي انه لا يوجد اي تعميم يتعلق بهذه المشكلة وهذا والله هو نوع من (التعتيم) وإساءة استخدام السلطة ومحاولة لاستغلال الموظفة لعدم معرفتها بالتعميم او جهلها بحقوقها، ولا أخفيكم القول أنه من الحلول الإدارية العجيبة لبعض المشرفات الإداريات عند محاولتها حل مشكلة إدارية اما في توزيع الأعمال التي لم تتمكن المديرة من حلها سواء بين مساعداتها او الموظفات الإداريات هو الاعتماد على الحظ و(طق القرعة).
وهنا يتبادر الى ذهني هل الموظفة او المعلمة هي فقط المخطئة دائماً وهي التي يجب ان تحاسب، هل المسؤولات عن إدارة المدرسة والمشرفات الإداريات او التربويات لا يتخذن ابداً مواقف خاطئة و هل يصعب على البعض منهن قول (اعتذر لقد كان قراري غير صائب وسوف اصحح الأمر) وليس المجال هو هذا مخطئ وهذا مصيب ولكن هناك موقف خطأ يجب ان يصحح وفي (الحق) ليس هناك احد افضل من احد فهل المديرة لها ماء وجه يجب ان يحفظ والمعلمة لا، فالمعلمة او الموظفة شيء عادي ان يشهر بها في حال اي خطأ وتؤخذ عليها التعهدات والمديرة تغلق عليها الأبواب ولا يظهر ان هناك أي موقف تجاهها حتى لو انه قد تم اتخاذ اجراء تجاهها وتخرج الى المعلمات والموظفات ولسان حالها يقول (أيدكم وما تعطي) تشكوني على الإشراف أو على الوزارة أنا باقية هنا (ولا احد يهمني) واللي ما تعجبه الحال يندب نفسه.
فأين متابعة الاشراف التربوي والاداري لتطوير الكادر الإداري في المدارس وأين البرامج التي تخدمهم بدلاً من أطنان السجلات المرصوصة على المكاتب فلماذا حل المشكلات والشكاوى يكون تابعاً للإشراف الإداري الذي يفترض ان يكون جهة متابعة ومطورة للإدارة المدرسية، فلماذا لا يكون هناك جهة محايدة في المراكز الرئيسية للاشراف التربوي لديها المعرفة بالقوانين الإدارية ويكون لها صيغة إدارية وقانونية تضعها في دليل إداري للموظفات وتلجأ لها الموظفة في حال وقع عليها الظلم من إدارتها وتنصفها في حال توافقت معها مواقف المشرفات؟.. ولقد وصلت مشكلات بعض المديرات مع الموظفات حد الشكاوى المتكررة وغالباً ما تكون شفوية على المديرة والنهاية المديرة تحصل على تقدير امتياز بتقييم الأداء الوظيفي. فما دام مثل نموذج هذه المديرات متواجداً في بعض مدارسنا ثقوا تماماً انه سيأتي اليوم الذي تجدون فيه كل معلمة أو موظفة تبحث عن الإنصاف تلجأ إلى محام يعرف جيداً كيف يأخذ الحق من أصحابه بطريقة قانونية وليس بطق القرعة وتتحول المدارس عندها إلى محاكم.. لأنه ليس هناك أسوأ من (موظفة أو معلمة مغبونة).
http://www.alriyadh.com/2007/11/10/article292877.html