:
:
شوارع مظلمة ..مُكتظة كلاً يهمس لأخر
جلت ببصري هنا وهناك لاشيء
ما غير الطيور في السماء والسمك يستعرض في الماء
مسحة حزن وغيمة قلق وانتظار مخزي
دسست يداي في جيوبي
فالبرد قارص ..والدخان من الأنفس منتشرة في كل مكان
أحساس جميل أن تكون بهذا الجو ويداً تحتضن إحدى يداك
لست طماعة فما أدفئها يداً تلك أتمناها
يداً من رماد..
سقطت دمعة تجر دمعات لا أرى شيء
بالرغم من تكرار المشاهد حولي
مشهد أتحضان ..مشهد انتظار
وداع ..لقاء ..بكاء ..خوف
مشهد حبُ.. ونظرة شوق
قُبلة.. أغمض عيني عليها
أفتحها وقد أختفُ أبطالها
وتركُ لي ّأثرها ويتبعه وجع
كُل ذالك وجدته على ذاك الميناء
وأنا انتظرك..ما أثقل الإنتظار
انتظرت حتى مل مني
فأين الفرار يا أنا؟؟
اتجهت رئسا إلى داري
غيرت ملابسي
وأشعلت المدفئة.. وأدرت قرص ..لفيروز
تمددت على الأريكة أُكمل سلسلة الدموع
فكرت فيك حبيبي لسبب أجهله
ذكرتك فتمثلت نفسي كمن يسقط من حُلم هائل
أصحيح أن ما بينا انتهى ؟
صحيح أن صفحة الماضي انطوت؟؟
وأنـــــا ؟؟
سؤال قديم كقدم جرحي
سؤال غبي وكلا ً يسأله
ولكنني أسألك سؤال مختلف عنهم
وأنــــــــا؟؟
آآآهـ
لما لا تنطوي مع صفحة الماضي الحياة ؟؟
ليت المنية تتقدم
ليت الأبدية تفتح فاها لابث في أحشائها وللأبد
لا تكثرت بيّ ولا بما أهذي
فقلبي مفعم غماً
وآلاماً مبرحة
مرة جديدة تسافر وبقلب مليء بالأسى أقول لك
وداعاً
فمتى العودة؟؟
في ذمّة الله تلك الأيام الماضية
أتمثلك وقد حجبت وجهك عني
وأدرت ببصرك حتى لا ترى ما أصاب
وما اعترى قلبي من نحول
عدلت من نفسي واحتضنتها.. وأغنية تعلو المكان
(مرئت الغريبة عطتني رسالة
كتبها حبيبي بالدمع الحزين
فتحت الرسالة أحروفها ضايعين
ومرئت أيام وغربتنا أسنين
واحروف الرسالة محيها
الشتاء)
تذكرت رسائلك ..وأنت تقول
سامحيني ..أعتذر
ما أطيب قلبك... يا واجعي
تطلب مني السماح والمغفرة وأنت تعلم
أن لا وجود لسيئات أنت مقترفها عدا سيئة واحدة
اقترفتها في حق نفسك
أن أحببتني حباً كنت في غنى عنه
فحرام عليك نفسك الطاهرة
كنت حبيبتك.. كنت طفلتك.. وكنت بحاجتي
أتذكر ساعي البريد وتلك الرسالة ؟
أتذكر محتواها ..؟؟
سأقتل نفسي يوما ًما كيف أجرؤ على إيلامكِ وسحق قلبكِ
طفلتي. حبيبتي .. بل قدري
أجل قدري ..قدري قادني إليكِ دون أن أشعر ....
أتذكرها ؟؟
كانت رسائلك جل ما أريد وأتمنى واعز ما املكه
أما اليوم !!؟
فأنني اكتب لك ورسائلك تلتهما النيران كحبنا
في ذمّه الله يا من كنت حبيبي
أيعقل مللت وردتك.. ومللت شمها ..وعطرها ؟
والنوم في أحضانها ؟؟
مللت أنفاسها ..وهمسها ؟؟؟
مللت تلك العطشى شفاهك وشفاهها؟؟؟؟
سمعت صوت التلفون يرن يوقضني من أحلامي
أطير له لا أعلم كيف وصلت بهذه السرعه
ظناً مني أنه أنت
وإذ المتحدث أمي تسألني عن أحوالي وأحوال الغربة معي والدراسة
استوقفتني دموعها وهي تقول ليّ
الله الله في نفسكِ.. حبيبتي
أقفلت الخط ..واتجهت لأغسل وجهي
تمعنت في وجهي بالمرآة ؟؟
من هذه ؟؟يا الهول أيعقل أن أكون أنا
أمسح وجهي ..وأتجه إلى سريري لوحدي دونك
أحاول تدفئة ذاتي ..أضع يداي بين رجلاي لئدفئهم
انكمش في سريري
أحاول أن أنام فلا استطع
مازالت كلماتك عالقة فيّ. لم تبرح مخيلتي
نامي أميرتي فبعد ساعات سأراك
ِبعد ساعات سأقبل شفتاكِ
وسأضمكِ بقوة
وأقبل فيكِ كُل شيء عزيز بحب وشوق
نامي جيدا.. واحلمي جيداً
في ذمّه الله سيدي تلك الأيام الماضية
مازالت غرفتي تشهد ومازالت الوسادة تشهد
ثوب نومي ..وريحة عطري .قلم الكحل .واحمر الشفاه الذي تحب
ولو كان باستطاعتهم النطق لنطقوا
في ذمّه الله يا من كنت حبيبي
حاولت البُعد ولكني..
أزداد تعلقا بك ..
توهان
شرود
ونظرات للبعيد
تخترق ما أمامها لترى ما خلفه
الحزن يلتهمني ولا يفارقني
نبذت كل شيء
لعنت كل شيء..إلاّك
قل ليّ بالله عليك من أشعلت النيران لأجلك
وظلت تحبك وتصون حبك ؟
حملتها المضض و الآهات وأهديتها الفجائع
وظلت في حُبك تخلص؟
أحبتك رغم الذُل والمهانة
وظلت تكذب على نفسها
أحبتك رغم سيمفونية البكاء ..والنشيج الطويل
والصمت ..والحب المستحيل
فأشكرك على كل لحظة حببت بها الحياة إليّ
وجعلتني أحلم أن الدنيا تحتوي أفراح كما تضم أشجان
أشكرك على كل كلمة
وكل قبلة قبلتني إياها
بحب وشوق
ونم قرير العين ..ولا تخف على سِرك
أطمئن ..أطمئن
سأحمله في صدري ..إلى قبري
في ذمّه الله حبيبي ذكر أيامنا السالفة
في ذمة الله يا من لم أزل أحبه أذكره
وللأبــــــــد ...
حدثتُ نفسي ..بابتسامة مُتعبة
نامي يا يُتم ..نامي يُتم..يُت .يُ
ونامت يتُم والف يُتم مستيقظة
من كانت تأمل بك خيراً
.