إلى وزير التربية والتعليم:مدير.. ولكن خارج نطاق التغطية!
-----------------------------------------------
سلوى العضيدان \محافظة الغاط
هو مدير.. يا معالي الوزير تهاوى عالمه فجأة فوق رأسه رغم صلابة أعمدته وقوة بنيانه فأيقن حينها أن النفوس العزيزة التي لاتحنيها قوة الأعاصير قد تقتلها لدغة ثعبان لم تلحظه الأعين!
هو مدير.. صحا فجراً فهاله أن أسوار حصنه مهدمة وأن البوم يصدح بسرور فوق خرابها فعلم أن ذلك أمر قد دبر بليل.. فاستعاذ بالله من شر شياطين الأنس وأكمل المسير رغم وعورة الطريق وقسوة الأشواك التي زرعها خفافيش الظلام بين جوانبه!
هو مدير.. كان ينظم طوال سنوات خدمته عقداً مضيئاً يباهي به نجوم السماء حتى إذا ما بلغ العقد ثماني عشرة خرزة انسلخت من أوراق عمره يوماً تلو اليوم وشهراً تلو الشهر وسنة تلو السنة.. انقطع الخيط فجأة وتناثرت حباته وضاع الجهد سدى فاستوطن القلب منه ألم وزفرة حرى!
هو مدير.. لكنه صوته خارج نطاق التغطية كما قال الشاعر:
أصبحت لا أشكو الخطوب وإنما
أشكو زماناً لم يدع لي مشتكى!
فالحق الذي يطالب به لم تصل ذبذباته لأبراج اللجنة الموقرة التي أصدرت حكمها عليه فالإرسال ضعيف والمسافة بينه وبينها بعيدة تضرب من أجلها أكباد الإبل ولذلك أظن اللجنة الموقرة اكتفت بالاستماع إلى صوت الخصم وحده لأنها رأت أن تقصي الحقائق في زمن العولمة وتحريها هو نوع من العبث وإضاعة للوقت فيما لا طائل منه لذلك قامت بإصدار حكمها المجحف بكل أريحية وشفافية تحسد عليها خاصة في زمن الرأي والرأي الآخر!!..
ولو أنهم أدوا صلاة الميت على جهد السنين الخوالي لكان لصاحبنا المدير العذر في إقامة سرادق للعزاء يتقبل فيه التعازي بموت الحقيقة ومواراتها الثرى.. وقد يكون في ذلك شيء من الصبر والسلوان ينزل السكينة على قلبه الحزين ولكن للأسف...
تم الأمر بهدوء لا يحصل حتى في أكثر أحلامهم جموحاً..!!
هو مدير.. ولكن تم نسف كل عطائه وجهده وإبداعه في جرة قلم وفي لحظة ظلم اغتيلت فيها الحقيقة ودحضت بها الحجة حين وأدها أصحاب النفوس الدنيئة بأساليب المكر والخديعة لماذا؟ للأسف من أجل أهداف شخصية ودنيا زائلة لا تساوي عند الله تعالى جناح بعوضة!
كل الخطوب تهون إلا طعنة
في الخلف حيث أمان
لو كان في الفكر خدعة ماكر
لأخذت التدابير في الحسبان
هو مدير.. لكن وقع عليه ظلم فادح وضرر كبير عكر عليه صفو حياته وتسبب له بضرر مالي ونفسي شديد.
نتيجة صدمته بالموازين المقلوبة التي استخدمت حقه دون ذنب جنته يداه سوى ثقته وحسن ظنه بمن هو غير أهل لذلك وسوى إحسانه لمن يظن الإحسان ضعفاً وخنوعاً!
يا فاعل الخير مع من لا يقدره
كواقد الشمع في دار لعميان
معالي الوزير.. (كان عمر يقول: والله لو عثرت بغلة بالعراق لخفت أن يسألني الله عنها لماذا لم تسوي لها الطريق يا عمر) فرحم الله عمر فإن كان يخشى أن يسأله الله عن تعثر دابة أفلا خشي من اتخذوا ذلك القرار المجحف الظالم في حق هذا المدير أن يسألهم الله تعالى لم فعلوا به ذلك؟
ولم لم يستمعوا إليه؟ وأي قاض نزيه يصدر حكماً بحضور الخصم فقط؟
ألم يستمعوا إلى قوله تعالى (لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار(42) مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء(43) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال(44) وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال(45) وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) (سورة إبراهيم).
فيا أيها الظالم لغيره إعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً، فإنه ليس دونها ودون الله حجاب).
وإن علياً بن أبي طالب أوصى ابنه الحسين رضي الله عنهما قائلاً (يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله).
سيدي الوزير.. هو مدير لكني واثقة بعد قراءتك لكلماتي هذه أنه لن يكون خارج نطاق التغطية وأن صوته سوف يصل وأن حقه ورد اعتباره سيعودان إليه فمثلكم لا يرضى بالظلم ومن يعين عليه!
ومن يخدم وطنه بكل همة وإخلاص فإنه حري بنا أن نقف إلى جواره وأن نشد من أزره وأن نكون نحن ذبذبات صوته التي تدوي بكل قوة حتى لا نخسر إنساناً قدم الكثير والكثير وينتظر منا فقط وقفة صادقة تعيد الحق إلى نصابه وتنصب ميزان العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض حتى لا يكون لدينا مدير مظلوم صوته خارج نطاق التغطية.
http://www.alriyadh.com/2007/10/31/article290385.html