تقنيات تعديل السلوك
الاستاذ محمد الزين
المصدر (شبكة الخليج)
تعريف:
السلوك هو النشاط الذي يعبر عنه الفرد من خلال علاقاته بمن حوله والسلوك له قواعد طبيعيه وماديه مبرمجه طبقا للخريطة الوراثيه المرسومه لكل فرد وفقا للترتيب الوراثي البيولوجي وصولا الى هندسة الجينات .وتشير الدرسات الطبيه الى علاقه بين الخلل الدماغي والاضطراب السلوكي مثل الاضطربات السلوكيه الشديده كالانطواء وكثرة الحركه ولكن لا يمكننا القول بشكل ثابت ان الاضطرابات السلوكيه سببها خلل دماغيي.وتشير بعض الدراسات ان سوء التغذيه قد يودي الى اضطرابات سلوكيه وكذلك توجد عوامل نفسيه تعود الى الاسره او الاصدقاء والبيئه والمشاكل الاجتماعيه مثل الفراق او الطلاق او مشاكل داخل الاسره والاهمال والضرب والاحباطات المتراكمه منها البيئيه والصحيه والاقتصاديه والاجتماعيه .
خلف كل سلوك دافع فنحن لا نقوم بشىء الا اذا كان هناك شيء يحركنا للفعل ونتوقع ان نحصل من خلال هذا السلوك على نتيجة بما يعني ان السلوك يخدم وظيفة. وقد يخدم سلوك واحد عدة وظائف. فمثلا:
اشباع الجوع - دافع0وهناك نتجية متوقعه من ان الاكل سيشبع الجوع.
لقاء الاصدقاء -دافع- الشعور بالملل نتجية متوقعه - ان يبدد الاصدقاء الملل
ان اي سلوك سيؤدي بالنتجية الى حاجه لدينا.فمثلا اذا ذهبت في رحله وقضيت وقتا ممتعا فكلما شعرت بالحاجه لقضاء وقتا ممتعا ساحاول الذهاب برحله وفي حال كانت الرحله الاولى غير ممتعه لا احاول الذهاب بها مره اخرى.نستخلص مما تقدم ان كل سلوك يخدم على الاقل وظيفه وان عدة سلوكيات تخدم عدة وظائف واذا لم يحقق السلوك الوظيفه المستهدفه فانه سيختفي تدريجيا هذه المقدمه لنبين كيف يمكن ان تقوم بتعير سلوك ما وكيف يمكن لتغير هذا السلوك ان نجد البديل له.
ان ما يحدث للطفل حين تضطرب عملية تطوره ونموه قد يكون مرده الى الاسباب التي سنذكرها والتي تصيب الطفل بالقصور وتظهر هذه الملامح على الشكل التالي
:
** العدوانيه والتخريب-التهديد- المشاجره-الصراخ-نوبات غضب- عدم الطاعه- عدم الاحترام- ( تشير بعض الاحصائيات ان هذه السلوكيات موجوده عند الذكور اكثر من الاناث (
** كثرة الحركه تشمل الحركه الزائده عدم الاسقرار التحرك الدائم سلارعة التصرف الهاء الاخرين.
** المشاكل الشخصيه والتي تشمل القلق والشعور بالنص والانطواء والانفراد .
** القلق والشعور بالنقص : تجنب المنافسه والكلام بصوت منخفض
** الانزواء والانعزال : عدم المشاركه في الالعاب الجماعيه والمزاجيه في التصرف.
** هناك مجموعه من السلوكيات مثل احلام اليقظه وعدم القدره على التركيز واشعال النار واللعب بالنار والعناد والرغبه في تعذيب الحيوانات والميل الى اذية الذات مثل ضرب الراس او نقر العين او شد الشعر- تقبيل الغير السرقه الكذب الضحك دون اسباب.
ان انماط هذه السلوكيات قد يكون مؤقت او طبيعيا في مرحله زمنيه من حياة الطفل المعوق ذهنيا و احيانا يكون سببها بيولوجي .ان حدوث هذه السلوكيات مرتبطة بظروف فرديه او زمنيه او سكانيه او اجتماعيه, كما ان الطفل وعلى سبيل المثال لايتقن مفهوم السرقه الا اذا اتقن مفهوم التملك الشخصي فالطفل يمر بمرحلة مفهوم هذا لي قبل مفهوم هذا ليس لي ولا يمكن في مرحلة من المراحل ان نطلب من الطفل التخلي عن انانيته اذا صح التعبير لان في هذه المرحله يتكون عند الطفل مفهوم واحد ( اخذوا مني ) لكنه لا يعرف او يفهم ( انا اخذت منه هذا).
وعندما نتحدث عن السرقه مثلا يجب ان يكون الطفل قد اكتسب مفهوم الصح والخطأ او مفهوم الشر والخير وفي هذه الحاله لا يستطيع الطفل ان يصل الى معرفة هذا المفهوم قبل بلوغه سن 6 سنوات عقليا.ان شخصية الطفل وعدم قدرته على تحليل الامور في مراحل متعدده من حياته لا سيما في الامور الاخلاقيه خاصة اذا لم نوضح له الامور بغض النظر عن الثواب والعقاب فقبل سن 6 سنوات على الطفل ان لا يسرق لئلا يتعرض للضرب لان السرقه عمل معيب وتبقى عملية السرقه او الكذب ماثله امامه ما دام لا يوجد عقاب وقد امنت له الحمايه لما يرى العدوانيه في نظر بعض الاهل نظرة افتخار خاصة عند الاولاد الذكور كما نرى ان بعض الاهل يشجعون اولادهم على التفوه بكلمات غير مألوفه ولنعطي مثال للتوضيح :
كسر طفل 15 فنجان ليسرق قطعة حلوى
كسر طفل اخر فنجانا واحدا ليسرق قطعة حلوى
في هذه الحاله ينطلق الحكم من حجم المكسور بالنسبة للاطفال تحت 6 سنوات وليس الحكم على الدافع الذي ادى الى الكسر.
ننطلق مما تقدم لتحديد انواع السلوكيات بشكل ادق:
السلوك الزائد : ما يقوم به الطفل بشكل متكرر وفي اي وقت
السلوك الناقص : الانعزال- الانطواء- عدم الاختلاط- عدم تنفيذ الامر
السلوك العادي : وهو السلوك الاعتيادي
جمع البيانات المتعلقة بالسلوك و وضعها على شكل فقرات
اولا: تحديد نوع السلوك
ثانيا:تصنيف السلوك المستهدف وتعديله
ثالثا:احصاء عدد مرات حصوله
رابعا:قياس الوقت الذي يستغرقه السلوك (اذا كان السلوك اكثر من مره في النهار علينا اختيار وقت للقياس . الوحده الزمتيه دقيقه ساعه يوم والمقصود بالوحده الزمنيه تقسيم الساعه الى 6 فترات كل فترة عشرة دقائق لنرى اذا كا السلوك يحدث كل وحده زمني.
خامسا:التدخل برسم الاهداف و تحديد طبيعة الاهداف
على المعلم ان يقرر مسبقا طريقة التدخل والاختيار .نستطيع على سبيل المثال ان طلب من الطفل الوقوف جانب الكرسي لثواني وعندما يتجاوب تقدم له مكافئه وتدريجيا نطلب منه الجلوس لثواني ايضا ونعطي مكافئه وهكذا دواليك .ولكن قبل البدء في التعديا يجب علينا دراسة الموقف وتحديد المشكله وجمع البيانات وتحديد السلوك واجراء المراقبه .
اثناء عملية تعديل السلوك واختيار الحوافز يجب ان نقوم بتسجيل تكرار حصول السلوك ومدة استغراقه وتسجيل نوع وكمية وعدد المرات التي قمت بها المكافئه ومن الافضل رسم بيان بذلك ليسهل الاطلاع والمراقبه ويجب الانتباه الى عدم اعطاء المكافئه قبل ان ينجز الطفل المطلوب منه وان اشترط الطفل تقديم المكافئه قبل انجازه للمطلوب منه حتى لا يعتبر الامر رشوه قد يستغلها الطفل وتصبح سلوك عنده ويجب في مراحل لاحقه ان لا يتوقع الطفل مكافئه عن كل الاعمال التي ينجزها حتى ايضا لا تتحول الى عاده يجب تخفيف عدد او قيمة المكافئات مع زيادة طلب المهمات من الطفل والتباعد في اعطائها.
--------------------------------------------------------------------------------