[align=right]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
اللهم أعفو واصفح عني، اللهم لا علم إلا ما علمتني..
خبرتي في هذا المنتدى قصيرة بسيطة، ولأن احد طرائق العمل هي الاستنتاج، وهو نوع قديم منذ أيام أرسطو وأفلاطون ، ولا علاقة له باستنساخ النعجات والدجاجات ، وهنا أتذكر تلك القصيدة الساخرة للشاعر بشار بن برد عندما قال:
رباب ربة البيت تصب الخل في الزيت
لها تسع دجاجات وديك حسن الصوت ( ويقال أنها عشر )
لقد قرأت بعض من القصائد والنصوص الأدبية هنا ، وفي مجملها جلد للذات وجلد للآخر ، لدرجة أوشكت أن أتخيلكم جميعا جلادين ومجلودين. وبدأت أتخيل شكل العصا المستخدمة في الجلد وطولها ولونها البني القاتم.
ولكن هذا لا يمنع أن هناك بصيص من نور وتجلي وإبداع لأكثر من قلم هنا، وهذا ما أعطاني أمل ودافع، بالإضافة لأن الدافع الأول لتواجدي هنا، هو دعوة كريمة من أستاذي وصديقي عبد الرحمن الجبابرة، وكذلك مدير الموقع العزيز.
لذلك أنا ضيف جاءكم وقت عيد، لذلك أعطيت الحق لنفسي مرتكزا على مقعدي الدوار بزاوية ذات 90 درجة،
أحبتي ..
الحقيقة أن المنتديات وبشكل عام فيها الغث والسمين، لذلك تبت منذ زمن عن الكتابة فيها، لكثير من الأسباب، لعل أحدها مشاغل الحياة و الركض خلف الأحلام.
ولكن عندما تأتيني دعوة بمثل حجم هذا الشخص الجميل ( عبد الرحمن )، الذي كلما أرى تلك الموجات الساكنة وسط عينيه، أتذكر إن للحياة بعدا أعمق من مجرد الجسد و الفواتير و العطور .
لذلك أنا هنا اليوم معكم ، عاذرا الجميع ، وعاذرا هذه التشكيلة الجميلة من مختلف المدن الشرق أوسطية والغير أوسطية، ومن كل الأجناس، بنات وبنين، وكهول وعجائز، وكذلك لا ننسى أصحاب اللغة المكسرة والمكهربة، ولكن أيضا أريد منكم أن تعذروني، فأنا لا أستسيغ أن أهدر الوقت في مجاملات لا طائل منها، سوى خداع الشخص الآخر ، وجعله يعيش داخل شرنقة من المفترض أن نساعده ليتحرر منها ، منطلقا في فضاءات النت والإبداع.
كما يجب على كل صاحب علم أن يشاركه الآخرين، لا أن يمنعه عنهم، لذلك ربما أكون قاسيا أحيانا في بعض مشاركاتي ، أو بعيدا في بعضها الآخر ، فأرجو منكم الصفح والعفو .
والحقيقة أني حاولت أن أرد على بعض الرسائل الخاصة، ولكن إدارتنا الموقرة تمنع الرد إلا بعد أن يتجاوز العضو المسكين 100 مشاركة ، وبمعدل مشاركاتي هذه كل يومين مشاركة واحدة ، فأنا أحتاج لعدد 200 يوم ، أي ما يقارب ستة أشهر وبضع أيام، أي ما يقارب 56 بالمائة من السنة الهجرية.
وهنا يسكن بداخلي سؤال :
لماذا نكتب أو نصمم أو نشرح درسا أو برنامجا ؟!
لماذا نستخدم الإنترنت، دون أن نفهم تكوينه وطبيعته ؟
لابد لنا أن نعيد حساباتنا قليلا ونعود لذلك الأمل الساكن داخل أعماقنا ، ألا وهو البحث عن التميز وتحقيق الذات والطموح ، فمن المفترض لكل مصمم يصمم بطاقة هنا أن يتدرج حتى يصل لاحتراف برنامج لفوتوشوب وبرامج التصميم الأخرى، مستخدما مختلف أدواته ونسخه المطورة، محققا التميز، وليس مجرد مستخدم يعدل صور صنعها الآخرون ، أو سرقها الآخرون .
كذلك على كل كاتب نص أدبي أو قصيدة، أن يتميز محاولا تحقيق طموحه بالتدريج، ليشار له ذات مساء، بأنه كاتب أو شاعر، مستحقا هذا الوصف.
ومن هذا المنطق وبعد دراسة دقيقة لمختلف المعطيات الداخلية والخارجية، وجدت أنه لابد لي أن أدعو للتغيير، مطبقا ذلك على نفسي أولا، حتى لا ينطبق علي قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيمُ
لنتميز حتى في مواضيعنا الساخرة يا أهل غرابيل ، أو سأضطر أن ازور عجوز تسكن في أحد القرى جهة مدينة عفيف، واجعلها تدعو عليكم بالغربلة.
وحتى لا يغضب البعض هنا من معنى الغربلة، فهي تعني التنقيح، ولأولئك الذين يعملون في تقنية المعلومات ( IT ) فالكلمة قريبة من معنى فرمته ، ولكنها متعاكسان في الحال ، فكلمة غربلة أخذها الغرب منا واستخدموها ( Garbled ) ، والفرمته أخذناها نحن من الغرب وأصلها ( Format ).
ولكن هل كلمة غرابيل ، هي جمع غربلة ، أو غربال ، بالطبع نعرف جميعا معنى كلمة غرابيل - بدأت احك رأسي !! -، وإلا كيف لنا أن نكتب في منتدى لا نعرف حتى معنى اسمه، فنصبح مثل أولئك الذين ضرب الله فيهم المثل:
( كمثل الحمار يحمل اسفارا ) .
ومجمل القول ، أني سعيد لوجودي معكم رغم الدموع المسكوبة المنتحرة على طاولتي ، سعيد لوجودي بين مبدعين في قسم الشعر الفصيح والخاطرة، أمثال الشاعر الرقيق ياسر السليس ، والأصيل حمدان بن سالم ، ومع الكاتبة ذات الصور الأخاذة هذيان ، وصاحبة العاطفة يُتم ، والمبدعة بنت الربيع وعذوبة أنثى وغيرهم الكثير، هذا مجرد قسم ، ولو تجولت في الأقسام الأخرى فأنا على يقين أني سأجد مبدعين موهوبين ، سواء في الشعر أو التصميم وغيرهما .
وكل عام وأنتم بخير ..
-----
فهد
الرياض - 15/10/2007[/align]