تهنئة وتعزية بالعيد
--------------------------------------------------------------------------------
تهنئة وتعزية بالعيد
من حق المسلم على أخيه المسلم أن يهنئ الطائعين الفائزين، وأن يعزي ويواسي العاصين، والمخالفين، والراسبين، سواء كان ما ناله العبد أوأصابه من حظ الدنيا الفاني أومن نصيب الآخرة الباقي، بل التهنئة والتعزية بحظوظ الآخرة أولى وأوجب من التهنئة والتعزية فيما يتعلق بأمر دنيوي مهما عظم أوحقر.
روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: "يا ليت شعري! أين هذا المقبول فنهنيه؟ ومن هذا المحروم فنعزيه؟"، وعن ابن مسعود رضي الله عنه كذلك أنه كان يقول في آخر رمضان: "من هذا المقبول فنهنيه؟ ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟".
من عجيب أمر المسلمين اليوم كثرة التعازي والمعزين في مصائب الدنيا، وانعدام المعزين لمن أصيب في دينه، ولله در حاتم الأصم حين قال: فاتتني صلاة العصر في جماعة يوماً فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف نفس، لأن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا، وما قاله هو الواقع المشاهد.
المعزون هنا صنفان:
عصاة معاندون.
مغيرون ومبدلون، أومقلدون لهيئات بعض العبادات.
هذه التوطئة والمقدمة لابد منها لما سنذكره من التعازي للمخالفات الشرعية، وبعد..
✔ نهنئ من صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً فغفر له ما تقدم من ذنبه.
O ونعزي من حُرم صيام هذا الشهر وقيامه، فأبعده الله من رحمته التي وسعت كل شيء.
✔ نهنئ من صام وأفطر لرؤية الهلال عملاً بسنة النبي المختار.
O ونعزي من أفطر شهر رمضان من غير عذر.
✔ نهنئ من صان صيامه عن اللغو والرفث، واستقام في صيامه عن التشاغل والعبث.
O ونعزي من غرَّق صيامه بالغيبة والنميمة، ولم يرقعه بالتوبة والاستغفار.
✔ نهنئ الصائمين حقيقة عن المفطرات الحسية والمعنوية.
O ونعزي الممسكين عن الأكل، والشرب، والجماع، والمنغمسين في الكبائر والمحرمات.
✔ نهنئ من أدرك شهر رمضان فغفر له.
O ونعزي من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له.
✔ نهنئ المنفقين للأموال، والمستغفرين بالأسحار.
O ونعزي الممسكين للأموال، الساهين اللاهين بالأسحار.
✔ نهنئ الذين أحيوا ليالي رمضان بالقيام، والتهجد، وتلاوة القرآن.
O ونعزي من شغلوا لياليه بالولوج والخروج في الفضائيات، والنظر والاستماع إلى الأغاني المحرمات، ومتابعة المسلسلات الفاضحات، أوبالذهاب إلى النوادي الليلية، أوباللعب بالورق في الدواوين والدكات.
✔ نهنئ من وقف لإحياء ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
O ونعزي من غفل وسها عنها.
✔ نهنئ عمار المساجد أحب البقاع إلى الله.
O ونعزي من قضى جُلَّ وقته في الأسواق أبغض البقاع إلى الله.
✔ نهنئ من وُفق لإخراج زكاة الفطر من الطعام عملاً بسنة من أنزل عليه القرآن، فكانت طهرة لصيامه، وجبراً لما انتقص منه، تقبل الله منه وزاده من فضله وامتنانه.
O ونعزي من تساهل في إخراجها حتى خرج وقتها
✔ نهنئ من عزم على أن لا يعود إلى ما تاب عنه بعد رمضان.
O ونعزي من صام رمضان وهو يحدِّث نفسَه أنه إذا أفطر بعد رمضان عصى ربه ومولاه وعاد إلى ما كان عليه.
✔ نهنئ من تكون حاله بعد رمضان أحسن من حاله قبل الصيام، وهي علامة القبول.
O نعزي ونقول جبر الله كسر من كانت حاله بعد الصيام أسوأ مما كانت عليه قبل ذلك، وذلك دليل الرد.
✔ نهنئ المعتوقين من النار.
O ونعزي المحرومين.
وأخيراً نقول: هنيئاً للموفقين للخيرات، وجبر الله كسر المحرومين والمحرومات، والله أسأل أن يبلغنا رمضانات عديدة، ويحيينا أزمنة مديدة في طاعته، ليزداد المحسن منا إحساناً، وليتمكن المحروم المسيء من التوبة والإنابة.
اللهم ضاعف حسناتنا وتجاوز عن سيئاتنا وزلاتنا، يا من لا تنفعه الطاعات ولا تضره المعاصي والزلات، فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
اللهم اجعلنا من المقبولين
&;
منقووول بتصرف
✔ أهنيء أهل غرابيل بعيد الفطر المبارك ( 1428هـ )
O ونعزي أنفسنا في رحيل شهر رمضان المبارك.